وزير الدفاع اللبناني يرفض رد شحنة الاسلحة لحزب الله

تاريخ النشر: 09 فبراير 2007 - 11:06 GMT

رفض نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع اللبناني رد شحنة الاسلحة التي صادرها الجيش لحزب الله وتتضمن صواريخ غراد فيما يسود الجنوب هدوء بعد حاث تبالد النار بين الجيشين اللبناني والسرائيلي.

حزب الله والاسلحة

رفض نائب رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الدفاع الياس المر مساء الخميس طلب حزب الله استعادة شاحنة السلاح التي صادرتها السلطات اللبنانية وتتضمن خصوصا صواريخ من طراز غراد.

وفي مقابلة مع المؤسسة اللبنانية للارسال "ال بي سي" قال المر "كنت اتمنى لو قدم حزب الله اسلحته كهبة للجيش اللبناني الذي نجح بالامس في رد العدوان الاسرائيلي ضد الاراضي اللبنانية".

واضاف ان هذه الاسلحة ستعود في نهاية المطاف الى الجيش اللبناني المنتشر في جنوب لبنان للدفاع عن حدوده "ضد المعتدي الاسرائيلي".

واوضح المر ان الاسلحة التي ضبطت في الشاحنة التي تم اعتراضها في الضاحية الشرقية لبيروت "تتضمن صواريخ من طراز غراد" السوفياتية مشابهة لتلك التي استعملها حزب الله ضد اسرائيل خلال النزاع في الصيف الماضي. واشار الى ان هذه الاسلحة لم تأت من سوريا ولكن من الاراضي اللبنانية.

واضاف "لم يعد يدخل اي سلاح برا او بحرا من سوريا التي يتولى الاشراف على حدودها مع لبنان ثمانية الاف جندي من الجيش اللبناني".

وقال ان "اجهزة الجمارك كانت تراقب تنقلات الشاحنة التي ضبطت اليوم الخميس منذ اسبوع ... ليست لدينا معلومات تحملنا على الاعتقاد بان الشاحنة اتت من سوريا".

وكان حزب الله اعلن ان شاحنة السلاح التي صادرتها السلطات اللبنانية الخميس في ضواحي بيروت كانت مرسلة اليه وطالب باستعادتها لانها "تعود الى المقاومة" في اشارة الى جناحه العسكري الذي ينشط في جنوب لبنان ضد اسرائيل.

واصدر حزب الله بيانا اعلن فيه ان "جهاز الجمارك اللبناني قام على طريق ضهر البيدر (طريق بيروت-دمشق) ظهر اليوم الخميس بمصادرة شاحنة تنقل ذخائر للمقاومة من البقاع الى الجنوب".

وبعد ان اكد البيان ان البيان الوزاري للحكومة اللبنانية "يؤكد بوضوح على حق المقاومة واستمرارها في العمل لتحرير بقية الارض المحتلة والاسرى ومواجهة التهديدات الصهيونية" اعتبر ان "اجهزة الدولة الامنية والقضائية ملزمة بما ينص عليه البيان الوزاري في هذا الصدد".

وقد تمت مصادرة الشاحنة غداة تبادل لاطلاق النار في جنوب لبنان بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي على الحدود بين البلدين في اول حادث مسلح منذ الحرب التي شنتها اسرائيل في الصيف الماضي على حزب الله.

ولوقف تلك الحرب تبنى مجلس الامن في 12 آب/اغسطس القرار 1701 الذي ينص خصوصا على "نزع اسلحة كافة المجموعات المسلحة في لبنان".

ورفض حزب الله الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد الحرب الاهلية (1975 - 1990) تسليم سلاحه.

هدوء

واعلن متحدث باسم القوة الدولية التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) ان الوضع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية كان "هادئا جدا" صباح الجمعة بعد الاشتباك المسلح الذي وقع بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي ليل الاربعاء الخميس واستدعى نشر تعزيزات للقوات الدولية في المنطقة.

وقال المتحدث لوكالة فرانس برس "تتم مواصلة تسوية الامور عبر الطرق الدبلوماسية بين الاطراف الثلاثة" في اشارة الى الامم المتحدة واسرائيل ولبنان.

وكان نحو 300 عنصر من الوحدتين الايطالية والفرنسية انتشروا الخميس في قطاع مارون الراس حيث وقع الاشتباك وعملوا على تهدئة الوضع وهم لا يزالون ينتشرون بشكل خاص على طول طريق محاذية للحدود بين البلدين الى جانب جنود من الجيش اللبناني.

ومنذ تعزيزها ورفع عديدها الى نحو 12 الف عنصر اثر الحرب الضارية بين اسرائيل وحزب الله الصيف الماضي تعمل القوة الدولية على حفظ الامن في الجنوب اللبناني وتسوية الاشكالات الحدودية بالطرق الدبلوماسية.

واعلنت اليونيفيل ان قائدها الجنرال الايطالي كلاوديو غراتسيانو دعا ممثلين عن الجيش اللبناني والجيش الاسرائيليي الى اجتماع مع الامم المتحدة الاسبوع القادم من دون ان يحدد تاريخا معينا.

قلق اميركي

ورأت الولايات المتحدة الخميس ان تبادل اطلاق النار "حادث معزول" لكنها عبرت في الوقت نفسه عن قلقها لحصوله.

ودعت وزارة الخارجية الاميركية الجانبين الى القيام بخطوات لتجنب حوادث من هذا النوع.

وقال المتحدث باسم الوزارة توم كايسي "هناك معلومات متناقضة حول ما جرى فعلا ولكننا بالتأكيد قلقون". واضاف انه "حادث معزول على حد علمنا".

وتابع كايسي "نريد التأكد من ان جميع الاجراءات اتخذت لتجنب وقوع اي حادث عنف او اي مشاكل على الحدود".

وانتشر جنود تابعون للقوة الدولية الموقتة في لبنان الخميس على الحدود بين لبنان واسرائيل بعد ساعات على تبادل اطلاق النار بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي.

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية الجانبين الى انشاء هيئات ضرورية لتبادل المعلومات حول هذا النوع من العمليات الحدودية لتجنب اي حادث من هذا النوع.