بدأ الهدوء يسود ميدان "تقسيم" في اسطنبول، مع تفريق قسم كبير من المحتجين، الذين ملأوا الميدان، وهطول أمطار اشتدت من حين لآخر.
وبدأت فرق البلدية، بتنظيف المكان وجمع ما تبقى من مخلفات الاحتجاجات، مع انصراف مجموعات المتظاهرين، التي انتظرت في الميدان حتى ساعات الصباح، ولوحظ في الميدان، وجود أحجار رصيف منزوعة، ولوحات مرورية اقتلعت من مكانها، فضلًا عن تخريب وحرق سيارات البلدية والشرطة ووسائل الإعلام.
كما بدأ أصحاب المحلات التجارية في ميدان تقسيم، وشارع الاستقلال، التنظيف أمام محلاتهم، ومسح الزجاج والجدارن لإزالة الكتابات، التي خَلفها المحتجون.
وفي نفس الأثناء، يشهد ميدان تقسيم توافد مجموعات من المواطنين عليه، تلبية لدعوة، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل "التنزه" على خلفية انسحاب قوات الأمن من الميدان، اعتبارًا من بعد ظهر أمس.
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المعارضة في البلاد بترويج "أكاذيب" بشأن الخطة الحكومية لتطوير ميدان "تقسيم" التي شكل تفريق مظاهرة رافضة لها شرارة موجة الاحتجاجات الأخيرة في البلاد.وقال أردوغان: "إننا ضد العنف والتخريب والأعمال التي تهدد الآخرين تحت شعار الحرية. لكننا نرحب بالذين يأتون بمطالب ديمقراطية".واعتبر رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحفي باسطنبول أنه ليست هناك فئة معينة في صفوف المحتجين يمكن ان تجري الحكومة حوارا معها. واعرب عن رأيه بان بعض المشاركين في الاحتجاجات لا يريدون تسوية الوضع.وأعاد الى الأذهان أن السلطات التركية سبق أن دعت جميع الأطراف الى المشاركة في اتخاذ القرارات، معربا عن استغرابه لانتظار المعارضة لفترة طويلة قبل أن تعلن عن رفضها لخطة تطوير ميدان تقسيم.كما استهجن أردوغان رد الفعل الأوروبي بشأن الاحتجاجات في تركيا، مشيرا الى أنها شبيهة بأعمال الشغب التي شهدها بعض الدول الأوروبية في الفترة الأخيرة. واعاد الى الاذهان ان السلطات التركية كانت قد اعتذرت عن استخدام الغاز المسيل للدموع.ودعا اردوغان شركاء تركيا في الخارج الى عدم السماح لوسائل الاعلام الاجنبية بالتغطية غير الموضوعية والمتحيزة للاحداث والتي تعمل بايعاز من لا يريدون ان تكون تركيا قوية.