واشنطن تجدد دعمها لخطة شارون بعد رفضها في الليكود والسلطة تدعو لالغاء رسالة الضمانات

تاريخ النشر: 03 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

جددت الادارة الاميركية دعمها لخطة "فك الارتباط" التي رفضها حزب الليكود الحاكم في اسرائيل باغلبية كبيرة خلال استفتاء اجراه امس، واكد رئيس الوزراء ارييل شارون انه سيحترم نتيجته، بينما دعت السلطة الفلسطينية واشنطن في اعقابه الى الغاء رسالة الضمانات التي منحتها لهذا الاخير. 

وأظهرت النتائج النهائية للاستفتاء الذي اجراه الليكود ونشرت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين تصويت 59.5 في المئة ضد خطة شارون التي تنص على الانسحاب من قطاع غزة وازالة اربع مستوطنات معزولة في الضفة الغربية في اطار خطوات من جانب واحد. 

وقد اعلن البيت الابيض عقب هذه النتيجة ان الولايات المتحدة ستجري "مشاورات" مع شارون، مؤكدا في الوقت نفسه ان رايه "لم يتغير" في الخطة. 

وقال البيت الابيض في بيان تلاه المتحدث باسمه سكوت ماكليلان "سنتشاور مع رئيس الوزراء والحكومة الاسرائيلية حول وسائل المضي قدما".  

واضاف "رأينا لم يتغير. والرئيس اشاد بخطة رئيس الوزراء شارون لاجلاء مستوطنات من غزة ومن جزء من الضفة الغربية باعتباره خطوة مهمة وشجاعة نحو السلام". 

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش بارك خطة شارون، وقدم ضمانات غير مسبوقة له على خلفيتها شملت موافقة الولايات المتحدة على احتفاظ اسرائيل بمستوطنات في الضفة الغربية، والغاءها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ما بات يعرف اليوم باسرائيل. 

شارون يعلن احترامه للنتيجة 

ومن جهته، اقر شارون بهزيمة خطته في الاستفتاء الذي شارك فيه نحو 193 الفا هم منتسبو حزب الليكود الذي يتزعمه، واكد انه سيحترم هذه النتيجة.  

وقال "آسف لنتائج التصويت، لكني سأحترمها..سأجري مشاورات في الايام المقبلة مع الوزراء والليكود واحزاب الائتلاف". 

كما تعهد شارون بالبقاء في منصبه وامتنع عن اعلان انتهاء خطته. 

وقال "أنوي الاستمرار في قيادة دولة اسرائيل بأفضل السبل التي أعرفها وفقا لما يمليه ضميري والواجب العام. إنها ليست مهمة سهلة ولكن أنوي تنفيذها". 

واضاف "وشيء واحد واضح بالنسبة لي الا وهو ان الشعب الاسرائيلي لم ينتخبني كي أجلس دون ان أفعل شيئا اربع سنوات. انتخبت كي أجد وسيلة لاحلال السلام والامن الذي يستحقه الاسرائيليون." 

ولكن محللين سياسيين قالوا ان من المؤكد ان شارون الذي مني بأقوى نكسة منذ توليه منصبه في عام 2001 سيضعف بعد ان أخفق في اخماد تمرد من جانب الأعضاء المتشددين في حزب ليكود غير المستعدين للتخلي عن الأراضي التي احتلتها اسرائيل في عام 1967 . 

وقال محللون سياسيون ان من المحتمل ان رفض الخطة تعزز بسبب غضب القاعدة العريضة لحزب ليكود بسبب كمين وقع قبل ساعات قتل فيه مسلحون فلسطينيون امراة يهودية حاملا وبناتها الاربع في قطاع غزة. 

السلطة تطالب بالغاء رسالة الضمانات والعودة للمحادثات 

وعلى صعيدها، فقد دعت السلطة الفلسطينية واشنطن عقب استفتاء الليكود على خطة فك الارتباط، الى الغاء رسالة الضمانات التي قدمت الى شارون، وطالبت الاخير بالعودة الى طاولة المفاوضات. 

وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات في الحكومة الفلسطينية "بعد ان صوت حزب الليكود ضد خطة شارون للانسحاب احادي الجانب ندعو الولايات المتحدة الى اعلان سحب والغاء رسالة الضمانات التي اعطتها لشارون". 

وشدد على ضرورة ان يعمل الرئيس الاميركي جورج بوش على "عودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من اجل تنفيذ خارطة الطريق". 

كما دعا نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اسرائيل الى "العودة الى طاولة المفاوضات" لتطبيق خارطة الطريق بعد الاعلان عن رفض اعضاء حزب ليكود خطة فك الارتباط. 

وقبل ذلك، أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد عريقات عن أمله ان يؤدي رفض الليكود للخطة إلى تحسين احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام من خلال المفاوضات. 

ويخشى الفلسطينيون ان تؤدي خطة شارون إلى اهمال المحادثات وتركهم دون دولة قابلة للبقاء على ارض احتلتها اسرائيل في حرب 1967. 

وقال قريع انه يأمل ان يكون هذا حافزا للعودة إلى الطريق الصحيح ليستطيع الفلسطينيون ايجاد حلا دائماوعادل يؤكد اقامة دولة فلسطينية. 

وأضاف انه لا يمكن لاحد ان يتخذ قرارا بالانابة عن الفلسطينيين وانه ليس من حق أي طرف اقليمي أو دولي تقرير قضايا الوضع النهائي والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.—(البوابة)—(مصادر متعددة)