قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان هناك "مؤشرات" على ضلوع حماس في خطف المستوطنين الثلاثة الخميس، بينما رفضت منظمة التحرير "الاتهامات الزائفة" لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اعتبر إن اتفاق المصالحة مع حماس شجع على عملية الخطف.
وقال كيري في بيان "لا نزال نبحث عن تفاصيل بشان المسؤولين عن هذا العمل الارهابي البشع، رغم ان مؤشرات عدة تقود الى ضلوع حركة حماس".
واضاف "نكرر موقفنا: حماس منظمة ارهابية معروف بانها تهاجم المدنيين الابرياء وسبق ان ارتكبت عمليات خطف في الماضي"، داعيا الى "الافراج الفوري" عن الاسرائيليين الثلاثة.
وتابع كيري "نواصل تقديم دعمنا الكامل لاسرائيل في عمليات بحثها وقد شجعنا على التعاون التام بين اجهزة الامن الاسرائيلية والفلسطينية. يبدو ان هذا التعاون قائم حاليا".
وكانت الولايات المتحدة اثارت غضب اسرائيل في بداية حزيران/يونيو حين اعلنت دعمها للحكومة الفلسطينية الجديدة التي تحظى بتاييد حماس. واعتبر كيري ان هذه الحكومة لا تضم "اي وزير ينتمي الى حماس" وانها "ملتزمة مبادىء نبذ العنف".
ورفضت منظمة التحرير الفلسطينية الاحد "الاتهامات الزائفة" لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اعتبر إن اتفاق المصالحة بين منظمة التحرير وحركة حماس شجع على عملية الخطف..
ونددت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في بيان صدر بعد اجتماعها في رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ب"الحملة العنصرية الهوجاء التي يشنها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ضد شعبنا وقيادته، بذريعة اختطاف ثلاثة من المستوطنين" فقدوا مساء الخميس قرب كتلة غوش عتصيون الاستيطانية بين بيت لحم والخليل في جنوب الضفة الغربية.
ورفضت "الاتهامات الزائفة التي يسوقها نتانياهو، بغرض التستر على التقصير الذي يدينه وتحمله مسؤوليته أقسام واسعة في المجتمع الإسرائيلي".
وحذرت المنظمة في بيانها "من نوايا إسرائيل الواضحة في توسيع نطاق الاستيطان واتخاذ قرارات استيطانية مضافة إلى الخطوات التي قامت بها في القدس وسائر أرجاء الضفة الغربية، تحت ذريعة الخطف للمستوطنين الثلاثة واستمرار عملية المصالحة وسواها من الذرائع".
واتهم نتانياهو في وقت سابق الاحد حركة حماس بخطف الاسرائيليين الثلاثة بينما اعتقل الجيش الاسرائيلي نحو ثمانين فلسطينيا في الضفة الغربية وفرض اغلاقا كاملا على مدينة الخليل.
واكد نتنياهو في مستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته الذي عقد خصيصا في مبنى وزارة الدفاع في تل ابيب”هذا الصباح استطيع ان اقول ما امتنعت عن قوله امس قبل حملة الاعتقالات واسعة النطاق لعناصر حماس في يهودا والسامرة (التسمية اليهودية للضفة الغربية)”.
واضاف “اولئك الذين خطفوا شباننا هم اعضاء في حماس، حماس ذاتها التي قام (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن معها بتشكيل حكومة وحدة ولهذا تداعيات خطرة”.
وكان نتنياهو من اشد المنتقدين للاتفاق الذي توصلت اليه منظمة التحرير الفلسطينية وحماس في 23 من نيسان/ ابريل لوضع حد للانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 2007.
وحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية تضم شخصيات مستقلة بدون تفويض سياسي ومكلفة تنظيم انتخابات خلال ستة اشهر.
ومن جهته، رفض المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري اتهامات نتنياهو ووصفها “بالغبية”.
وبحسب نتنياهو فانه “في هذه الاثناء، نركز جهودنا للعثور على اعادة المخطوفين الى بيوتهم”.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الاسرائيليين الثلاثة اختفوا مساء الخميس قرب غوش عتصيون حيث كانوا يستوقفون السيارات المارة لتوصيلهم مجانا الى القدس. وتقع كتلة غوش عتصيون الاستيطانية بين مدينتي بيت لحم والخليل في جنوب الضفة الغربية.
والمستوطنون هم ايال نفراح (19 عاما) من بلدة العاد الدينية قرب تل ابيب ونفتالي فرينيكل من قرية نوف ايالون قرب الرملة بينما يقيم الثالث وهو غلعاد شاعر (16 عاما) في مستوطنة طلمون في الضفة الغربية المحتلة.
ويواصل الجيش الاسرائيلي عمليات البحث في منطقة الخليل جنوب الضفة الغربية للعثور على الشبان الثلاثة حيث تم حشد اكثر من 2500 جندي في العملية.
ونصب الجيش حواجزا على مداخل المدينة ولم يسمح للسيارات بالخروج أو الدخول من المدينة التي تعد اكبر مدينة فلسطينية في الضفة الغربية.
واقتحم الجيش الاسرائيلي قرية تفوح شرق الخليل حيث قام الجنود بتفتيش المنازل مع كلاب بوليسية،بحسب شهود عيان.
واغلقت اسرائيل المعبرين الرئيسيين مع قطاع غزة، كرم ابو سالم لنقل البضائع واريز للمارة، لمنع اي محاولة لنقل المفقودين الثلاثة الى القطاع الخاضع امنيا لسيطرة حركة حماس.
وقال بيان صادر عن الجيش”في اطار الجهود لاعادة الفتية الاسرائيليين الثلاثة الذين خطفوا، اوقف حوالى ثمانين فلسطينيا خلال عملية عسكرية”.
بينما رحب وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون “بالتنسيق بين قوات الامن الاسرائيلية وتلك التابعة للسلطة الفلسطينية”.
ومن جهته، ندد وزير الاقتصاد نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي اليميني القومي المتطرف المؤيد للاستيطان بصمت المجتمع الدولي.
وقال بينيت “يجب على اولئك الذين يعرفون الضغوط على اسرائيل لاطلاق سراح الارهابيين، ان يحشدوا انفسهم الان للمطالبة باطلاق سراح الاطفال الذين خطفوا وهم في طريقهم إلى المدرسة”.
والثلاثة طلبة في مدرستين تلموديتين واحدة في مستوطنة كفار عتصيون القريبة من مكان اختفائهم والاخرى في الجزء المحتل من مدينة الخليل، بحسب وسائل الاعلام. ويحمل أحدهم ايضا الجنسية الأمريكية.
وما زالت ظروف اختفاء الشبان غير معروفة.وذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية بان الشرطة الاسرائيلية تلقت معلومات حول خطفهم مساء الخميس،ولكن لم يتم ابلاغ الجيش الاسرائيلي الا بعد ذلك بساعات.
ودعا مجلس “يشع″ الاستيطاني وهو المؤسسة الرئيسية التي تمثل المستوطنين في الضفة الغربية المجتلة الى منع العمال الفلسطينيين من الدخول الى المستوطنات للعمل من اجل “الضغط على السكان الفلسطينيين”.
واكد نادي الأسير الفلسطيني في رام الله بأن السلطات الغت زيارات اهالي الأسرى من مدينة الخليل.
وآخر عملية خطف اسرائيليين كانت عام 2006 عندما أسرت حماس الجندي غلعاد شاليط واحتجزته في قطاع غزة، قبل مبادلته عام 2011 بـ1027 اسيرا فلسطينيا