هزت الاحداث الوحشية التي وقعت في الفلوجة امس الولايات المتحدة الاميركية واعادت الى الاذهان ذكريات مؤلمة عن حدث مشابه وقع في الصومال عام 1993.
وافتتحت محطات التلفزيون الاميركية الرئيسية نشراتها الاخبارية مساء الاربعاء بلقطات للهجوم الذي وقع في الفلوجة وقتل فيه اربعة مدنيين اميركية، قام حشد غاضب بالتمثيل بجثتي اثنين منهم.
وعرضت "اي بي سي" و"سي بي اس" لقطات لجثث يتم اخراجها من الآلية التي كانت تحترق بينما ينهال عليها عراقيون غاضبون بالضرب برفوش ثم علقت على جسر. لكن محطتا التلفزيون شوشتا عمدا على صور الجثث التي عرضت بعد ان حذر مقدمو النشرات الاخبارية المشاهدين من قسوتها.
من جهتها، قامت محطة "ان بي سي" بمونتاج للفيلم حتى لا تظهر الجثث على الشاشة.
وطوال نهار امس عرضت "سي ان ان" و"فوكس" لقطات لهذا الهجوم بدون عرض صور الجثث.
وعلى شبكة الانترنت، وضعت بوابة "ياهو" لفترة قصيرة صور الجثث المشوهة قبل ان تزيلها من على صفحاتها.
وربطت كل وسائل الاعلام الاميركية بين هذا الهجوم والهجوم الذي قتل فيه جنود اميركيون في الصومال في 1993. وكانت صور جثث هؤلاء الجنود تسحل في الشارع ادت الى تسريع قرار انسحاب القوات الاميركية من الصومال.
واستطلعت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية اراء عدد من الاميركيين الذين اجمعوا على ان الصور تذكرهم بمقاديشو.
وقال احدهم "ربما انها الاشارة لكي تستعد اميركا لترك العراق."
وقال آخر "ان الوضع يتحول من سيء، الى اسوأ. فما ان تكون هناك حتى تغرق اكثر واكثر."
وذكرت واشنطن بوست انه لا فائدة من تذكير المشاهدين بان الجثث المعلقة هي لموتى لا يحسون بشيء، فالصورة تهز مشاعر الاميركيين.
ولامت الصحيفة المسؤولين الاميركيين الذين قالوا تعليقا على الصور "لا يوجد شيء جديد هنا."
وكان خمسة من الجنود الاميركيين قتلوا الاربعاء في هجوم في العراق بينما قتل اربعة مدنيين اميركيين في هجوم في مدينة الفلوجة السنية حيث قام حشد غاضب بالتمثيل بجثتي اثنين منهم.
ودانت الرئاسة الاميركية هذا الهجوم "المروع". وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان انها "هجمات رهيبة يقوم بها اشخاص يريدون منع التقدم في احلال الديموقراطية في العراق".
واضاف ان "هناك من يريدون ترهيب الشعب العراقي وترهيب التحالف وترهيب الاسرة الدولة لكنهم لا يستطيعون تحقيق ذلك". واكد "لن نتراجع عن جهودنا".
والمدنيون الاميركيون الاربعة الذين قتلوا في الفلوجة كانوا يعملون لشركة "بلاكووتر سيكيوريتي كونسالتينغ" الخاصة التي تتخذ من مويوك (كارولاينا الشمالية) مقرا لها.
وقالت الشركة في بيان انهم كانوا يقومون بمواكبة امنية لقافلة تقوم بتسليم مواد غذائية في منطقة الفلوجة—(البوابة)