اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الثلاثاء ان الصاروخ الذي أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه الرياض قد يشكل "جريمة حرب"، لكنها دعت السعودية الى عدم الرد بزيادة القيود على ادخال المساعدات الى البلد الغارق في نزاع مسلح.
وأعلنت السعودية السبت ان قواتها اعترضت فوق مطار الرياض صاروخا بالستيا أطلقه المتمردون اليمنيون باتجاه العاصمة، ما أدى الى سقوط شظايا منه في حرم المطار، محملة ايران التي تتهمها بدعم الحوثيين الشيعة المسؤولية.
وتقود السعودية منذ آذار/مارس 2015 تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها وفي مواجهة المتمردين المتحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وتتهم ايران بمد الحوثيين بالسلاح، الامر الذي تنفيه طهران رغم انها تؤكد دعمها السياسي للمتمردين.
وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان "يبدو أن الحوثيين ارتكبوا جريمة حرب بإطلاق صاروخ بالستي عشوائي على مطار مدني"، مضيفة ان الهجوم "هو الأحدث في سلسلة غارات عشوائية بالصواريخ الباليستية شنتها قوات الحوثي-صالح على المملكة، وإن كانت أول مرة تصل العاصمة".
وبعيد اعتراض الصاروخ، قرر التحالف اغلاق منافذ اليمن الجوية والبحرية والبرية بشكل مؤقت "من أجل سد الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية والتي تسببت في استمرار تهريب تلك الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية".
والاثنين أعلن متحدث باسم الامم المتحدة ان قرار إغلاق المنافذ حال دون ارسال المنظمة الدولية طائرتين تنقلان المساعدات الى البلد المنكوب.
ورأت هيومن رايتس ووتش ان "الهجوم غير القانوني لا يبرر أن تزيد السعودية من الكارثة الإنسانية اليمنية بزيادة القيود على المساعدات وإمكانية الدخول إلى اليمن".
وخلّف النزاع اكثر من 8650 قتيلا واكثر من 58 الف جريح منذ التدخل السعودي، بحسب ارقام الامم المتحدة، وتسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.
* "عدوان مباشر"
وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قوله الثلاثاء إن قيام إيران بتقديم صواريخ لفصائل في اليمن عدوان عسكري مباشر.
ونسبت الوكالة لولي العهد قوله في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ”إن ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدوانا عسكريا مباشرا من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة“.
ونفت إيران صلتها بإطلاق الصاروخ رافضة التصريحات السعودية والأمريكية التي تدينها قائلة إنها تصريحات ”مدمرة ومستفزة“ ومحض ”افتراءات“.
واتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في حديث مع شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية يوم الاثنين جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة بإطلاق صاروخ على الرياض من أراض يسيطر عليها الحوثيون.
وقال ”فيما يتعلق بالصاروخ... الذي أطلق على الأراضي السعودية، فقد كان صاروخا إيرانيا أطلقه حزب الله من أراض يسيطر عليها الحوثيون في اليمن“.
وقال إن الصاروخ يشبه آخر أطلق في شهر يوليو تموز على ينبع في السعودية وكان مصنوعا في إيران وجرى تفكيكه وتهريبه إلى اليمن ثم أعادت عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله تجميعه ”وبعدها أطلق على السعودية“.
وردا على إطلاق الصاروخ قال التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إنه سيغلق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية المؤدية إلى اليمن لوقف تدفق السلاح على المتمردين الحوثيين من إيران.
ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى تدهور الأزمة الإنسانية في اليمن والتي تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنها دفعت نحو سبعة ملايين يمني إلى شفا المجاعة وتسببت في إصابة ما يقرب من 900 ألف بالكوليرا.