فيما اكدت واشنطن على التزامها بموعد نقل السلطة للعراقيين في نهاية حزيران/يونيو المقبل ووضعت 3 خيارات لتشكيل هذه الحكومة مني الاسلاميين في مجلس الحكم الانتقالي بهزيمة عندما الغى المجلس القرار 137.
اعتبر وزير الخارجية الأميركي كولن باول ان نقل السلطة الى العراقيين في 30 حزيران/يونيو امر "قابل للتحقيق" مع اعترافه مع ذلك بأن شكل الحكومة التي ستتولى السلطة لم يحدد بعد.
واشار الى ثلاثة خيارات ممكنة وهي مجلس الحكم الانتقالي الحالي او صيغة «موسعة» لهذا المجلس او مجلس شورى (جمعية تقليدية) ولكنه لم يعط تفاصيل اضافية.
وقال ايضا ان "جميع انواع الخيارات ما زالت قيد الدرس ليس فقط من قبلنا ولكن ايضا من قبل الامم المتحدة وبشكل اكثر اهمية ايضا من قبل العراقيين انفسهم".
واكد باول في مقابلة مع شبكة "سي.ان.ان" الاخبارية الاميركية على ان "قانون ادارة الدولة" سينجز حسب الخطة الأميركية (اليوم) 28 شباط/فبراير.
وقال باول انه اجرى اتصالاً مع بول بريمر الحاكم الأميركي للعراق الخميس والذي اكد له ان قانون ادارة الدولة في العراق سينجز في الموعد المقرر.
واقر باول بوجود "بعض المسائل المتعلقة بالسلطات الكردية والحكومة الاقليمية في كردستان وكذلك مسائل اخرى ليست بالمهمة".
الانتقالي يستعد لطرح دستور مؤقت
وفي السياق، قال متحدث عراقي الجمعة أن مجلس الحكم الانتقالي العراقي يستعد لطرح دستور مؤقت السبت على الرغم من أن هناك الكثير من القضايا التي لم تحل بعد.
وقال المتحدث باسم المجلس حميد الكفائي في بغداد "سيكون هناك إعلان بشأن طرح الدستور غدا السبت وستكون الوثيقة جاهزة".
وسيسري الدستور المؤقت لحين إجراء أول انتخابات حرة وتشكيل حكومة منتخبة تكرس نفسها لتطبيق الحقوق الديمقراطية الاساسية.
ولم يتضح بعد موعد إجراء الانتخابات.
ولم يشارك رجال السياسة العراقيين كفائي في تفاؤله في الوقت الذي واصل فيه أعضاء المجلس مباحثاتهم بشأن قضايا عالقة في اجتماعات مغلقة.
ويرى محللون أن الاراء ما زالت منقسمة بشأن دور الاسلام ومدى استقلالية الاكراد.
ومن المتوقع ألا تتضمن بنود تشكيل الحكومة الانتقالية غير المنتخبة التي ستتسلم السلطة من قوات الاحتلال في 30 حزيران/يونيو المقبل تحديد موعد أوشكل الانتخابات العامة الاولى.
ولكن ستدرج هذه المعلومات في ملحق بالدستور سيجري الموافقة عليه في وقت لاحق.
ووفقا للاتفاقية المبرمة مع الادارة الاميركية في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فإن على مجلس الحكم أن يطرح دستورا مؤقتا بحلول 28 شباط/فبراير الجاري.
وكانت المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني قد طالب الجمعة بأن تكون لدى الحكومة الانتقالية "سلطة واضحة ومحدودة لتحضير البلاد لاجراء انتخابات حرة ونزيهة وإدارة شؤون البلاد بدون اتخاذ قرارات مهمة يتوجب على الحكومة المنتخبة التقيد بها" مشددا على أهمية إجراء الانتخابات بحلول نهاية العام.
وبعد مباحثات مع مبعوث الامم المتحدة إلى العراق الاخضر الابراهيمي قبل أسبوعين تراجع المرجع الشيعي البارز عن مطالبته بإجراء الانتخابات مباشرة عقب نقل السلطة في 30 حزيران/يونيو المقبل.
وفي اطار عملية نقل السلطة، استبعد الشيخ عبدالسلام الكبيسي منسق العلاقات العامة في هيئة كبار العلماء المسلمين في العراق امكانية اجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري بسبب الوضع الأمني واضاف ان استمرار وجود الميليشيات المسلحة وتسلل قوافل اجنبية الى العراق يعدان من بين امور عديدة تحول دون اجراء انتخابات فى الامد المنظور.
واشار الكبيسى فى تصريحات للصحفيين أمس الى ان هناك مقترحات بديلة ستعلن قريبا لتشكيل حكومة عراقية وطنية لا تتعامل مع سلطات الاحتلال، موضحا بانه تجرى الان تحركات واسعة لعزل كل الذين يسوقون للاحتلال.
وحول ما تقوله الولايات المتحدة بانها جاءت لنشر قيم الديمقراطية والسلام وجعل العراق بلدا امنا اكد الشيخ الكبيسى ان الحقيقة الماثلة والمجسدة على ارض العراق هى غير هذا وقال ان ذبح العراقيين بدأ بعد سقوط النظام وليس قبله، مشيرا الى انه ليست هناك أي خطوة لتعمير العراق حتى فى الاماكن الآمنة التى لم تصل اليها يد المقاومة العراقية.
مقتدى الصدر يهدد
وجدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تهديداته بـ"العصيان" إذا أصر الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر على موقفه الرافض اعتبار الإسلام المصدر الوحيد للتشريع في الدستور الجديد، وقال انه سيسير على "هذا النهج حتى لو قتلت أو اعتقلت".
وأضاف: "أدعو المؤمنين الى أن يكونوا على أهبة الاستعداد متى تأتي أوامر الحوزة بالتصدي للاحتلال".
وأضاف: "أطلب من مجلس الحكم أن يعلن العصيان (احتجاجاً) على القرار، وأطلب من بريمر شخصياً التراجع عما صرح به ضد الاسلام".
وزاد: "سأسير على هذا النهج حتى لو قتلت أو اعتقلت".
هزيمة للإسلاميين
اصيب الاسلاميون بهزيمة امس ألغى مجلس الحكم الانتقالي القرار 137 الذي أصدره سابقاً ويخول قضايا الأحوال الشخصية الى المحاكم المذهبية، بعدما كانت من اختصاص القضاء المدني في العهد السابق.
ونقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر مطلعة ان عضو مجلس الحكم الدكتورة رجاء الخزاعي هي التي طلبت مناقشة ثانية للقرار، آخذة في الاعتبار ردود الفعل الشعبية الغاضبة على صدوره. ودار نقاش حاد حسم بالتصويت، فسقط القرار بأكثرية 15 صوتاً مقابل 9 أصوات.
وكان القرار مرّ في جلسة سابقة بأكثرية 11 صوتاً ضد 10 أصوات، وكانت الخزاعي بين الذين صوتوا لمصلحة القرار الذي رفض الحاكم الأميركي بول بريمر مصادقته.
واعتبرت أوساط مجلس الحكم أن اخفاق الاسلاميين في هذه المعركة سيكون "تأسيساً لتوازنات جديدة داخل المجلس"، ومن شأنه أن ينعكس على قضايا ستطرح في اطار كتابة الدستور، ومنها موقع الشريعة كمصدر للتشريع. وأشارت المصادر نفسها الى أن الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الحكم أمس كان مخصصاً للدستور، لكن الأعضاء اعتبروا أن القرار 137 أثار الكثير من الانقسامات والاحتجاجات في المجتمع العراقي، وكان لا بد من إعادة النظر فيه. وقالت ان الأعضاء الاسلاميين غادروا الاجتماع غاضبين، وأن بريمر أخذ على عاتقه أمر تهدئتهم.
التطورات الميدانية
وفي تطورات الميدان يوم امس الجمعة، قتل جندي اميركي وأصيب 3 آخرون في هجومين في الرمادى وتكريت على القوات الأميركية التي تظاهر ضد مداهماتها نحو ألفي عراقي في الفلوجة فيما أصيب مزارع وطفلان عراقيان في انفجار ألغام وتعرض أنبوب نفط لانفجار جنوب سامراء.
ونقل مراسل وكالة الانباء الالمانية عن مواطن عراقي أصيب في الانفجار بجروح طفيفة ونقل إلى المستشفى للعلاج أن الجنود الاميركيين أطلقوا النار عشوائيا ولمدة عشر دقائق في شتى الاتجاهات بعد الانفجار. كما اصيب جنديان اميركيان بجروح أمس في انفجار شحنة يدوية الصنع في تكريت (180 كلم شمال بغداد)، وفقا لناطق عسكري اميركي.
واوضح السرجنت روبرت كارجي لوكالة فرانس برس ان جنديين من الفوج 122 في الفرقة الرابعة مشاة المتمركزة في تكريت «اصيبا بجروح طفيفة جراء انفجار قنبلة يدوية الصنع» بينما كانا في دورية داخل شوارع المدينة. وفي الكوت جنوب بغداد اصيب طفلان عراقيان في انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بينما أصيب مزارع في قرية حيمان الكردية شمال كركوك بانفجار لغم أرضي آخر.
وفي الفلوجة تظاهر اكثر من ألفي عراقي في مسجد سعد بن أبي وقاص احتجاجاً على مداهمة القوات الاميركية المسجد قبل يومين وقصفها المسجد ومنزل خطيبه الشيخ عبد الله الجنابي بنيران المدفعية وتدمير أثاث المسجد والمنزل والعبث بالمصاحف. ورفع المتظاهرون لافتات منها "من هو الارهابي؟» و«مرحبا بالموت من أجل الاسلام والكرامة".
وهدد محمد محسن رئيس المجلس المحلي للفلوجة بالاستقالة اذا استمرت القوات الأميركية في مداهمة المساجد واستهداف العلماء. وكانت القوات الأميركية اعتقلت 5 عراقيين شمال بغداد بتهمة القيام بهجمات. من ناحية اخرى أعلنت ناطقة عسكرية أميركية أمس ان حريقاً شب في أنبوب نفط جنوب سامراء أمس لكنها لم تذكر سبب الحريق لكن وكالة رويترز اشارت الى ان الحريق ناجم عن انفجار ضخم وقع مساء الخميس—(البوابة)—(مصادر متعددة)
