نتنياهو يتوعد بالرد على أي انتهاك لهدنة غزة

تاريخ النشر: 13 مارس 2012 - 07:38 GMT
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو

حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء من ان اسرائيل سترد على اي محاولة لانتهاك هدنة توسطت فيها مصر بدأ تنفيذها الثلاثاء لتنهي أعمال عنف عبر الحدود مع المقاتلين الفلسطينيين استمرت اربعة ايام.
وقال نتنياهو في كلمة بالقدس "رسالتنا هي أن الهدوء سيجلب هدوءا. من ينتهكها (الهدنة) أو حتى يحاول انتهاكها فستصل اليه أسلحتنا."
وتوصلت اسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة الى اتفاق تهدئة بعد اربعة ايام من المواجهة قتل خلالها 25 فلسطينيا واطلق حوالى مئتي صاروخ وقذيفة على الدولة العبرية.
وفجر الثلاثاء اعلن مسؤول مصري كبير مشارك في جهود الوساطة المصرية انه تم الاتفاق على "بدء تهدئة شاملة متبادلة بكافة الاركان بما في ذلك وقف الاغتيالات على ان تدخل حيز النفاذ في تمام الساعة الواحدة من فجر 13 (اذار) مارس".
ورحبت واشنطن باعلان الهدنة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند "اذا كان هذا صحيحا، فهذا بالطبع امر مرحب به".
ولكن المسؤولين الاسرائيليين وجهوا رسائل حازمة ملمحين الى ان اسرائيل لن تسمح باي خرق للتهدئة.
واكدت حركة الجهاد الاسلامي، التزامها بالتهدئة التي تم التوصل اليها بوساطة مصرية. وفقدت سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، 14 من مقاتليها في الغارات، واعلنت مسؤوليتها عن معظم عمليات اطلاق الصواريخ على اسرائيل منذ الجمعة.
وقال داوود شهاب المتحدث باسم الجهاد الاسلامي لوكالة فرانس برس "نحن نلتزم بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال ..الحكم على الاتفاق ان يعيش او يموت بمقدار التزام الاحتلال".
واضاف شهاب "اخواننا المصريون ابلغونا بالالتزام الاسرائيلي باتفاق التهدئة والتزامهم بوقف الاغتيالات وهذا انجاز للمقاومة وللشعب الفلسطيني" وتابع "سنراقب الالزام الاسرائيلي على الارض بالاتفاق وبنفس القدر سنتعامل".
وشدد شهاب على انه "اذا عادت اسرائيل للعدوان والاغتيالات لابناء شعبنا لن نقبل بذلك وسيكون الرد قاسيا بالطريقة والكيفية التي يعرفها الاحتلال".
ومساء الثلاثاء شارك الاف الفلسطينيين في مسيرة دعت اليها الجهاد الاسلامي في مدينة غزة للاحتفال ب "بشائر انتصار المقاومة".
وقال رمضان شلح الامين العام للحركة في كلمة مسجلة له خلال المسيرة "العدو أجبر لأول مرة على هذا النوع من التهدئة، موقف حركة الجهاد كان واضحا منذ البداية ولا زال، وهو أننا لم نقبل بأي حال من الأحوال بتهدئة لا تتضمن وقف الاغتيالات".
وتابع "لقد أعلنت سرايا القدس في أوج المعركة أن العدو إذا كان يهدد بتوسيع نطاق الحرب على غزة فنحن جاهزون لتوسيع نطاق الصواريخ إلى عمقه وهم يعرفون إلى أين يمكن أن تصل".
واضاف "نعم لقد لقنتم العدو درسا كبيرا، وحققتم انتصارا بفرض إرادة المقاومة" لكنه شدد "على الرغم من إعلان التهدئة فلا تثقوا بهذا العدو ولا تطمئنوا له، لقد انتهت المعركة التي دامت لأيام لكن لن تنته الحرب مع العدو الصهيوني إلا بتحرير أرضنا وتفكيك الكيان المجرم".
وتوجه شلح الى الفصائل الفلسطينية "كونوا صفا واحدا، كل القوى وكل الفصائل، حماس، والجهاد الإسلامي وفتح، ولجان المقاومة، وغيرها، ولا تعطوا الفرصة لعدو كي يستفرد بفصيلٍ أو فئة منكم".
وقال اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في بيان صحفي وزعه مكتبه الثلاثاء ان"الحكومة والشعب الفلسطيني لا يمكن ان يسلم ويقبل بالحجج الواهية التي من خلالها يقوم الاحتلال بالاغتيالات، لذا كان الأمر بأن يقف العدوان وتتوقف سياسة الاغتيال وهذا يرجع لفضل الله وثم صمود الشعب الفلسطيني وتحركات الحكومة والجهد المصري ".
وتابع "ان الصمود الذي أبداه الشعب الفلسطيني دليل على أنه مصر على الصمود والرباط، وأن الاحتلال ماض في قتله للشعب الفلسطيني متوهما أن هذا قد يضع حد لطموحات الشعب الفلسطيني، ولكن الشعب الفلسطيني دوما ينتصر على همجية الاحتلال البغيض".
واكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان انه "يبدو اننا وصلنا الى نهاية حلقة العنف هذه" مشيرا الى اطلاق "اكثر من 250 قذيفة مدفعية او قذيفة هاون باتجاه اسرائيل".
من جهته اكد الوزير الاسرائيلي المكلف الدفاع المدني ماتان فيلناي الثلاثاء للاذاعة الاسرائيلية العامة، "هناك فعلا تفاهم ونتابع ما يجري على الارض" بدون كشف اي تفاصيل اخرى، مضيفا "يبدو ان الوضع يتجه للتهدئة وان المواجهات انتهت".
غير ان فيلناي نفى ان تكون اسرائيل التزمت بوقف عمليات تصفية ناشطين فلسطينيين وحذر من ان "جميع الذين يمارسون الارهاب ضد اسرائيل ينبغي ان يعرفوا اننا نراقبهم".
وقال رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بيني غانتز للاذاعة العامة "ان التزم الارهابيون بالتهدئة سنفعل الشيء نفسه، وان اطلقوا النار سنضربهم. كل شيء مرتهن بهم".
من جهتها اكدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التزام كافة الفصائل في التهدئة و"تنسيق" الموقف في الرد على اي "خروقات" اسرائيلية.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لفرانس برس "الاخوة المصريون تحدثوا مع كل الفصائل واستطاعت المقاومة كسر المعادلة الصهيونية بتثبيت وقف العدوان ووقف الاغتيالات وهذه بشائر نصر".
وشدد برهوم ان "اى خروقات اسرائيلية تستوجب الرد بقوة من خلال التنسيق بين كل الفصائل" مؤكدا ان التهدئة "لا تعني تكبيل يد المقاومة ومن حقها الرد بقوة اذا حصل اغتيال او اعتداء".
واشار برهوم الى ان "لقاءات تنسيقية" ستجري بين فصائل "المقاومة لتقييم الموقف ونبني عليه التحرك..الحكومة الصهيونية امام اختبار جديد الان للالتزام بالاتفاق".
لكن برهوم اضاف "اننا لا نثق بالاحتلال الاسرائيلي ولدينا تجربة مريرة لان عقلية المحتل مبنية على الاجرام والقتل لكن ثقتنا بالمقاومة وقادة الفصائل والاخوة في مصر بعد الثورة".
ميدانيا تراجع الى حد كبير عدد الصواريخ وقذائف الهاون التي تطلق من قطاع غزة على اسرائيل. وبحسب الشرطة الاسرائيلية اطلقت اربعة صواريخ واربع قذائف الثلاثاء باتجاه اسرائيل من دون وقوع اصابات.
لكن بحسب ادهم ابو سلمية المتحدث باسم اللجنة العليا للاسعاف والطوارئ، اصيب ثلاثة فلسطينيين ظهر الثلاثاء برصاص الجيش الاسرائيلي اثناء تشييع اثنين من الفلسطينيين القتلى شرق غزة.
من جهته اعلن الجيش الاسرائيلي انه فتح النار على نحو خمسين شخصا لابعادهم عن السياج الحدودي ،الا انه اكد ان الجنود اطلقوا رصاصات تحذيرية فقط.
وقد شارك الاف الفلسطينيين في جنازة اثنين من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي وهما محمد ظاهر وبسام العجلة اللذين قتلا في غارة جوية اسرائيلية مساء الاثنين شمال غرب غزة.
وردد المشيعون الذين انطلقوا من منزلي القتيلين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة هتافات تدعو الى "الثأر للشهداء".
واندلعت الموجة الجديدة من العنف اثر تصفية قائد لجان المقاومة الشعبية زهير القيسي الجمعة في غارة جوية اسرائيلية. وكانت اسرائيل تتهم زهير القيسي بالتخطيط لهجوم عبر سيناء المصرية.
ونفذت اسرائيل منذ الجمعة عشرات الغارات على القطاع، في حين اطلقت الفصائل الفلسطينية اكثر من 200 صاروخ على جنوب اسرائيل التي اكدت اعتراض معظمها بفضل نظام القبة الحديدية التجريبي المضاد للصواريخ.
وقتل 25 فلسطينيا في الاجمال منذ بدء التصعيد الاخير فيما اصيب 83 اخرون بجروح، بينهم عدد من الحالات "الخطرة" بحسب ادهم ابو سلمية.