كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن وثائق تثبت قيادة الاستخبارات البريطانية عمليات ترحيل مماثلة لعمليات وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه).
واجرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم مقابلة مع اسلامي ليبي روي فيها كيف تم سجنه وأسرته بعد تسليمهم في عملية مشتركة للاستخبارات البريطانية وجهاز استخبارات القذافي وهي عملية جاءت قبيل الزيارة الأولى لتوني بلير الى ليبيا للقاء العقيد معمر القذافي.
واكد المواطن الليبي سامي السعدي خلال لقائه مع الغارديان عدم اكتراث المحققين البريطانيين لتعرضه للتعذيب مشيرا الى انه يبحث امكانية مقاضاة الحكومة البريطانية لارساله وأسرته الى سجون القذافي.
وقال السعدي ان الاستخبارات البريطانية استدرجته للسفر الى هونغ كونغ فيما كان بمنفاه في الصين في مارس 2004 .
واضاف انه التقى مسؤولين في الاستخبارات البريطانية عبر وسيط في المملكة المتحدة حيث ابلغوه بانه سيسمح له بالعودة الى لندن التي عاش فيها ثلاث سنوات بعد لجوئه اليها عام 1993 لكن عليه اولا ان يخضع لمقابلة في القنصلية البريطانية في هونغ كونغ ويلتقي بدبلوماسيين بريطانيين لدى وصوله.
وتابع السعدي قائلا انه سافر الى هونغ كونغ برفقة زوجته وابنيه البالغين حينها 12 عاما و9 أعوام وابنتيه البالغتين من العمر 14 عاما و6 اعوام لكنهم لم يلتقوا أي دبلوماسيين وانما اوقفوا من قبل حرس الحدود الصينيين بشبهات تتعلق بجوازات سفرهم اعتقلوا بعدها لاسبوع ثم تم ترحيلهم الى طرابلس حيث اقتيدوا مباشرة الى السجن.
واضاف السعدي وهو عضو بارز في جماعة المجاهدين الليبية والملقب بأبي منذر انه جرى استجوابه تحت التعذيب فيما أودعت أسرته في زنزانة مجاورة مشيرا الى ان تلك الفترة كانت سيئا للغاية "فقد احتجزت زوجتي واطفالي لشهرين وتمت معاقبتهم نفسيا".
وذكر ان فترة احتجازه استمرت لاكثر من ست سنوات تعرض فيها لضرب مبرح وللتعذيب عبر الصدمات الكهربائية.
ووردت الادلة على سقوط اسرة السعدي ضحية عملية ترحيل وتسليم بقيادة بريطانية في وثيقة سرية لدى (سي.اي.ايه) تم العثور عليها الأسبوع الماضي بطرابلس في مكتب موسى كوسا الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات التابع للقذافي.
وهذه المرة الاولى التي تظهر فيها الى العلن أدلة عن قيادة وكالات الاستخبارات البريطانية عمليات ترحيل خاصة بها في مقابل تلك التي كانت تقودها الاستخبارات المركزية الامريكية.
وقال السعدي انه تم استجوابه في احدى المناسبات من قبل ضباط في الاستخبارات البريطانية اتهمهم بانهم لم يبذلوا أي مجهود لحمايته بعدما أبلغهم بتعرضه للتعذيب.
وعلى صعيد متصل رفضت الخارجية البريطانية الاقرار بما اذا كانت على علم بما تعرضت له أسرة السعدي نتيجة عملية الترحيل واصفة المعلومات بأنها "مسألة استخبارية" على حد قول المتحدث باسم الوزارة

اسلامي ليبي روي فيها كيف تم سجنه وأسرته بعد تسليمهم