ترى روسيا وجامعة الدول العربية بشائر أمل في أن يبدأ جانبا الصراع في سوريا محادثات لإنهاء الأزمة القائمة منذ نحو عامين.وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي يقوم بزيارة لروسيا انهما متفائلان لأن الحكومة والمعارضة في سوريا ابدتا استعدادهما للحوار.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع العربي يوم الأربعاء "كانت هناك دلائل على ميل إيجابي لبدء حوار وبدأ ممثلون عن كل من الحكومة والمعارضة في التحدث عن ذلك."
وأضاف "حتى الآن مازال الطرفان يضعان شروطا مسبقة لكن وفقا لرؤيتنا المشتركة فإن وجود الاستعداد الرئيسي المشترك لبدء حوار يجعل الاتفاق على هذه العملية مجرد عمل دبلوماسي."
وكانت روسيا الحليف القديم للرئيس السوري بشار الأسد وأكبر مورد سلاح لسوريا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) لعرقلة ثلاثة قرارات لمجلس الأمن الدولي كان من شأنها الضغط على الحكومة السورية لوقف العنف الذي أودى بحياة نحو 70 ألف شخص.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو يوم الإثنين المقبل. وقال لافروف إن من المرجح أن يزور معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض روسيا في مارس آذار المقبل.
وكان الخطيب قد أبدى استعداده للتفاوض مع نائب الأسد لكن على أن يكون الهدف من هذه المحادثات إيجاد سبيل يتيح للرئيس خروجا آمنا من البلاد ويفتح المجال لتشكيل حكومة انتقالية.
وقال العربي بعد المحادثات التي شارك فيها أيضا وزراء خارجية العراق والكويت ولبنان ومصر "نحن نرحب بالمبادرة التي طرحها ... الخطيب الذي عرض الحوار مع الحكومة وانا أعتقد أننا سنتمكن من تحقيق هذا الهدف."
ورحبت الجامعة العربية ومقرها القاهرة في نوفمبر تشرين الثاني بتأسيس الائتلاف الوطني السوري لكنها لم تصل إلى حد الاعترف الكامل به كممثل للشعب السوري.
في هذه الاثناء أكدت المعارضة السورية توثيق مقتل 159 شخصا الثلاثاء، سقط معظمهم في دمشق وريفها، وكذلك في مدينة حلب، إلى جانب السيطرة على حي "القرابيص" في حمص بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية التي أعلنت من جانبها عن تنفيذ عمليات ضد مجموعات مسلحة في أرياف دمشق وحلب وحمص.
وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة، إنها استطاعت لجان التنسيق توثيق مقتل 159 شخصا، بينهم 22 طفلا و13 سيدة، وتوزع القتلى بواقع 60 في دمشق وريفها، و55 في حلب، إلى جانب 14 في إدلب و11 في حمص وستة قتلى في الرقة، وخمسة في كل من درعا وحماه، وثلاثة في دير الزور.
وقد وثقت اللجان 324 نقطة قصف بينها 22 نقطة تم قصفها بالطيران الحربي التابع للنظام، وسجل القصف المدفعي في نقطة، أما قصف الهاون فقد حصل في 91.
وبحسب اللجان، فقد اشتبكت قوات "الجيش الحر" المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد مع القوات الموالية له في 132 نقطة، وسيطر المعارضون على ناحية "تل خميس" ومركز شرطة البلدة ومقر حزب البعث الحاكم، وأسروا عددا كبيرا من عناصر مليشيات "الشبيحة."
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن القوات النظامية واصلت تعقب من وصفتهم بـ"الإرهابيين" في مدينتي داريا وببيلا بريف دمشق ودمرت عددا من مقارهم وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين، كما نفذت عمليات في أرياف حمص وحلب.