23 شهيدا غالبتهم من الاطفال في غارة جوية اسرائيلية على مسيرة سلمية في رفح

تاريخ النشر: 19 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

وتؤكد تقارير طبية فلسطينية ان عدد الشهداء الذين وصلوا الى المشفيات اكثر من 23 شهيدا و60 جريحا نتيجة في الغارة والقصف المدفعي الاسرائيلي على مسيرة سلمية يتقدمها الاطفال في رفح وادعت قوات الاحتلال انها اطلقت صاروخا واحدا على بناية مهجورة واتهمت الفلسطينيين بالهجوم على قواتها 

تبريرات اسرائيلية 

ويبدو ان حكومة شارون تتجه للاعلان عن خطأ في التنفيذ فقد افادت تقارير عبرية حيث طالب عضو الكنيست، ران كوهين، وزير الدفاع الإسرائيلي بإصدار تعليمات فورية بوقف عمليات القتل في رفح وخروج القوات الإسرائيلية من المدينة بشكل فوري.  

وطالب كوهين بتشكيل لجنة تحقيق لفحص من يقف وراء إصدار تعليمات للطيارين بتنفيذ القصف، بينما اعلن جيش الاحتلال انه يحقق في العملية في هذه الاثناء قال انه سمح لسيارات الإسعاف الفلسطينية من التحرك من رفح إلى خان يونس وهي خطوة كان يعارضها في المجازر التي اعتاد على ارتكابها. 

وزعم الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي على المجزرة في رفح بقوله: "إنه حادث صعب. مسيرة احتجاج شارك فيها مئات المتظاهرين نظمتها السلطة الفلسطينية، انطلقت من وسط رفح على الشارع الرئيسي باتجاه حي "تل السلطان" في منطقة يتم استهداف قواتنا فيها. ومع اقتراب المسيرة التي شارك فيها أيضًا مسلحون باتجاه قواتنا، تم إطلاق صاروخ بهدف الردع على منطقة خالية وليس على المتظاهرين. وحين لم يجد ذلك نفعًا واستمر المتظاهرون بالتحرك باتجاه قواتنا، تم إطلاق النار على حائط مبنى مهجور على جانب الطريق. وأطلقت بعد ذلك دبابة أربع قذائف على المبنى المذكور. ربما وقعت الإصابات جراء إطلاق الدبابة قذائف على المبنى المهجور. وما زالت ملابسات الحادث قيد الفحص". 

وقال الناطق بلسان الجيش في البيان أيضًا: "لم يتم ولا في أية مرحلة توجيه إطلاق النار تجاه المواطنين الأبرياء" 

وقال موقع "يديعوت احرونوت" على الانترنت ان قصف المتظاهرين في رفح قد سبب حرجًا في أوساط الجيش الاسرائيلي، مشيرة الى انه تقرر إجراء جلسة خاصة في هيئة الأركان العامة للجيش من أجل استيضاح ملابسات الحادث. 

تفاصيل المجزرة 

وأفاد شهود عيان، أن الطائرات أطلقت ستة صواريخ على المسيرة التي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية في مدينة رفح، وانطلقت من المنطقة الشرقية باتجاه حي تل السلطان للتضامن مع الأهالي هناك والذين يتعرضون لهجمة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الثلاثاء. 

وأكد الشهود، أن معظم الشهداء والجرحى هم من الأطفال الذين حملوا عبوات من الحليب والأغطية والمواد الغذائية كانوا يعتزمون التبرع بها لأهالي حي تل السلطان. 

وأفاد الشهود، أن طائرت الاحتلال فتحت نيران أسلحتها الرشاشة بداية على المسيرة قبل أن تمطرها بستة صواريخ. 

وقالت المصادر إن المسيرة انطلقت من مدينة رفح باتجاه حي تل السلطان، وما إن اقتربت من مفترق زعرب على مشارف حي تل السلطان حتى جوبهت بإطلاق نار الرشاشات من قبل الطائرات ومن ثم أتبعت بإطلاق ستة صواريخ، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا. 

ونقلت إن صوراً مروعة للأطفال الذين غطتهم الدماء، وتناثرت أشلاء الجثث في الشارع 

وقالت مصادر طبية وامنية فلسطينية انه تم احصاء نحو 23 جثمانا من بين نحو 3 الاف متظاهر فلسطيني نافيه بذلك تقارير اعلامية اميركية واسرائيلية زعمت سقوط 10 شهداء فقط . 

واكدت المصادر ان 10 على الاقل من بين الشهداء هم قاصرين. 

وجرح اكثر من 60 اخرين، العديد منهم في حال الخطر، وفقا للمصادر ذاتها.  

واضافت المصادر ان الدبابات الاسرائيلية شاركت كذلك في قصف التظاهرة التي خرجت احتجاجا على العملية العسكرية الاسرائيلية في الحي المحاصر وفي مخيم رفح، والتي اسفرت حتى ما قبل القصف الاخير، عن سقوط 23 شهيدا واكثر من 40 جريحا. 

وقالت مصادر طبية إن أشلاء جثث أحضرت إلى المستشفيات وان غالبيتها تعود لاطفال كانوا يسيرون في مقدمة التظاهرة. 

وأعلنت السلطة الفلسطينية حالة الطوارئ في رفح وفي قطاع غزة، وطلب رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، بفتح جميع العيادات في قطاع غزة من أجل تقديم المساعدة للمصابين جراء قصف المتظاهرين في رفح. 

دعوات لتقديم اركان حكومة شارون لمحاكمة دولية 

ومن جهته قال رئيس كتلة "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، محمد بركة، تعقيبًا على القصف إن "الجيش الإسرائيلي ينفذ مجزرة في رفح وحصيلة القتلى تثبت ذلك". ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل فورًا. 

وطالب عضو الكنيست، عزمي بشارة، بأن "يمثل كل من رئيس الحكومة الإسرائيلي (ارييل شارون) ووزير الدفاع (شاوول موفاز) ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي (موشيه يعالون) أمام محكمة دولية لجرائم الحرب، حيث يتعين عليهم أن يبرروا أعمالهم هناك وليس أمام جمهورهم الخاص". 

شهداء  

وفي وقت سابق الاربعاء، اعلنت مصادر طبية وامنية فلسطينية ان أربعة فلسطينيين إستشهدوا كما أصيب 10 آخرون بجروح مختلفة برصاص الجيش الاسرائيلي في حي تل السلطان برفح. 

وقال المصدر الطبي ان خليل ابو سعد (37 عاما) استشهد برصاص الجيش الاسرائيلي بعيار نارى قاتل في الصدر كما استشهد محمد ابو ناصر (16 عاما) حيث اصيب بعيار ناري في الراس وكلاهما من حي تل السلطان غرب مدينة رفح.  

وفي وقت لاحق من ظهر الاربعاء، قتلت القوات الاسرائيلية الطفل صابر أبو لبدة ( 13 عاماً) كما أصابت شقيقيه بجروح خطيرة. واستشهد فلسطيني رابع هو اسامة ابو ناصر. 

وقامت القوات الاسرائيلية الاربعاء بتفتيش المنازل في مخيم رفح للاجئين بحثا عن نشطاء وأنفاق يقول الجيش انها لتهريب الاسلحة فيما دخلت أعنف غارة تشنها اسرائيل منذ سنوات على قطاع غزة يومها الثاني.  

وقال شهود ان الجنود الاسرائيليين امروا عبر مكبرات الصوت كافة الذكور في حي تل السلطان، ممن تزيد اعمارهم عن 16 عاما، بالتجمع في احدى مدارس الحي، بينما طلب من المسلحين في المنطقة الاستسلام والخروج من مخابئهم وهم يحملون رايات بيضاء لتجنب تعرضهم للقتل.  

وكانت القوات الاسرائيلية قتلت عشرين فلسطينيا بينهم ثلاثة اطفال، وجرحت 40 فلسطينيا اخر، منذ بدئها عمليتها العسكرية الواسعة التي اطلقت عليها "قوس قزح" في منطقة رفح فجر الثلاثاء.—(البوابة)—(مصادر متعددة)