اعتبرت واشنطن ان الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لوقف العنف في دارفور بغرب السودان تذهب سدى ولم تصل الى شئ.
وقال السفير الاميركي لدى الأمم المتحدة جون دانفورث الثلاثاء إن جهود وقف العنف في دارفور تذهب سدى واقترح أن يرسل الاتحاد الافريقي مزيدا من القوات لوقف الفظائع.
وكان دانفورث يتحدث بعدما استعرض مجلس الأمن الدولي تقريرا من الأمين العام كوفي عنان يفيد أن دارفور في حالة فوضى وتعصف بها جرائم العصابات والاغتصاب واحراق القرى وان 2.3 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدات.
وقال دانفورث وهو داعية للسلام في السودان منذ فترة طويلة استقال الشهر الماضي من منصب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة لأسباب شخصية بعد أقل من ستة شهور فقط في المنصب "حسنا.. لم نصل إلى شيء في دارفور."
وأضاف "حاولنا كل شيء. جربنا سياسة الجزرة وجربنا سياسة العصا ولم نصل إلى شيء."
ومضى يقول "المتمردون والحكومة والميليشيا .. كل الأطراف ضالعة في الكارثة. إنهم يوقعون اتفاقيات من الواضح أنها لا تعني شيئا على الاطلاق."
وكان الاتحاد الافريقي تعهد بنشر 3300 مراقب وجندي في دارفور لكنه لم يرسل سوى 800 إلى 900. وقال دانفورث إن بعض الدول لديها "فكرة رائعة" عن تعزيز القوة برجال شرطة لكنها لم تحدد من الذي سيفعل ذلك.
وتابع "لنشرك أكبر عدد نستطيعه من الاتحاد الافريقي هناك. لنحصل على الأقل على كل الثلاثة الاف وثلاثمئة الذين وعدوا بهم."
وشدد دانفورث على أن الضالعين في هذه الفظائع "يجب محاسبتهم من قبل المجتمع الدولي."
وتضغط واشنطن بلا جدوى لفرض عقوبات دولية على زعماء السودان. ولكن على الرغم من تهديد المجلس بفرض حظر على الأسلحة والنفط واجراءات ضد بعض الافراد فان الصين وروسيا والجزائر وباكستان تعارض تنفيذها.
وقال دبلوماسيون إن من الاحتمالات المطروحة مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق. لكن حكومة الرئيس الاميركي جورج بوش تعارض وجود المحكمة أصلا.
وبعد أعوام من المناوشات بين البدو العرب والمزارعين وأغلبهم أفارقة حول المصادر الشحيحة في دارفور القاحلة حمل المتمردون السلاح أوائل العام الماضي.
ويقول البعض إن حكومة الخرطوم ردت باستخدام ميليشيا عربية تعرف باسم الجنجويد التي قتلت واغتصبت واحرقت قرى. وتشرد ونزح 1.8 مليون شخص حاليا.
وتعترف الخرطوم بتسليح بعض الميليشيا لكنها تنفي أي علاقة لها بالجنجويد. لكن تقرير عنان يفيد أن السودان لم يتحرك لنزع أسلحة الجنجويد أو اعتقال قادتها وربما لا يزال يسلح الميليشيا التي لا تزال تحرق قرى.
ويتهم تقرير عنان الذي جاء في 15 صفحة جماعتين للمتمردين وفصائل أخرى بشن هجمات على رجال قبائل عربية مسلحين والشرطة.
ووصل العنف ذروته يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر عندما هاجم متمردو الجيش الشعبي لتحرير السودان بلدة الطويلة بشمال دارفور واحتلوا مراكز للشرطة. ودحرهم الجيش السوداني وربما شن غارات جوية.
—(البوابة)—(مصادر متعددة)