نصر الله يضع نخبة قواته في خدمة الأسد

تاريخ النشر: 25 يوليو 2012 - 08:01 GMT
حسن نصر الله عرض المساعدة على الرئيس السوري بشار الأسد
حسن نصر الله عرض المساعدة على الرئيس السوري بشار الأسد

ذكرت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية أن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني عرض المساعدة على الرئيس السوري بشار الأسد بعد التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي قبل ايام وأودى بحياة عدد من أبرز رموز النظام.

ونقلت الصحيفة الأربعاء عن مصادر سياسية لبنانية بارزة القول إن نصر الله عرض خلال اتصال بالأسد مساعدة من نوعين، الأولى: مده بعناصر من القوة الخاصة في "حزب الله" في أي وقت يحتاج إليهم حتى لو تطلب الأمر إرسالهم إلى الجبهات المفتوحة مع الثوار. والمساعدة الثانية هي إمكان استقباله في المكان الذي يقيم فيه نصرالله شخصيا أو حتى داخل السفارة الإيرانية في بيروت في حال أراد الأسد ذلك.

ولفتت المصادر إلى أن "الأسد فضل التروي كونه يعتقد أنه ما زال في إمكانه إدارة الدفة في سورية بمعاونة بعض الخبراء السياسيين والعسكريين الروس".

وشددت المصادر على أن حزب الله كان قد وضع معه مع وزير الدفاع الراحل داوود راجحة ومع هيئة الأركان السورية خطة عسكرية للتدخل مباشرة لمساندة النظام في حال تعرضه لأي عدوان خارجي، ومن ضمن هذه الخطة نشر رادارات وبطاريات صواريخ في البقاع وتزويد الجيش السوري بـ 2000 عنصر من نخبة عناصر الحزب، مرجحة أن "تكون الخطة لا تزال قائمة مع تعديل طفيف يقضي بانتشار الحزب عسكرياً بكامل عتاده عند معبر المصنع وبعض مناطق الجبل ذات الموقع الاستراتيجي".

وتضيف المصادر عينها أنّ "عرض نصرالله هذا لم يلقَ ترحيباً إيرانياً، خصوصاً لدى المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي الذي يعود له وحده قرار طريقة إدارة الملف السوري، أقلّه من الناحية الدينية والمذهبية وتحديداً عندما يتعلّق الموضوع بمصير الطائفتين العلوية والإسماعيلية في سوريا"، وتؤكّد أنّ "حتّى الساعة لم يدخل الإيراني على خط الأزمة السورية في شكل مباشر، وإلّا لكانت الأمور اتّخذت منحىً آخر، وهو حتى اليوم لا يزال يفاوض في السياسة على برنامجه النووي أوّلاً، وعدم حصول تطهير عرقي في حقّ الأقليات ثانياً".

وترى المصادر أنّ "حزب الله" وإثر ما حصل في سوريا، أكثر ضياعاً لجهة تقرير السياسة التي يجب اتّباعها في المرحلة المقبلة. فمن جهة، هو يعترف بفضل النظام السوري عليه في معظم الأزمات التي واجهها سواء أكان في الداخل اللبناني أم حتّى على الصعيد الخارجي، ويتمسّك من جهة أخرى بولائه العقائدي المُطلق لإيران التي تدير الأزمة حسب مصالحها"، وتعتبر أنّ الحزب "يقف اليوم مُحرَجاً بين ولاءاته المتعدّدة وبين مصلحته التي من شأنها أن تُحدِّد مصيره العسكري وحتّى السياسي، لكن من المؤكّد أنّ النظام السوري سيكون له أيتام كثر في لبنان، وفي طليعتهم "حزب الله".

وتلفت الأوساط عينها إلى أنّ "الأجواء اليوم ضبابية بالنسبة إلى الحزب أكثر من أيّ وقت مضى، فهو مشتّت الأفكار وضائع بين مجموعة عناوين وطروحات لم يجد لها حلّاً يكون بمثابة إنجاز بعد سلسلة إخفاقات لحقت ببُنيته الأمنية والتنظيمية منذ أن قرّر إغراق نفسه في وحول السياسة وزواريبها"، وتضيف: "لم يعُد أمام "حزب الله" سوى خيار واحد، وهو إعلان الدولة اللبنانية مرجعيّة له ولسلاحه وللمناطق التي تخضع لسيطرته، واعترافه بأحقّية الشعوب في اختيار مصيرها على غرار تأييده للشعب البحريني".

وتكشف المصادر عن "خطّة أعدّتها الولايات المتحدة وبريطانيا للإطاحة بالأسد وقد تمّ الإعداد لها بشكل مُحكم، وهي تعتمد على مراقبته طوال الوقت إلى حين استنفاذ الطرق الديبلوماسية وعندها يتمّ تنفيذها من دون أن تُعلِن أيّ من تلك الدول مسؤوليتها عن العملية أقلّه لفترة محدودة لا تتجاوز الأسبوع"، وتجزم بأنّ "الضباط الأربعة الذين تمّ استهدافهم، جرت مراقبتهم عبر الأقمار الصناعية التابعة لهذه الدول لفترة زمنيّة لا تقلّ عن الشهرين، والأيّام المقبلة ستثبت أنّ للمخابرات الأميركية والبريطانية يداً طولى في عملية التنفيذ التي حصلت في أهمّ مبنى أمني مخابراتي في العالم العربي".