أعرب الكاتب والناشط الإيطالي أليكس زانوتيلي عن أسفه العميق لما وصفه بـ"الصمت المريب" الذي يلتزمه الإعلام الدولي حيال الحرب الدامية المشتعلة في السودان، معتبراً أنها "أبشع الحروب على وجه الأرض في الوقت الراهن".
وفي مقال نشره موقع كوموني إنفو الإيطالي، أشار زانوتيلي إلى أن نحو 25 مليون سوداني يعيشون اليوم في حالة انعدام للأمن الغذائي، فيما تتواصل المعارك الطاحنة في إقليمي كردفان ودارفور، وسط تصاعد المذابح والانتهاكات بحق المدنيين.
وأوضح الكاتب أن كميات ضخمة من الأسلحة تتدفق إلى السودان لتغذية الصراع، مشيراً إلى تورط عدة دول في تزويد الأطراف المتحاربة بالسلاح، بينها إيطاليا. واستشهد زانوتيلي بتصريحات الصحفي ماسيمو ألبيريزي، مدير موقع أفريكا إكسبريس، الذي كشف عن لقاء جرى في 12 يناير/كانون الثاني 2022 بين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ورئيس جهاز المخابرات الإيطالي الجنرال جيوفاني كارافيلي، والمقدم أنطونيو كوليلا. وبحسب التقرير، تم الاتفاق خلال اللقاء على تدريب عناصر الدعم السريع تحت ذريعة الحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وتساءل زانوتيلي في مقاله قائلاً: "هل يمكننا أن نعرف ما الذي تفعله الحكومة الإيطالية تحديداً في السودان؟"، موجهاً سؤاله إلى الأحزاب الممثلة في اللجنة البرلمانية لأمن الجمهورية، وداعياً إلى كشف الحقائق للرأي العام.
وأضاف الكاتب أن المساعدات الإنسانية لم تدخل السودان براً منذ أبريل/نيسان 2023، ما فاقم الأزمة الإنسانية وحوّل البلاد إلى "كارثة بكل المقاييس".
ولفت إلى أن المعارك تتركز حالياً في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي لجأ إليها نحو مليون نازح فرّوا من مناطق القتال. وأوضح أن المدينة، التي كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة الحكومة، تعرّضت لحصار طويل وقصف متكرر من قبل قوات الدعم السريع التي استهدفت المستشفيات والصحفيين بشكل مباشر، قبل أن تتمكن أخيراً من دخولها.
واختتم زانوتيلي مقاله بوصف الفاشر بأنها "غزة أخرى لا يتحدث عنها أحد"، معبّراً عن استغرابه من استمرار تجاهل المجتمع الدولي ووسائل الإعلام لمعاناة السودانيين في ظل واحدة من أكثر الحروب دموية في العالم.