بحث وزيرا الدفاع السوري والايراني بدمشق السبت تعزيز التعاون العسكري بين البلدين فيما ابدى مسؤولون اسرائيليون قلقا من تحركات الجيش السوري ونصب صواريخ.
التعاون العسكري
قالت وكالة الانباء السورية (سانا) يوم السبت ان وزير الدفاع الايراني مصطفى نجار التقى بنظيره السوري حسن توركماني لبحث التعاون العسكري بين البلدين اللذين يواجهان ضغوطا أميركية.
وقالت الوكالة "بحث السيد العماد حسن توركماني نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة ووزير الدفاع صباح اليوم مع اللواء مصطفى محمد نجار وزير الدفاع الايراني والوفد المرافق له اخر مستجدات الاحداث في المنطقة وعلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين والجيشين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها."
وتعزز ايران التي ترفض وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم قدرتها العسكرية لمواجهة هجوم عسكري محتمل من الولايات المتحدة التي تقول أن كل الخيارات مفتوحة فيما يتعلق بسياسيها مع ايران.
ووصل وزير الدفاع الايراني في زيارة رسمية الى سوريا مساء الجمعة على رأس وفد عسكري.
وكان نائب الرئيس الايراني برويز داودي قد زار دمشق الاسبوع الماضي والتقى بالرئيس السوري بشار الاسد.
قلق إسرائيلي
وجاء هذا الاجتماع فيما ابدى المسؤولون الاسرائيليون قلقا من معلومات عن نشر سوريا خلال الاشهر الاخيرة الاف بطاريات الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي يمكن ان تطال معظم مدن شمال اسرائيل.
وافاد مسؤولون عسكريون وحكوميون اسرائيليون ان عملية نشر الصواريخ هذه التي تضاف الى معلومات اخرى حول تحركات للقوات العسكرية في سوريا، تشكل بالنسبة الى اسرائيل مؤشرا على استعدادات سورية للقيام "بحرب محدودة".
وقال مسؤول عسكري اسرائيلي "تبين لنا ان سوريا نشرت خلال الاشهر الاخيرة مئات وربما الاف الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى على طول الحدود (مع اسرائيل)".
واضاف ان "هذه الصواريخ مخبأة في ممرات تحت الارض وفي صوامع مخفية".
ويؤكد المسؤولون رافضين كشف هوياتهم، ان سوريا شيدت شبكة انفاق محصنة على طول حدودها مع اسرائيل.
ويبلغ مدى الصواريخ سبعين كيلومترا وهي من عيار 220 ملم، بينما الصواريخ من عيار 302 ملم يمكن ان يتجاوز مداها مئة كيلومتر ما يجعل سكان عدد من مدن شمال اسرائيل مثل طبرية وكريات شمونة في مرماها.
ويمكن للصواريخ بعيدة المدى ان تصيب المدينة الثالثة في اسرائيل، اي حيفا ومنطقتها الصناعية التي تضم مصافي نفطية ومرفأ.
ويقول المسؤولون ان سوريا نشرت ايضا على بعد اربعين كيلومترا، قاذفات صواريخ من طراز "فروغ" يصل مداها الى سبعين كيلومترا ومجهزة بحشوات زنتها 550 كلغ، بين دمشق والحدود الاسرائيلية.
وترى اسرائيل في هذا الانتشار المكثف "تهديدا استراتيجيا حقيقيا".
واكد مدير مركز "بيغن السادات" للدراسات الاستراتيجية افراييم اينبار ان "الرئيس السوري بشار الاسد ادرك بعد الحرب الاخيرة في لبنان انه ليس بالقوة التي يبدو عليها وانه قد يتعرض للخطر من وسائل عسكرية بسيطة لا من جيش حديث".
وابدى اينبار اقتناعه بان "الاسد يحضر جيشه لحرب محدودة، نوع من حرب الاستنزاف مع اسرائيل، تطلق خلالها سوريا بعض الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية من دون ان تتسبب بحرب شاملة".
وقال مسؤول عسكري ان "سوريا تستثمر منذ سنوات في ميدان يمكن ان تتفوق فيه على اسرائيل مثل المدفعية المضادة للطيران والصواريخ والملاجئ المحصنة واثبتت حرب لبنان الصيف الماضي انها احسنت فعلا بذلك".
واكد مسؤولون حكوميون من جهة ثانية ان سوريا كانت على وشك ان تشتري من روسيا الاف القذائف المضادة للدبابات، مثل تلك التي استخدمها حزب الله خلال حرب تموز/يوليو مع اسرائيل، ضد الآليات الاسرائيلية.
وقال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال عاموس يالدين خلال اجتماع لمجلس الوزراء اخيرا ان احتمال شن سوريا حربا يبقى ضعيفا الا ان رد فعل عسكريا سوريا على تحركات للقوات الاسرائيلية يبقى واردا بقوة.
وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر، نفى وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس بشدة المعلومات التي نشرتها وسائل اعلام اسرائيلية حول حرب مع سوريا ستقع في صيف 2007 بعد تصريحات سورية حول احتمال اللجوء الى الخيار العسكري لاستعادة هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل منذ 1967.
ورفض اولمرت اخيرا دعوات للتفاوض وجهها الرئيس السوري، مشيرا الى عدم امكان القبول بالعرض ما لم توقف دمشق دعمها لحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
ومفاوضات السلام بين اسرائيل وسوريا مجمدة منذ العام 2000.