استشهد ثلاثة فلسطينيين بينهم قيادي بارز في كتائب القسام في غارة شنتها مروحية اسرائيلية على حي الزيتون في مدينة غزة، فيما ارجأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تصويت حكومته على خطته الاحادية بعد فشله في حشد التاييد المطلوب لتمريرها.
وقال شهود إن مروحية اسرائيلية اطلقت في وقت مبكر من صباح اليوم الاحد على دراجة نارية كان يستقلها وائل نصار (38 عاما) القائد المحلي لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، ومعاونه محمد منيب صرصور، ما اسفر عن استشهادهما وشخصا ثالثا من حماس كان يسير في الشارع.
وتتهم اسرائيل نصار بتدبير كمين في 11 ايار/مايو قتل فيه ستة جنود اسرائيليين عندما ارتطمت ناقلة الجنود التي كانت تحملهم بلغم خلال هجوم في مدينة غزة.
كما ان اسرائيل تطارد نصار منذ نحو عشرة اعوام.
وقال مسعفون فلسطينيون ان سبعة آخرين من بينهم امرأة وطفلان اصيبوا بجراح في الهجوم الجوي الذي استهدف الدراجة النارية أثناء مرورها في حي الزيتون بغزة وهو معقل للنشطين الفلسطينيين.
وأكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي الهجوم الصاروخي قائلا انه قتل نشطين كبيرين مسؤولين عن التخطيط لهجمات انتحارية وهجمات اخري ادت الى قتل عدة جنود ومدنيين اسرائيليين.
وقال شهود ان الصاروخ الاول قتل نصار وزميلا له في كتائب عز الدين القسام كان يركب معه على دراجته الناريه.
وسقط صاروخ اخر قرب الصاروخ الاول بعد ذلك فقتل رجلا اخر في حماس كان يسير على مقربة.
وقتلت القوات الاسرائيلية 16 فلسطينيا واصابت 185 اخرين في حصار استمر يومين لحي الزيتون في اوائل هذا الشهر قام النشطون خلاله بتفجير ستة جنود بقنبلة وضعت في طريق ناقلة الجنود التي كانت تقلهم.
وبعد ذلك بفترة وجيزة قتل النشطون خمسة جنود اخرين في نفس اليوم في مدينة رفح مما دفع الجيش الى فرض حصار استمر ستة ايام للمنطقة قتل خلاله 42 فلسطينيا وشرد اكثر من الف.
من جهة اخرى، ذكرت تقارير إسرائيلية أن قوات الجيش الاسرائيلي اعتقلت في ساعة متأخرة الليلة الماضية ثلاثة فلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) اليوم الاحد إن القوات الاسرائيلية اقتادت المعتقلين الثلاثة إلى جهة مجهولة مشيرة إلى أن اثنين منهما اعتقلا عند "بوابة الامن والحماية لمبنى المقاطعة (مقر الرئاسة الفلسطينية)" وأن أحدهما من رجال المخابرات العامة والاخر من وحدات الامن الخاصّة
وأضافت الوكالة أن المعتقل الثالث هو من أفراد الشرطة الفلسطينية ويعمل ضمن مجموعة حراسات محمود عباس أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
في غضون ذلك أفادت "وفا" بأن قوة عسكرية إسرائيلية "اقتحمت" فجر اليوم مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية وسط "إطلاق نارٍ كثيفٍ وعشوائي" مما أسفر عن إصابة شاب عمره 17 عاما.
وقالت الوكالة إن المصاب يدعى سليمان فوازعة (17 عاما) وإن جروحه خطيرة نقل على أثرها إلى المستشفى مشيرة إلى أن القوة الاحتلالية الغازية المعتدية قامت بمحاصرة المستشفى الحكومي في المدينة بالكامل وطالبت إدارة المستشفى والاطباء بتسليمهم الجريح.
من ناحية أخرى ذكر تقرير لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الانترنت أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار الليلة الماضية على قوة عسكرية في مدينة جنين ولم يبلغ عن وقوع إصابات ولا أضرار
وفي حادثة أخرى، أطلق مسلحون فلسطينيون النار باتجاه نقطة عسكرية في مستوطنة "غنيم" شمالي الضفة الغربية ولم تقع إصابات.
شارون يرجئ التصويت على خطته
وفي سياق التطورات السياسية، فقد قرر رئيس الوزراء ارييل شارون اليوم ارجاء تصويت حكومته على خطته الاحادية الجانب للفصل مع الفلسطينيين والتي تنص خصوصا على الانسحاب من قطاع غزة الى الاسبوع المقبل، كما اعلنت الاذاعة الاسرائيلية العامة.
وقالت الاذاعة ان شارون افتتح اجتماع مجلس الوزراء اليوم الاحد بمناقشة حول خطة الفصل، وبدعوة الى الوزراء لاظهار عنصر القيادية في شخصياتهم واعطاء "الشعب الاسرائيلي" الامل.
وقدم شارون للوزراء خطة "الاخلاء على مراحل"، وهي خطة الفصل المعدلة التي وزعها عليهم الجمعة، وذلك برغم ان 11 وزيرا يدعموها في مواجهة 12 وزيرا يعارضونها.
وقالت الاذاعة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يعتزم طرح الخطة المعدلة على التصويت الاسبوع المقبل.
وقرر شارون عرض الخطة المعدلة بعد فشله في الحصول على تاييد وزير المالية ومنافسه الاقوى في حزب الليكود، بنيامين نتانياهو الذي يتمسك برفضه للخطة مثلما يرفضها ايضا وزراء التعليم ليمور ليفنات والخارجية سلفان شالوم والصحة داني نافيه.
وحاول الوزراء الاربعة اقناع شارون بقصر عملية الانسحاب من غزة على ثلاث مستوطنات لكن الاخير يريد عمليات انسحاب في سياق خطة شاملة تنتهي بازالة شاملة للمستوطنات في القطاع.
واثارت معارضة نتانياهو انتقادات حادة من جانب شارون الذي اتهمه بان يعارض من اجل مطامعه في السلطة على حساب اسرائيل. ورفض الاخير هذا الاتهام متهما شارون بانه يبذل ما في وسعه لتفتيت الليكود.
ولم يتمكن شارون من الحصول على تاييد غالبية اعضاء حكومته للخطة التي تنص على انسحاب على مراحل للمستوطنين والجيش من قطاع غزة. وكان حزب الليكود الذي يرئسه رفض في 2 ايار/مايو النسخة السابقة للخطة. وعشية جلسة الحكومة وقعت مبارزة كلامية حادة بين شارون ومنافسه الرئيسي في حزب الليكود وزير المالية بنيامين نتانياهو المعارض للخطة. وتنص الخطة على تفكيك مستوطنات في قطاع غزة على اربع مراحل في اطار انسحاب اسرائيلي من كل القطاع باستثناء شريط في رفح على مقربة من الحدود المصرية اضافة الى الانسحاب من اربع مستوطنات معزولة في شمال الضفة الغربية.
ويتوجه دوف فايسغلاس رئيس مكتب شارون ليل الاحد الاثنين الى واشنطن للتاكيد مجددا امام المسؤولين الاميركيين على رغبة رئيس الوزراء في المضي قدما في تطبيق خطته.
وقد ابدى الرئيس الاميركي جورج بوش علنا دعمه لهذه الخطة في 14 نيسان/ابريل في واشنطن. وفي حال تصويت الحكومة لصالح هذه الخطة، يمكن لشارون لاحقا ان ينال بسهولة موافقة الكنيست لا سيما مع دعم اليسار. لكن يبدو ان الحكومة وحزب الليكود منقسمان بشدة حول هذه الخطة. وكتب دورون روزنبلوم، احد كاتبي الافتتاحيات في صحيفة "هآرتس" (وسط، يسار) صباح اليوم الاحد "سياسيا، لقد انتهى رئيس الوزراء شارون بنظرنا".—(البوابة)—(مصادر متعددة)