أفادت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، بأن أراضي البلاد تعرضت لهجوم واسع بطائرات مسيّرة أوكرانية، حيث تم اعتراض ما لا يقل عن 361 طائرة مسيّرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في واحدة من أكبر الهجمات من نوعها منذ بدء الحرب. وأشارت الوزارة إلى أن الهجمات تسببت في اندلاع حريق صغير في إحدى مصافي النفط، دون تسجيل إصابات.
وبحسب مصادر رسمية روسية، استهدف الهجوم مصفاة كيريشي النفطية الواقعة في شمال غرب البلاد، مما أدى إلى اشتعال حريق محدود تم احتواؤه لاحقًا. ولم تقدم وزارة الدفاع الروسية تفاصيل إضافية عن باقي المواقع التي طالتها المسيّرات.
من جهته، أعلن سلاح المسيّرات الأوكراني مسؤوليته عن الهجوم، واصفًا الضربة بأنها "ناجحة"، في إطار تصعيد العمليات ضد البنية التحتية للطاقة داخل الأراضي الروسية.
وتشهد الفترة الأخيرة تصاعدًا في وتيرة الهجمات الأوكرانية على منشآت نفطية وطرق إمداد الطاقة في العمق الروسي، بالتوازي مع استمرار الغارات الجوية الروسية على مدن ومنشآت حيوية داخل أوكرانيا، وسط جمود في مسار المفاوضات بين الطرفين.
في سياق متصل، قال مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لوكالة الصحافة الفرنسية إن كييف نفذت بالتعاون مع وحدات من الجيش هجومين استهدفا شبكة السكك الحديدية الروسية، الأول في منطقة أوريول يوم السبت، والثاني صباح الأحد في منطقة لينينغراد.
وأفادت السلطات الروسية بمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في الهجومين. وأكد حاكم مقاطعة لينينغراد أن قطارين خرجا عن مسارهما في موقعين منفصلين صباح الأحد، مشيرًا إلى مقتل سائق أحد القطارين قرب محطة سيمرينو.
وفي منطقة أوريول، أدى انفجار عبوة ناسفة إلى مقتل شخصين وإصابة ثالث، بحسب ما أعلنه حاكم المنطقة. وذكرت الاستخبارات الأوكرانية أن الهجوم كان يستهدف تعطيل خطوط الإمداد بين مدينتي أوريول وكورسك، مؤكدة مقتل خبراء إزالة ألغام روس أُرسلوا إلى المنطقة بعد اكتشاف عبوات ناسفة على السكة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يزداد فيه تعقيد المشهد الميداني والسياسي، مع استمرار القتال على عدة جبهات، وغياب مؤشرات على تقدم حقيقي في المسار الدبلوماسي بين موسكو وكييف.