يقول تقرير نشرته اليوم صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانية لمراسلها في القدس دونالد ماكنتاير ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلار كلينتون دعت المسؤولين الاسرائيليين خلال زيارتها الاخيرة الى اجراء محادثات مع مصر والى التجمل بالصبر فيما يتعلق بالقضية الايرانية. وفيما يلي ما جاء في المقال:
وصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس الى اسرائيل للتأكيد على ان الدولتين يجب ان "تفكرا سوية وان تعملا معا" – وهو ما يوحي بانه بيان لبذل الجهود لجسر هوة الاختلاف بينهما حول كيفية التعامل مع التهديد النووي الايراني.
وقالت بعد لقاء الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز: "علينا ان نتحرك بذكاء وابداع وشجاعة"، وذلك في خضم التوجس في العواصم الغربية بانه لا يزال بامكان الحكومة الاسرائيلية توجيه ضربة للمرافق النووية الايرانية قبل انتخابات الرئاسة الاميركية في تشرين الثاني (نوفمبر).
ويتوقع ان تفيد كلينتون من هذه الزيارة لمعرفة ما اذا كانت حكومة بنيامين نتنياهو تفكر في القيام بمثل هذا الهجوم بعد فشل المحادثات بين الدول لكبرى وايران حول البرنامج النووي الايراني.
والى جانب اعمال العنف المتواصلة في سوريا، كانت مصر على قمة الاجندة، حيث يعتقد ان وزيرة الخارحية حثت اسرائيل على التواصل مع الرئيس المصري الجديد الذي يننتمي الى جماعة الاخوان المسلمين. وكانت كلينتون قد اجرت محادثات مع مرسي وقالت انها تأمل ان يلتقي مع نتنياهو قريبا، الا ان ترتيبات ذلك يقررها الزعيمان.
وفي اول زيارة لها الى اسرائيل منذ سنتين، وربما الاخيرة في منصب وزيرة الخارجية، يتوقع ان تكون قد حاولت دفع اسرائيل الى تقديم مبادرات (منها اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين) مما يساعد على اجراءا محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتحاول الولايات المتحدة ثني عباس عن تهديده بحمل قضيته للحصول على عضوية دولة مراقبة من الجمعية العامة للامم المتحدة في اجتماعها السنوي في ايلول (سبتمبر). ويتوقع ان تمارس اسرائيل فرض عقوبات تشمل احتجاز اموال السلطة الفلسطينية التي تجمعها بصفة عوائد ضريبية بالنيابة عنها، اذا قرر عباس المضي قدما في التحرك داخل الامم المتحدة.
ولما كان الرئيس اوباما اعرب عن أسفه للفشل في تحقيق انجاز بين موقفي اسرائيل والفلسطينيين، فان صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية نقلت عن مسؤولين اميركيين قولهم ان من الاسباب في تأخير زيارة كلينتون الى اسرائيل لفترة طويلة هو انها لم تكن تشعر ان بامكانها ان تحمل الطرفين على اجراء مفاوضات ذات معنى.
وبعد لقائه معها، قال بيريز ان اسرائيل ترغب في الالتزام بالمعاهدة مع مصر التي مضى عليها ثلاثة عقود، واضاف "نحن نحترم نتائج الانتخابات في مصر، ونأمل في ان نرى 30 عاما اخرى من السلام".
وركز بيريز على ضرورة منع ايران من انتاج اسلحة نووية، لكنه قال ايضا ان العقوبات تؤثر على ايران، وقال موجها كلامه للوزيرة الاميركية "ان الائتلاف يتنامي والاجراءات اخذت تترك اثارها. وانتم تجعلون الايرانيين يدركون ان هذا ليس الا البداية وان جميع الخيارات مفتوحة. ونأمل ان تعود ايران يوما ما الى مسيرتها التاريخية والتراثية وان تصبح دولة الى جانب الدول الاخرى". ومن المعتقد ان ايران كانت البند الرئيسي على اجندة توم دونيلون، مستشار الامن القومي للرئيس اوباما، الذي اجرى محادثات على مستوى عال في اسرائيل في نهاية الاسبوع الفائت