وقف النار في سوريا يترنح والحكومة تهدد بحملة ضد "الهجمات الارهابية"

تاريخ النشر: 15 أبريل 2012 - 07:56 GMT
وسيط السلام الدولي كوفي عنان
وسيط السلام الدولي كوفي عنان

 

تعرض وقف إطلاق النار الهش في سوريا لمزيد من التهديد يوم الاحد بعد ان توعدت الحكومة بشن حملة ضد ما وصفته بموجة من "الأعمال الارهابية" وقصف قواتها حمص في اليوم المقرر فيه وصول اول دفعة من مراقبي السلام الى البلاد.
وقال المتحدث باسم الوسيط الدولي كوفي عنان ان أول مجموعة من مراقبي وقف اطلاق النار التابعين للامم المتحدة ستصل مساء يوم الاحد الى سوريا وسيتم نشرها يوم الاثنين في محاولة للحفاظ على خطة السلام.
وقال احمد فوزي المتحدث باسم كوفي عنان المبعوث المشترك للجامعة العربية والامم المتحدة ان 24 مراقبا سينضمون الى المجموعة الاولى خلال الايام القادمة في اطار قرار مجلس الامن الدولي الذي صدر يوم السبت وسمح بنشر ما يصل الى 30 مراقبا في سوريا.
وقال فوزي لرويترز في جنيف "بالطبع نأمل أن تتماسك عملية (وقف اطلاق النار) حتى يصل المراقبون الى مواقعهم."
وقالت المتحدثة باسم الحكومة والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان ان الحكومة السورية لن تكون مسؤولة عن سلامة المراقبين اذا لم تشارك في كل الخطوات على الارض.
وأضافت ان عدد المراقبين قد يرتفع الى 250 مراقبا لكنها قالت ان سوريا تحتفظ بحق الموافقة على جنسية المشاركين في بعثة المراقبين.
وأكد فوزي ان عدد أفراد بعثة المراقبين قد يصل الى 250 وربما أكثر قليلا استنادا الى قرار ثان من مجلس الامن الدولي توقع ان يناقشه المجلس ويتبناه "قبل نهاية الاسبوع القادم".
وفي اليوم الذي يفترض فيه وصول الفريق الطليعي لمراقبي الامم المتحدة قال ناشط ان مدينة حمص -احد معاقل المعارضة للرئيس السوري بشار الاسد- تتعرض لقصف القوات الحكومية بمعدل "قذيفة كل دقيقة".
وقالت مصادر النشطاء ان ستة أشخاص قتلوا يوم الاحد وتم العثور على أربع جثث.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان "جماعات ارهابية" نصبت كمينا لجنود من الجيش في محافظة ادلب وقتلت جنديا وأصابت ثلاثة آخرين.
ونقل التلفزيون الحكومي السوري عن مصدر امني قوله ان سوريا ستمنع ما وصفتها بأنها "جماعات ارهابية" من مواصلة أعمالها الاجرامية وهو ما يلقي بشكوك حول قدرة وقف اطلاق النار على الصمود.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء نقلا عن مصدر عسكري مسؤول في وزارة الدفاع "الجهات المختصة وانطلاقا من واجبها في حماية أمن الوطن والمواطن ستقوم بمنع هذه المجموعات الارهابية المسلحة من مواصلة اعتداءاتها الاجرامية وممارسة عمليات القتل والتخريب بحق المواطنين وممتلكاتهم."
واضافت "منذ اعلان وقف العمليات العسكرية تصاعدت الاعتداءات من قبل المجموعات الارهابية المسلحة على المدنيين والعسكريين ونقاط وحواجز قوات حفظ النظام والممتلكات العامة والخاصة والتي تجاوزت عشرات الخروقات وتسببت بخسائر كبيرة في الارواح والممتلكات."
وفي بروكسل عبر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون متحدثا من بروكسل عن قلقه من قصف حمص وحث الحكومة السورية على الكف عن أي تصعيد في أعمال العنف.
وقال بان في اجتماع مع رئيس الوزراء البلجيكي اليو دي روبو "أدعو من جديد بأشد التعبيرات الممكنة الى المحافظة على هذا الوقف لاطلاق النار."
ورحبت الجامعة العربية -التي دعمت مع الامم المتحدة جهود عنان التي افضت الى اعلان وقف اطلاق النار- بقرار مجلس الامن الدولي بارسال المراقبين.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط نقلا عن احمد بن حلي الامين العام المساعد للجامعة "ان الجامعة العربية رحبت بالقرار لانه يمثل ارادة دولية لدعم مهمة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان والحرص على تنفيذ الخطة بكامل بنودها وعناصرها من كافة الاطراف السورية حتى يمكن تهيئة المناخ المناسب للمرحلة الثانية بعد وقف اطلاق النار وهي اطلاق عملية سياسية وتحقيق اصلاحات وتطلعات الشعب السوري."
وقال بن حلي ان عنان سيقدم افادة بشأن مهمته امام اجتماع الجامعة العربية بشأن سوريا في قطر يوم الثلاثاء.
وتواصل العنف بعد أربعة أيام من بدء سريان وقف اطلاق النار.
وقال وليد الفارس وهو نشط يقيم في الخالدية احد الاحياء التي سقطت عليها قذائف مورتر انه في الصباح الباكر شاهد سكان المنطقة طائرة هليكوبتر وطائرة رصد تحلقان في الاجواء وبعد عشر دقائق كان هناك قصف عنيف.
ويظهر مقطع صوره نشطاء - قيل انه من الخالدية - انفجارا بعد قليل من سماع أزيز صاروخ ينطلق في الفضاء. ويسمع في المقطع المصور أزيز صاروخ آخر ثم يقترب المصور الذي كان يقف في بناية قريبة بالصورة ليظهر كتلة من اللهب والدخان يتصاعد في الهواء.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان القوات السورية قتلت ثلاثة اشخاص في حمص بعد ساعات من القصف المكثف. واضاف ان القذائف تطلق بمعدل قذيفة كل دقيقة.
ومضى يقول ان أفراد أسر عثروا على أربع جثث في حمص وحماة يوم الاحد لكن لم يتضح متى قتلوا.
وتنحي سوريا باللائمة في العنف على "ارهابيين" يسعون الى الاطاحة بالرئيس بشار الاسد ومنعت صحفيين مرارا من دخول البلاد مما يجعل من المستحيل التحقق بصورة مستقلة من صحة التقارير.
وعلى الرغم من استمرار العنف خلال وقف اطلاق النار فان هناك تراجعا كبيرا في عدد القتلى الذين يسقطون يوميا في أعمال العنف والذي كان يصل الى اكثر من 100 في اليوم.
ورفض ابو ربيع الناشط في حمص وجود وقف لاطلاق النار كما رفض بعثة المراقبين.
وقال "لم يتغير شيء في حمص فالموالون للحكومة على اسطح البنايات يستخدمون المدافع الرشاشة لاطلاق النار علينا ونحن نتعرض للقصف. الشيء الوحيد الذي تغير هو ان النظام قال انه قبل خطة كوفي عنان وان العالم يصدقهم."