وفاة الفنان المصري أحمد زكي

تاريخ النشر: 27 مارس 2005 - 11:59 GMT

غيب ودخل زكي المستشفى في بداية هذا الشهر في حالة صحية حرجة نتيجة لمضاعفات سرطان الرئة الذي انتشر في الكبد وأدى إلى اصابته بالتهاب رئوي وضيق حاد في الشعب الهوائية ويذكر أن الجلطات التي أصابت مخ الفنان أحمد زكي أدت إلى فقدان الوعي ودخوله في غيبوبة الامر ممااضطر إدارة مستشفى دار الفؤاد إلى نقل أجهزة العناية المركزة إلى غرفتة

بدأ الفنان الراحل مشواره الفني في بداية السبعينيات عندما كانت فرقة الفنانين المتحدين تعرض مسرحية مدرسة المشاغبين والتي استمر عرضها على المسرح خمس سنوات متواصلة كان بين المشاغبين شاب اسمر ضعيف البنية, يبدأ حياته الفنية بمساعدة الفنان سعيد صالح الذي يعتبر مكتشفه الحقيقي مع زميله يونس شلبي, والشاب هو الفنان احمد زكي, فقد شاهدهما سعيد صالح مع سمير خفاجي وهما يؤديان دورين صغيرين في مسرحية (الغول) على مسرح الطليعة والتي اخرجها (احمد زكي المخرج وليس الفنان الراحل)

فاشار سعيد عليهما حيث كانت المسرحية (مدرسة المشاغبين) تحتاج الى النمطين بعد ان هاجر الى كندا احمد ماهر الطبيب البيطري.. فحل محله يونس شلبي, اما احمد زكي فكان من نصيبه دور احمد بجانب هادي الجيار ثم النجم عادل امام.
ونقل صلاح ابو سيف الذي حضر المسرحية اعجابه بالفنان احمد زكي ووعده بان يطلبه في اي عمل سينمائي يقوم باخراجه لايمانه بموهبته.. وكان علي بدرخان المخرج السينمائي يستعد لتصوير فيلمه الاول (الكرنك) بطولة زوجته في هذه الفترة الفنانة السندريللا سعاد حسني امام الفنان نور الشريف الذي كان في تلك الفترة النجم الاول وحاول نور الشريف ان يؤجل موعد التصوير لانشغاله في بعض الاعمال الفنية الاخرى, فرفض بدرخان التاجيل وعرض ذلك على استاذه صلاح ابوسيف, الذي وافقه على تغيير نور الشريف بممثل اخر ولكن من هو الذي سيخلف نور الشريف في الدور..
وهنا قفز الى ذاكرة صلاح ابوسيف احمد زكي.. فاشار على المخرج علي بدرخان به.. وذهب علي بدرخان الى الاسكندرية ليشاهد احمد زكي, وكان احمد زكي في قمة لياقته الفنية في تلك الليلة, حيث تعرض مسرحية مدرسة المشاغبين وتقابل معه علي بدرخان, وضرب له موعدا في الغد لمقابلته في اوتيل سيسل بالاسكندرية, وفعلا ذهب احمد زكي في الموعد, وكان علي بدرخان مستعدا له بالعقد.. ووقع احمد زكي وقبض عربون الاجر الذي تم الاتفاق عليه. لكن ما ان وصل الخبر الى سعاد حسني من خلال الهاتف حيث جاءت للاسكندرية على عجل لتوقف المهزلة كما سمتها ورفضت تماما ما نوى عليه زوجها المخرج علي بدرخان..
وطلبت تأجيل تصوير الفيلم الى ان ينتهي نور الشريف من ارتباطاته التي ادعاها.. وفي الوقت نفسه يرن جرس التلفون عند علي بدرخان الذي يرد وتكون المفاجأة ان على الطرف الاخر نور الشريف الذي علم بما تم الاتفاق عليه بين علي بدرخان والممثل الناشىء احمد زكي.. واخبر علي بدرخان انه مستعد الان لتصوير الفيلم, واسقط في يد علي بدرخان, فماذا يفعل مع احمد زكي..؟.. فارسل اليه باعتذار رقيق مع شيك بمبلغ من المال كتعويض وهنا اجهضت كل امال واحلام هذا الفتى, الذي شعر بالاهانة الشديدة..
فانغمس في طريق الهروب من الواقع واصر على ان يرد الصفعة ولكن في حينها.. وتوالت نجاحات احمد زكي السينمائية الى ان جاءته الفرصة التي كان ينتظرها.. وطلبه التلفزيون لكي يقوم ببطولة الحلقات الاجتماعية (هو وهي) للكاتب المبدع صلاح جاهين واخراج يحيى العلمي.. فأصر على أن تكون البطولة النسائية لسعاد حسني.

ومنذ السبعينيات تمكن زكي من احتلال موقعا متميزا في السينما العربية وترك بصمة واضحة وحصد عشرات الجوائز من المهرجانات العربية والدولية.

ثم جاءت مسرحية "العيال كبرت" مع سعيد صالح ويونس شلبي، لتفجر طاقات أحمد زكي كممثل مسرحي، حين قام بدور الإبن المتزن في أسرة غلبت عليها النزوات والأنانية.

وتمكن أحمد زكي من فرض نفسه على الشاشة الفضية، واستطاع أن يحقق نجاحا كبيرا في عدد من الأفلام منها "أبناء الصمت"، و"شفيقة ومتولي" في السبعينيات، ثم "الراقصة والطبال"، و"النمر الأسود"، و"البيه البواب" في حقبة الثمانينيات.

وخلال تلك الفترة قدم أحمد زكي عددا محدودا من الأعمال التليفزيونية، منها مسلسل "الأيام" عن حياة عميد الأدب العربي طه حسين

لكن التليفزيون، كالمسرح، لم يكن الغاية القصوى بالنسبة لأحمد زكي. ويقول المخرج جلال الشرقاوي: "كان أحمد زكي متجه تماما إلى السينما، وكان يشعر بأنه يجد نفسه في هذا العالم، شأنه كشأن أي شاب من سنه في مصر، لم تكن لديه القدرة على الاختيار ولمنه كان يمثل كل ما يقدم إليه من أعمال، حتى صنع اسمه وشهرته، ثم بدأ في الاختيار".

وفي التسعينيات، قدم أحمد زكي بجانب بعض الأفلام التي استهدفت شباك التذكر في المقام الأول عددا من الأعمال البارزة، في تاريخ السينما المصرية، منها "ضد الحكومة"، و"الهروب" ثم "أرض الخوف".

وفي السنوات الخمس الأخيرة من حياته توج أحمد زكي رحلته مع العمل السينمائي، بتمثيل وإنتاج أكثر أفلامه نجاحا، والتي جسد فيها شخصيات سياسية مصرية بارزة. اهمها حياة الزعيمين جمال عبدالناصر وانور السادات

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن