خبر عاجل

اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة في مدينة غزة، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي المقاومة الفلسطينية، وسط تصاعد حدة الضربات الجوية التي نفذها الاحتلال لتأمين انسحاب أو تحرك وحداته العسكرية في المنطقة ...

يوم دام بالعراق: طهران ودمشق تقترحان مؤتمرا اقليميا وهيلاري لا تثق بالمالكي

تاريخ النشر: 23 يناير 2007 - 07:11 GMT
استيقظ العراقيون على يوم دام جديد راح ضحيته مئات الضحايا والجرحى ودعت دمشق وطهران لعقد مؤتمر اقليمي في بغداد فيما اعربت هيلاري كلينتون عن عدم ثقتها برئيس الحكومة نوري المالكي

ضحايا بالمئات

استهدفت سيارتان مفخختان ظهر الاثنين اكثر الاسواق الشعبية فقرا في وسط بغداد موقعة 88 قتيلا وحوالى 160 جريحا فيما قتل 12 شخصا في انفجار عبوة ناسفة وسقوط قذيفة هاون على سوق في مدينة الخالص ذات الغالبية الشيعية شمال بغداد. واوضحت المصادر الامنية ان "سيارتين مفخختين انفجرتا بشكل متزامن تقريبا بعيد الاثنين في سوق الهرج الشعبي في باب الشرقي ما اسفر عن مقتل 88 شخصا على الاقل وجرح حوالى 160 اخرين بينهم عدد من عناصر الشرطة".

وقالت تقارير ان "جثث ضحايا الانفجار تناثرت في كل مكان الامر الذي ارغم عناصر الشرطة على حمل القتلى والجرحى في شاحنات نقل صغيرة مكدسة فوق بعضها ليتوجهوا بها الى المستشفيات". وتابع "كما بادر متطوعون الى اخراج الجثث التي ظهرت بعد اطفاء الحرائق ونقلها في عربات خشبية لايصالها الى سيارات الاسعاف القريبة من موقع الانفجار". واتت التفجيرات في بغداد بعد اقل من اسبوع على مقتل 70 من طلاب وموظفي جامعة المستنصرية في تفجير مزدوج استهدف الجامعة في شمال بغداد. والاعتداء هو الاكبر من نوعه منذ تفجيرات مدينة الصدر في 23 تشرين الثاني/نوفمبر حيث قتل اكثر من 215 شخصا واصيب اكثر من 250 اخرين. وتوجه العشرات من النساء والاطفال بعيون باكية من الاحياء القريبة للبحث عن اقربائهم الذين يعملون في المكان الذي تحول الى ارض خراب يلفها الدمار ويقصد سوق الهرج الطبقة الاكثر فقرا في وسط العاصمة العراقية لشراء حاجياتها بابخس الاثمان كون البضاعة المعروضة في هذه السوق اما مقلدة بشكل سيء او قديمة ومستهلكة.

وتعرض في السوق بضائع عديدة مثل الثياب والاحذية المستعملة والاقراص المدمجة المقرصنة الرديئة النوعية واجهزة كهربائية شبه هالكة وادوية انتهت مدة صلاحيتها او بقايا ادوات شخصية يستخدمها الجنود الاميركيون. ودان مجلس الوزراء العملية في بيان اتهم فيه "تحالف الارهابيين وفلول الصداميين بارتكاب مجزرة بشعة جديدة". واضاف ان "عتاة الارهاب الذين ارتكبوا هذه الجريمة الغادرة يتوهمون ان نهجهم الدموي الخائب بقتل اكبر عدد من المواطنين سيؤدي الى كسر ارادة الشعب العراقي وتمزيق وحدته واثارة الفتنة بين مكوناته".

وبعد الظهر اعلن مصدر في الشرطة العراقية مقتل 12 شخصا واصابة 29 اخرين في انفجار عبوة ناسفة وسقوط قذيفة هاون على سوق شعبية في مدينة الخالص ذات الغالبية الشيعية (80 كلم شمال بغداد).

على الصعيد الامني ايضا قتل احد عناصر شرطة حماية المنشآت المدنية في هجوم مسلح في منطقة اليرموك (غرب بغداد) حسبما اعلن مصدر في الشرطة.

وفي بعقوبة (60 كلم شمال-شرق بغداد) اعلن مصدر في الشرطة "قيام مسلحين مجهولين بتفجير مبنى القائمقامية في حي بعقوبة الجديدة (وسط) صباح اليوم ما ادى الى انهيار المبنى بشكل كامل وتضرر المنازل المجاورة". الى ذلك اعلنت وزارة الدفاع "قتل ثمانية من المسلحين". كما قتل شخصان في هجومين منفصلين في قضاء المقدادية (شمال شرق بغداد). وفي كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد) اعلن العميد سرحد قادر من شرطة كركوك "مقتل ضابط برتبة رائد في الجيش العراقي على يد مسلحين مجهولين قاموا بخطف شقيقته بعد الهجوم على منزله في ساعة متاخرة من مساء امس الاحد في ناحية الزاب (غرب كركوك)".

من جهة اخرى "قتل مسلحون احمد صالح نائب مدير بلدية قضاء الدبس عندما اطلقوا النار على سيارته على الطريق الرئيسي غرب المدينة" وفقا للمصدر ذاته.

وفي واشنطن صرح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية ان المروحية الاميركية التي تحطمت في العراق يوم السبت وقتل فيها 12 عسكريا اميركيا ربما تكون سقطت بصاروخ يطلق من على الكتف.

وصرح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "بعض التقارير في قنوات العمليات تشير الى احتمال ان تكون الطائرة قد اسقطت ربما بعد اصابتها بصاروخ يطلق من على الكتف". وذكر متحدث باسم البنتاغون ان التحقيقات الاولية لا تزال جارية ولم يتم تحديد سبب تحطم مروحية بلاك هوك يو اتش-60 السبت شمال شرق بغداد ومقتل جميع من كانوا على متنها

هيلاري غير واثقة بامكانيات المالكي

الى ذلك شخصت السناتور الديموقراطية الأميركية هيلاري كلينتون ، في أول تصريحات لها بعد زيارتها التي قامت بها مؤخرا إلى العاصمة العراقية بغداد، نتائج مباحثاتها مع كبار المسؤولين العراقيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والانطباعات التي كونتها بعد لقاءها بالمالكي بأنه ليس لديها "أي ثقة" في قدرات رئيس الوزراء العراقي على إحلال الأمن والسلام في العراق.

وقالت هيلاري كلينتون ردا على سؤال لشبكة "سي إن إن" التلفزيونية: "هل تثقين في أن المالكي هو الشخص المناسب لاحلال السلام في العراق؟ " أجابت السناتور عن نيويورك "ليس لدي أي ثقة" في قدراته.

واعتبرت هيلاري كلينتون انه اما أن هناك فجوة بين نواياه وقدراته على تطبيقها، وإما أن رئيس الوزراء العراقي يحاول أن يكسب الوقت لمزيد من سيطرة الشيعة على الحياة السياسية في البلاد.

وأضافت النائبة الديموقراطية التي أعلنت السبت أنها بدأت معركة التحضير للمشاركة في السباق إلى البيت الأبيض في 2008 "وبالتالي، فان هناك رسالة ملتبسة على أحسن تقدير واعتقد أن إدارة بوش لم تفهمها ابدا".

ورأت أن على الولايات المتحدة أن تهدد بوقف الدعم المالي للعراق لإرغام بغداد على بذل جهود إضافية في مكافحة أعمال العنف الطائفية. وتؤيد هيلاري كلينتون تحديد سقف لعدد القوات الأميركية في العراق لكنها ترفض خفض موازنة الجيش للضغط على إدارة بوش.

طهران ودمشق

في هذه الاثناء قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الاثنين ان ايران وسوريا اتفقتا على اقتراح عقد مؤتمر اقليمي حول العراق في بغداد. وقال الوزير متكي في مؤتمر صحافي مع نظيره السوري وليد المعلم الذي يزور طهران "اتفقنا على الطلب من الحكومة العراقية والدول المجاورة عقد مؤتمر لوزراء الخارجية في بغداد". ولم يعط الوزير الايراني اي تفاصيل حول مضمون هذه المبادرة موضحا انها فكرة وليدة. من جهته قال المعلم ردا على سؤال حول الخطة الاميركية لزيادة القوات في العراق ان دمشق "تريد مغادرة القوات الاجنبية (من العراق) بموافقة الحكومة العراقية وحسب جدول زمني". ولا تتهم الولايات المتحدة سوريا وايران بعدم القيام بشيء لتهدئة النزاع في العراق فحسب بل وبتاجيجه كما هي حال طهران عبر دعم الميليشيات الشيعية. الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية نفت دائما اي تدخل في شؤون العراق المجاور وتعتبر ان الشرط الاول لتحسن الوضع هو انسحاب القوات الاميركية من هذا البلد