ارجأ مجلس الحكم العراقي توقيع قانون ادارة الدولة المؤقت الذي كان مقررا الاربعاء اثر الهجمات الدامية في بغداد وكربلاء، والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 160 شخصا وجرح المئات، وقد اشارت واشنطن باصابع الاتهام في هذه الهجمات الى ابو مصعب الزرقاوي المشتبه بعلاقته بتنظيم القاعدة.
وقال عادل عبد المهدي ممثل عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، في مجلس الحكم "نرجىء المراسم. يمكن ان تجرى الجمعة لكن لم نتخذ قرارا رسميا بعد".
وكان اعضاء مجلس الحكم الـ25 اعتمدوا فجر الاثنين قانون ادارة الدولة المؤقت الذي يجعل الاسلام مصدرا للتشريع وليس المصدر الوحيد كما كان يطالب الاسلاميون.
وكان يفترض ان يوقع المجلس الاربعاء على النص ويصادق عليه الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر.
واستنكرت الولايات المتحدة تفجيرات كربلاء وبغداد ووصفتها بأنها اسلوب يائس لكنها قالت ان تسليم السلطة المقرر في 30 حزيران/يونيو سوف يحرم المقاومة الدموية مما تحظى به من تأييد.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان "نحن ندين هذه الهجمات الارهابية الوحشية باشد العبارات. هناك اعداء للحرية في العراق يسعون لتقويض اي مستقبل سلمي ديمقراطي للشعب العراقي...وسوف يفشلون. الديمقراطية تضرب بجذورها ولا يمكن اعادتها للوراء."
وقالت وكالة الانباء الفرنسية نقلا عن مسؤولين وشهود ان عدد القتلى وصل الى 160 شخصا ومئات الجرحى في الانفجارات بكربلاء وبغداد. لكن الجيش الاميركي تحدث عن مقتل 143 شخصا على الاقل.
وقال الجنرال مارك كيميت نائب مدير العمليات للقوات الاميركية في العراق ان ثلاثة انتحاريين فجروا انفسهم في بغداد واخر في كربلاء، مضيفا ان قذائف المورتر استخدمت ايضا في هجمات كربلاء.
واضاف خلال مؤتمر صحافي في بغداد ان الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي يشتبه في انه على علاقة بتنظيم القاعدة، هو احد المشتبه بهم الرئيسيين في هذه الهجمات.
وقالت القوات الاميركية في العراق في وقت سابق انها حصلت على اسطوانة مدمجة تحمل خطابا من أبو مصعب الزرقاوي الذي وضعت واشنطن مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يرشد عنه.
وأضاف الجيش ان الخطاب يحث على تنفيذ هجمات انتحارية ضد الشيعة في محاولة لاشعال حرب أهلية.
وافادت ترجمة أميركية للخطاب قوله ان قتال الشيعة هو السبيل لحمل الامة على دخول المعركة وان العمليات الانتحارية ستنفذ وستستخدم سيارات ملغومة لايذاء الشيعة.
وقال حامد البياتي المسؤول البارز بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان هذا العمل الاجرامي في هذا اليوم المقدس يظهر أن "الارهابيين" لا يقفون عند حد وانهم يقتلون الزوار والحجاج من العراق والابرياء من كل مكان.
وأضاف البياتي في بغداد أن فلول النظام القديم مدعومة بانصار تنظيم القاعدة وراء هذا العمل الذي قال انه يهدف الى اشعال حرب أهلية. لكنه أوضح أنهم وبقية أفراد شعب العراق مدركين لهذا الخطر ولن يذعنوا له.
وبحسب وكالة الانباء الفرنسية فان هجمات كربلاء اوقعت 85 قتيلا واكثر من240جريحاً.
وقالت القوات البولندية في كربلاء ان خمسة انفجارات نتجت عن قذائف مورتر سقطت وسط المدينة التي استقبلت أكثر من مليوني شيعي من العراق وايران ومناطق اخرى لاحياء ذكرى عاشوراء، يوم العاشر من شهر محرم الذي قتل فيه الامام الحسين حفيد النبي محمد في معركة دارت قبل أكثر من 1300 سنة.
واعلن متحدث باسم الجيش البولندي ان اجهزة الامن في كربلاء ضبطت "ارهابيين بالجرم المشهود" واعتقلتهما لمشاركتها في الاعتداءات التي شهدتها المدينة. وقال الكولونيل جيسلاف غناتوفسكي المتحدث باسم هيئة اركان الجيش البولندي انهما "اعتقلا بالجرم المشهود" بينما كانا يستعدان لاطلاق قذائف اخرى.
وتفرق زوار كربلاء بعد الانفجارات في حالة فزع وهم ينتحبون ويصرخون. وسارع المسعفون في كربلاء بنقل الجرحى الى مستشفى متنقل أقيم في الهواء الطلق. ونقلت بعض جثث القتلى بعيدا في عربات قمامة وغطيت جثث أخرى بأغطية سوداء في مكانها.
واصطف الشيعة الذين كانوا قبل ذلك يشجون رؤوسهم حزنا على الحسين ليتبرعوا بالدم للجرحى.
وفي بغداد، تعرض مسجد الكاظمية، أحد أهم المساجد الشيعية في العاصمة لاربعة انفجارات.
وقال حراس امنيون ان اربعة انتحاريين نفذوا هذا الهجوم الذي اسفر عن مقتل 75 شخصا وجرح 128 على الاقل.
وتوقع اطباء ان تصل الحصيلة الى مئة قتيل اذ ثمة عدد كبير من الاصابات.
وقد تكسدت نحو خمسين جثة خارج المستشفى اضافة الى عدد اخر داخله بينها 17 في غرفة واحدة. وكان بعض الجثث من دون رؤوس والبعض الاخر مشوه بشكل كبير.
وفي طهران قال مسؤول بوزارة الداخلية الايرانية لرويترز ان ما يتراوح بين 40 و50 ايرانيا قتلوا او جرحوا في التفجيرات في بغداد وكربلاء.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "بناء على المعلومات التي وصلتنا حتى الان .. قتل او جرح ما بين 40 و50 ايرانيا."
ووصف حميد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية التفجيرات بانها "عمل اجرامي".
وقال لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان "الذين ارتكبوا هذه الجرائم لايعلمون شيئا بالتاكيد عن الانسانية."
واضاف "للاسف لم توفر قوات الاحتلال الامن للشعب العراقي ويتعين عليه (المحتل) تحمل مسؤولياته عن هذه الواقعة."
من ناحيتها قالت قناة "الجزيرة" القطرية ان انفجارا استهدف سيارة تابعة لها في شارع ابو نواس في العاصمة العراقية بغداد اسفر عن اصابة بعض افراد طاقم القناة بجروح خفيفة.
وفي تطور اخر، قال متحدث باسم الجيش الأميركي إن جنديًا أميركيـًا قتل وجرح آخر بإصابات خطيرة عندما ألقيت قنبلة على مركبتهما صباح اليوم. وأضاف المتحدث، وفقا لوكالة "رويترز"، أن القنبلة دمرت المركبة التي كان الجنديان يقودانها في بغداد.--(البوابة)