سافر مدير مركز أبحاث النوم في جامعة كاليفورنيا جيري سيغل، للعيش مع القبائل البدائية في أماكن نائية من العالم للتأكد من شائعة "أسلافنا حظوا بفترات نوم أطول منا لعدم وجود التكنلوجيا" فأثبت بطلانها.
حين بدأت الناس بتبادل أخبار أن الإضاءة الكهربائية التي زادت في العصر الحديث، والوهج الخافت لشاشات الهواتف الذكية التي نحدق فيها قبل الذهاب إلى الفراش، نحصل على ساعات نوم أقل من أسلافنا الذين كانوا يعيشون على الصيد.
وبما أنه من المستحيل معرفة كم من الوقت كان أسلافنا يقضون في النوم، والأجهزة التي نستخدمها لقياس النوم لم تُخترع إلا بعد اختراع الضوء الكهربائي بوقت طويل، قد سافر سيغل إلى تنزانيا، وناميبيا في أفريقيا، وبوليفيا في أمريكا الجنوبية، وأمضى في هذه البلاد وقتا مع جماعات بدائية، لأنهم ولدوا في بيئة أقرب ما يكون لبيئة أسلافنا.
ورغم الاختلاف الملحوظ بين البيئات الثلاث التي عايشها سيغل، فإنهم يحصلون على قدرٍ متساوٍ تقريبًا من النوم كل ليلة، وهو بمعدل ست ساعات ونصف، وبالنسبة لمعظم البشر- الذين يعيشون في المجتمعات الحديثة مع كل مظاهر التكنولوجيا والكهرباء - فإن مقدار الوقت الذي يقضونه في النوم يتراوح ما بين 6 إلى 8ساعات. لذا فأسلافنا لم يكونوا يقضون وقتا أقصر في النوم فحسب، بل ربما كانوا يحصلون على قدر من النوم أقل قليلا منا نحن.
ويقول سيغل لدحض ادعاءات الإشاعة، إننا ننام في بيوت تتوفر فيها وسائل الراحة التي تتناسب مع درجة المناخ، وعلى فراش مريح، ووسائد رقيقة، في المقابل، كان أسلافنا من البشر ينامون على الصخور، أو ربما على أغصان الأشجار دون وسائل الراحة المعتادة، كالأغطية، والوسائد المصنوعة من الريش، أو التدفئة المركزية، ولم يتمكنوا أيضًا من استخدام ستائر التعتيم للسماح لهم بالبقاء في الفراش لمدة طويلة بعد شروق الشمس، كما أنهم لم يأملوا حتى في تجنب أحوال الطقس القاسية، أو الحشرات، وكانوا أيضًا يعيشون حالة من القلق بشأن التعرض لهجوم الحيوانات المفترسة، أو المجموعات البدائية المنافسة أثناء نومهم.
لمتابعة آخر أخبار الصحة والجمال انقر هنا
لمتابعة آخر أخبار الترفيه انقر هنا
لمتابعة آخر أخبار الأعمال انقر هنا