29 شهيدا وعشرات الجرحى في غزة: اسرائيل تتسلم اشلاء جنودها وعرفات يطالب العالم بادانة المجازر

تاريخ النشر: 13 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

ارتفع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ الاثنين على قطاع غزة بعد غارتين على رفح اسفرتا عن استشهاد 12 فلسطينيا واصابة 8 بجروح خطيرة، ولقي 12جنديا حتفهم في عمليتين في حي الزيتون ورفح وقد تسلمت اسرائيل اشلاء جنودها بوساطة مصرية. 

شهداء في رفح 

وقالت مصادر امنية فلسطينية ان مروحيات اسرائيلية اغارت اليوم الخميس للمرة الثانية على رفح مما اسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين واصابة 15 منهم 8 اصاباتهم بالغة  

وكانت طائرات إسرائيلية من نوع أباتشي، أطلقت ما يقارب من أربعة صواريخ باتجاه تجمع من المواطنين في مخيم بلوك "أو"، بالقرب من بوابة صلاح الدين على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية. 

وهذا العدوان الثاني اليوم على رفح وفجر الخميس شن الجيش الاسرائيلي هجوما صاروخيا على تجمع للفلسطينيين وقال شهود ان صاروخين اصابا جمعا من الناس في مخيم يبنا القريب من رفح. 

واسفرت الغارة عن استشهاد سبعة فلسطينيين. كما أصيب اربعة مواطنين بينهم سيدة وطفل. 

وزعمت اسرائيل ان الفلسطينيين كانوا يحاولون زرع قنبلة عندما اطلقت عليهم الصاروخ. 

واستشهد ظهر اليوم، الشاب أحمد محمد اليعقوبي (19 عاماً)، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم البرازيل. 

وقالت مصادر طبية وشهود عيان، إن قوات الاحتلال التي تشن عمليات برية وجوية في المخيم، فتحت النار على الشاب المذكور، مما أدى إلى إصابته بعيار ناري في الظهر استقر في القلب، مما أدى إلى استشهاده على الفور. 

اقتحام  

واقتحمت القوات الاسرائيلية مخيم رفح جنوب قطاع غزة، بعيد مقتل 6 من جنودها في عملية قرب المخيم تبنتها حركة الجهاد. 

وقالت مصادر امنية فلسطينية ان نحو 15 دبابة اسرائيلية اقتحمت مخيم رفح مساء الاربعاء وهي تطلق نيران الرشاشات الثقيلة في حين احتشدت مركبات مدرعة اخرى عند مداخل المخيم. 

وقالت مصادر فلسطينية ان خمسة فلسطينيين على الاقل، اصيبوا بجروح اثر انفجار صاروخ اطلقته مروحية اسرائيلية على منزل في المخيم. 

وجاءت العملية العسكرية الاسرائيلية في ما يبدو انتقاما لمقتل 6 جنود اسرائيليين وجرح 5 آخرين في وقت سابق في انفجارين استهدفا قافلة عسكرية إسرائيلية قرب رفح. 

وقالت مصادر اسرائيلية ان لغما ارضيا ضرب بداية ناقلة جند مدرعة ومجنزرة تستخدم في البحث عن انفاق تهريب السلاح في منطقة الشريط الحدودي مع مصر جنوب رفح، وان لغما اشد قوة انفجر لدى حضور ناقلة جند اخرى الى المكان لمحاولة انقاذ المصابين في الانفجار الاول. 

واضافت المصادر الى ان ستة جنود على الاقل لقوا مصرعهم في الانفجارين وان خمسة اخرين اصيبوا بجروح متفاوتة. 

وقالت مصادر طبية فلسطينية ان عشرة فلسطينيين على الاقل اصيبوا بجروح في هذه الانفجارات. 

وقال شهود ان شدة الانفجارات ادت الى تطاير اشلاء الجنود الاسرائليين وحطام المجنزرتين على مساحة واسعة. 

واضاف الشهود ان مقاتلات من طراز اف-16 ومروحيات اسرائيلية شوهدت تحلق في محيط المنطقة التي انتشرت فيها اشلاء الجنود. 

وبدا ان هذا التحليق جاء بهدف منع الفلسطينيين من تكرار ما حصل في حي الزيتون بغزة الثلاثاء، عندما استولوا على اشلاء ستة جنود اسرائيليين بعد نسف ناقلتهم التي كانت تشارك في عملية عسكرية في الحي. 

وقد اعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن هذه العملية التي قالت انها اسفرت عن تدمير الية عسكرية اسرائيلية ومقتل عدد غير محدد من الجنود الاسرائيليين. 

الزوارق تقصف سواحل غزة 

وقال شهود ان زورقا تابعا للبحرية الاسرائيلية قصف مساء الاربعاء سواحل المدينة غزة وفتح النيران على منطقة قرب مجمع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.  

لكن مصادر عسكرية اسرائيلية قالت ان القصف واطلاق النيران استهدفا هدفا مريبا في المياه اصيب وغرق. 

وقال الشهود ان قذيفة سقطت دون الحاق اضرار على بعد 900 متر من مجمع الرئيس الفلسطيني المطل على الساحل.  

والرئيس الفلسطيني محاصر منذ عامين في مجمع الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية. ولم ترد اي تقارير عن الضحايا او الاضرار 

وقال الشهود ان الزورق فتح نيران مدافع رشاشة ثقيلة على المنطفة وان نشطاء ردوا باطلاق قذائف مضادة للدبابات. 

العثور على 4 جثامين 

الى ذلك قال شهود إنه عثر على جثث اربعة رجال فلسطينيين اخرين يوم الخميس تحت حطام مبان مهدمة في حي الزيتون بمدينة غزة بعد ان رفعت القوات الاسرائيلية حصارا استمر يومين. 

وبذلك يرتفع الى 16 عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في الاجتياح الاسرائيلي لحي الزيتون وقال مسعفون ان 185 فلسطينيا أصيبوا بجراح 

انسحاب من حي الزيتون 

وانسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلية من حي الزيتون في ساعة مبكرة الخميس فيما قالت  

مصادر فلسطينية انه اتفاق توسطت فيه مصر سلم النشطاء بموجبه اشلاء الجنود القتلى.  

وقال مسؤول امني فلسطيني ان الرفات سلمت الى الاسرائيليين في وقت مبكر يوم الخميس. 

وقام مسؤولون امنيون فلسطينيون في وقت لاحق بتسليم رفات الجنود الى اسرائيل في معبر شمالي غزة قائلين انهم حصلوا عليها تلبية لامر من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد ان سلمها النشطاء الى وسطاء مصريين. 

واكتفى متحدث عسكري اسرائيلي بقوله في بيان مقتضب ان خبراء الطب الشرعي سيفحصون ويحددون هوية "النتائج" التي تم الحصول علها من مسرح الاحداث في الزيتون. 

ولم يشأ الجيش ان يعقب على تسليم الرفات لكنه اقر بانه أنجز مهمته لاستعادة الرفات. 

وقال المسؤول الامني ان سيارة اسعاف احضرت الرفات وتم تسليمه في صندوق الى  

الاسرائيليين في معبر اريز شمالي قطاع غزة. 

وكانت حركة الجهاد اعلنت في وقت سابق الاربعاء عن التوصل الى اتفاق تنسحب بموجبه اسرائيل من حي الزيتون وتسلم جثامين فلسطينيين محتجزة لديها مقابل تسليم اشلاء الجنود الإسرائيليين الستة. 

وابرم الاتفاق نتيجة تدخل من قبل السلطة الفلسطينية ووفد مصري. 

وقد تم تسليم اسرائيل الاشلاء بعد تنفيذها الانسحاب من حي الزيتون. 

وقبل ذلك كان خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد قال انه "بموجب اتفاق تم التوصل اليه بوساطة السلطة الفلسطينية والاخوة المصريين ستنسحب اسرائيل من حي الزيتون بغزة وتسلم جثث شهداء فلسطينيين تحتجز جثامينهم منذ عدة ساعات ". و اوضح ان" الاشلاء هي عبارة عن "راس احد الجنود واشلاء اخرى" .  

ورغم انه لم يتحدث عن الية تنفيذ الاتفاق ،الا انه قال "ربما يتم تنفيذ هذا الاتفاق الذي جاء بعد مشاورات ومفاوضات في ساعات مساء اليوم ". 

وقال متحدث باسم كتائب "شهداء الاقصى" التابعة لحركة فتح عرف عن نفسه بابو قصي ان "هناك اتفاقا على ضمانات بانسحاب الاحتلال من حي الزيتون وتسليم جثث شهداء واستشهاديين فلسطينيين تحتجز سلطات الاحتلال جثامينهم وبعدها نتفاوض على تسليم الاشلاء".  

واشار الى ان الاسرائيليين "في البداية طلبوا عبر الوسطاء ان يتم تسليمهم اشلاء الجنود بدون ثمن، واكدنا ان هذا لن يتم، فالإسرائيليون يتغطرسون ويمارسون الجرائم للتغطية على هزيمتهم في حي الزيتون". 

وشدد مسؤولون عسكريون إسرائيليون مجددا رفض اسرائيل التفاوض لاستعادة اشلاء الجنود، لكنهم اكدوا في الوقت نفسه ان اتفاقا بات وشيكا لاعادة هذه الاشلاء. 

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الفصائل ستقوم بموجب هذا الاتفاق بتسليم الاشلاء الى السلطة الفلسطينية التي ستقوم بدورها بتمريرها الى اسرائيل. 

وخلف العدوان الاسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرق غزة سبعة عشر شهيداً وأكثر من مائتي جريح جلّهم من الأطفال والنساء الأبرياء، كثر منهم في حالة الخطر الشديد، دمارُ هائلُ في المنازل والممتلكات، تدميرُ لشبكات الكهرباء، وخطوط المياه والهاتف، وتجريف البنية التحتية، وكل مقومات الحياة، هي حصيلة العدوان الإسرائيلي الغاشم على هذا الحي الصامد، الذي سطّر بصموده أروع ملاحم النصر والتحدّي في وجه جبروت وظلم وإجرام هذا العدوان. 

اسرائيل: سنواصل العمليات 

واكدت اسرائيل على مواصلة سياسة القتل من خلال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق موشيه يعلون الذي تحدث خلال جولة تفقدية في غزة إن "قطاع غزة ليس لبنان. سنواصل الحرب على الإرهاب بناءً على الخط الذي تقرره القيادة السياسية. سنواصل نشاطنا في القطاع ما دامت البنية التحتية للإرهاب قائمة فيه، وما دامت هناك وسائل قتالية من النوع الذي يهدد البلدات الإسرائيلية في المنطقة". 

في المقابل، يواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته في منطقة رفح بحثـًا عن أشلاء جنوده الخمسة، الذين قتلوا في عملية رفح. 

وأضاف يعلون: "إننا نتصرف بشكل عقلاني من أجل إتاحة عملية التمشيط بحثاً عن أشلاء شهدائنا لجلبها وتشييعها الى مثواها. إننا نتقى مساعدة من الجانب المصري في هذه الساعات، وسنواصل عملية التمشيط عن أشلاء الجنود بناءً على المستجدات الميدانية، ووفق الخبرة التي اكتسبناها في عملية حي الزيتون". وأكد الفريق يعلون أن السلطات المصرية سمحت لرجال الحاخام العسكري الإسرائيلي بدخول الأراضي المصرية المحاذية للحدود من أجل العثور على أشلاء الجنود التي تطايرت إليها. 

وأكد يعلون أن "العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي، أمس، في محور فيلادلفي، كانت حيوية وستستمر كذلك في المستقبل، رغم الثمن الباهظ الذي دفعناه. لقد اتضح لنا، في الأيام الأخيرة، أنه ما زالت في الجانب المصري العديد من الوسائل القتالية المتطورة التي يريد الفلسطينيون تهريبها عبر أنفاق الأسحلة في منطقة رفح. سنواصل نشاطنا في محور فيلادلفي من أجل منع ذلك". 

ورد يعلون على سؤال يتعلق بحدوث العمليتين، الواحدة تلو الأخرى، بتشابه كبير، بقوله: "نحن في حرب. الحادثان مختلفين، لكن نتائجهما متطابقة. ويجب علينا استخلاص العبر، أيضًا، منهما، وهذا ما علينا فعله 

عرفات يطالب العالم بادانة المجازر الاسرائيلية 

وفي مؤتمر صحفي وصف الرئيس ياسر عرفات، ما جرى في حي الزيتون وما يجري في رفح بالجرائم البشعة. 

وقال عقب استقباله اليوم مبعوث وزير الخارجية الإيرلندي، جون كامبل، "إنهم نقلوا أمس واليوم هذه الجرائم من حي الزيتون إلى رفح، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى وتدمير كبير في البنية التحتية والممتلكات والمقدسات". 

ودعا العالم أجمع للتحرك العاجل لإدانة ووقف "هذه الجرائم الإسرائيلية ضد شعبنا وأطفالنا ونسائنا ومؤسساتنا وبنيتنا التحتية ومقدساتنا المسيحية والإسلامية". 

اسماء الشهداء الفلسطينيين 

تاليا اسماء الشهداء الذين سقطوا في العدوان الاسرائيلي المتواصل على مدن ومخيمات غزة في رفح ويبنا وحي الزيتون، كما اوردتها وكالة الانباء الفلسطينية "وفا": 

اسماء شهداء حي الزيتون : عمار عوض الجرجاوي(30عاماً)، فادي ابراهيم نصّار(18عاماً)، محمد فرج عدس(18عاماً)، أحمد السويركي(22عاماً)، إيهاب محمد عامر(21عاماً)، محمد عاشور دغمش(23عاماً)، حمدي محسن(15عاماً)، يوسف كمال حجازي(18عاماً)، رامي جعفر(15عاماً)، أحمد عبيد(12عاماً)، فوزي مصباح المدهون(32عاماً)، محمد حسن ياسين(16عاماً)، محمد عبد العزيز مشتهى(25عاماً) مدحت رفيق البنا(35عاماً)، وليد عزّام(23عاماً)، إيهاب محمد ملكة(24عاماً)، رامي أبو العون(23عاماً). 

في مخيم يبنا وقع سبعة شهداء وعدداً من الجرحى، بعضهم في حالة الخطر، والشهداء هم: محمد البوجي، إيهاب يوسف، هاني المغيّر، حسن خضر عواجة، رامز أبو غالي، فؤاد خالد أبو هاشم، وائل صبحي أبو العينين. 

وفي رفح 4 شهداء عرف منهم: سامح يوسف أبو جزر( 22 عاماً) ومحمد موسى موافي ( 15 عاماً) ورمزي صلاح (23 عاماً)، وحامد فايز أبو حمرة (18عاماً) 

وفي مخيم البرازيل استشهد أحمد محمد اليعقوبي (19 عاماً) 

وبذلك يصبح عدد الشهداء الذين ارتقوا إلى العلياء منذ فجر يوم الاثنين الماضي حتى منتصف نهار الخميس (29 شهيداً)، وأكثر من(200جريح)، معظمهم من النساء والأطفال.--(البوابة)—(مصادر متعددة)