يعتبر الامين العام الجديد لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، قوة بارزة في الحياة السياسية اللبنانية، حيث يلعب دورا محوريا في اتخاذ القرارات داخل الحكومة، كما أنه أحد الشخصيات القيادية الرئيسية في حزب الله، منذ بدايات التاسيس عام 1982، حيث اسهم في توجيه سياساته وأهدافه.
ويأتي انتخاب الشيخ قاسم، كأمين عام جديد للحزب، بعد مرور أكثر من شهر على اغتيال أمينه العام السابق حسن نصرالله، بغارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
من هو نعيم قاسم؟
وُلِد نعيم بن محمد نعيم قاسم في فبراير/شباط 1953 في منطقة البسطا التحتا في بيروت، ويعتبر أحد أبرز الشخصيات في حزب الله اللبناني.
وهو متزوج ولديه ستة أبناء، أربعة ذكور وابنتان. ينحدر والده محمد من بلدة كفر فيلا في إقليم التفاح، مما يعكس جذور عائلته العميقة في لبنان.
التعليم والنشاط الأكاديمي
تلقى قاسم تعليمه الديني في الحوزة، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء الشيعة في لبنان. بالتوازي مع ذلك، درس في الجامعة اللبنانية، حيث حصل على درجة الليسانس في الكيمياء عام 1971، تلاها حصوله على شهادة الماجستير في الكيمياء عام 1977. عمل كمعلم في الصفوف الثانوية الرسمية لست سنوات، بعد أن تخرج من دار المعلمين.
النشاط الطلابي والسياسي
بدأ نشاطه الديني مبكرًا حيث ألقى دروسًا في المساجد للأطفال، وأسهم في تأسيس "الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين" أثناء دراسته الجامعية في أوائل السبعينيات. كما كان من مؤسسي حركة أمل، حيث شغل منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي.
التأسيس لحزب الله
عقب الثورة الإسلامية في إيران، استقال قاسم من حركة أمل لمتابعة دراسته ونشاطه الإسلامي، مما أدى إلى تأسيس حزب الله في العام 1982. وكان قاسم من المشاركين الرئيسيين في الاجتماعات التأسيسية لحزب الله، وشغل عضوية مجلس شورى الحزب لثلاث دورات.
المناصب القيادية في حزب الله
تولى قاسم منصب نائب الأمين العام لحزب الله منذ عام 1991 بعد تولي عباس الموسوي، واستمر في هذا المنصب بعد مقتل الموسوي. يرأس حاليًا مجلس العمل النيابي في حزب الله ويشرف على الأنشطة الحكومية، مع التركيز على التواصل مع الوزراء.
الأعمال الأدبية والإعلامية
ألّف نعيم قاسم العديد من الكتب، من بينها "حزب الله"، الذي يعرض رؤية الحزب وتاريخه، وتمت ترجمته إلى أكثر من سبع لغات. كما يُشارك بشكل مستمر في برامج تلفزيونية تتناول مواضيع دينية وثقافية، ما يعكس تأثيره الواسع.
المواجهات مع إسرائيل
عاش قاسم العديد من المواجهات مع إسرائيل، مثل حرب يوليو/تموز 1993 وحرب إبريل/نيسان 1996 والتحرير عام 2000، حيث كان له دور فعّال كنائب للأمين العام للحزب وعضو مجلس شوراه.