طلبت الادارة الاميركية من الكونغرس تخصيص 2,4 مليار دولار اضافية لقواتها التي توقعت لها بقاء طويلا في العراق، فيما اكدت مشاركتها في مؤتمرين حول هذا البلد تحضرهما ايران وسوريا.
وطلب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس من لجنة في مجلس الشيوخ تخصيص 2.4 مليار دولار لتمويل الابحاث لابتكار وسائل للتغلب على العبوات الناسفة التي قتلت أكثر من ألف جندي اميركي في العراق.
وعبر غيتس عن شعور بالاحباط لقدرة المسلحين في العراق على تطوير تقنياتهم وتمكنهم حتى الان من هزيمة الاجراءات الاميركية المضادة لهذه العبوات الناسفة المحلية الصنع.
وقال ان "أحد أكثر الجوانب غير السارة لوظيفتي هو ان أذهب كل ليلة الى المنزل واكتب رسائل بخط اليد الى عائلات اولئك الذين يقتلون في العمليات...خلف كل من تلك الرسائل توجد ورقة تبلغني كيف توفوا وحوالي 70 في المئة منهم توفوا بهذه العبوات الناسفة البدائية الصنع".
واضاف "الواقع هو اننا نواجه خصما خفيف الحركة وذكيا وما ان نكتشف وسيلة لمحاولة احباط مساعيهم فانهم يجدون تكنولوجيا جديدة او وسيلة جديدة لمواصلة انشطتهم".
واتخذ البنتاغون سلسلة خطوات لمواجهة العبوات الناسفة بما في ذلك برنامج اعلن عنه الثلاثاء يعهد الى وكالة امنية اميركية بتدريب المئات من افراد الجيش على فحص مواقع التفجيرات.
ويقول محللون ان جهود الجيش الاميركي كان لها اثر محدود في التغلب على تلك القنابل المحلية الصنع.
ويأتي مسعى البنتاغون لتخصيص اموال للابحاث الخاصة بالعبوات الناسفة في اطار طلب ادارة بوش لتمويل اضافي يبلغ أكثر من 90 مليار دولار للسنة المالية 2007 لحربي العراق وافغانستان.
وقفز عدد قتلى الجيش الاميركي في العراق فوق 3100 جندي. وحوالي 1150 من اولئك القتلى لاقوا حتفهم بسبب هجمات بعبوات ناسفة محلية الصنع زرعت على جانب الطريق.
اقامة طويلة
وفي سياق متصل، توقع غيتس ان الولايات المتحدة ربما تحتفظ بوجود عسكري في العراق "لفترة طويلة" على غرار القواعد الاميركية في المانيا وكوريا الجنوبية.
لكنه قال ايضا ان بلاده ليس لها رغبة في ان يكون لها قواعد دائمة في العراق وان أي وجود عسكري على المدى الطويل هناك سيكون أقل كثيرا من المستوي الحالي للقوات البالغ حوالي 140 ألف جندي.
واضاف "أعتقد ان من المرجح ان يكون لنا وجود ما على مستوى منخفض بشدة على غرار وجودنا في كوريا والمانيا وعدة اماكن اخرى حول العالم حيث كنا في حرب لفترة طويلة من الزمن .. عدد من السنين."
وقال انه حتى اذا ساعدت خطة بوش لزيادة القوات في العراق في اخماد العنف هناك فان القوات العراقية ستظل تحتاج مساعدة عسكرية اميركية في مجالات عدة.
مؤتمرات الجوار
على صعيد اخر، اكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندويزا رايس ان العراق يعتزم عقد اجتماع رفيع المستوى لدول الجوار ومجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى للمساعدة في احلال الاستقرار بالبلاد وان من المرجح عقد الاجتماع في نيسان/أبريل.
وقالت رايس في مقتطفات من افادة أمام الكونغرس وزعتها وزارة الخارجية ان الاجتماع الذي سيعقد على المستوى الوزاري سيأتي في أعقاب محادثات ستعقد على مستوى أدنى في بغداد في أذار/مارس.
وقالت السفارة الاميركية في بغداد إن السفير زلماي خليل زاد سيحضر المحادثات المقررة في منتصف اذار/مارس. وقالت متحدثة باسم السفارة البريطانية إن مبعوثا بريطانيا سيشارك أيضا لكنها لم توضح على أي مستوى.
وقال زيباري إن الاجتماع المقرر عقده في منتصف اذار/مارس سيكون فرصة للقوى الغربية والاقليمية لمحاولة حل بعض خلافاتها بشأن العراق.
وأعرب زيباري عن أمله ان تكون هذه محاولة لكسر الجمود ربما لعقد اجتماعات أخرى في المستقبل. وقال انه يريد ان يصبح العراق قضية توحد لا تفرق الاطراف.
وفي كانون الاول/ديسمبر أصدرت مجموعة دراسة العراق الاميركية تقريرا عن حرب العراق أوصت فيه واشنطن باجراء محادثات مباشرة مع دمشق وطهران لاقناعهما بالمساعدة في وقف العنف في العراق. ورد الرئيس الاميركي جورج بوش بفتور على هذا الاقتراح.
ويتهم مسؤولون اميركيون إيران باشاعة العنف في العراق كما يتهمون سوريا بالسماح لمقاتلين أجانب بعبور حدودها الطويلة مع العراق للانضمام لمسلحين يقاتلون الحكومة التي تساندها الولايات المتحدة. وتنفي الدولتان هذه الاتهامات.