يعتبر الجنرال والدبلوماسي كولن باول، الذي توفي الاثنين عن عمر يناهز 84 إثر مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، احد المحرضين لشن حرب على العراق وقد ابدى ندمه على ذلك فيما بعد معتذرا بالقول ان المعلومات التي كانت بحوزتنا كانت خاطئة
حياته العسكرية والسياسية
ولد كولن باول يوم الخامس من أبريل/نيسان 1937 في نيويورك، وتربى في بيئة شعبية في حي متعدد الأعراق، وكان والده قد هاجر إلى الولايات المتحدة قادما من جامايكا. وحصل على إجازة في الجيولوجيا عام 1958.
- خدم في العسكرية الأميركية إلى أن عيّن قائدا لأركان الجيش الأميركي عام 1989، وعمل في البيت الأبيض مستشارا للأمن القومي.
- في الخامس من فبراير/شباط 2003 قدم أمام أمام مجلس الأمن ملفا ركز فيه على وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وتبيّن لاحقا أن جميع معلوماته كانت خاطئة.
- هو صاحب نظرية عسكرية جديدة مفادها أن على الولايات المتحدة أن تسعى خلال كل عملية عسكرية تقوم بها إلى تحديد أهداف سياسية واضحة متزامنة مع خطة عسكرية ترمي إلى تحقيقها بطريقة أكثر حسما وقوة وسرعة.
- عقب غزو العراق الكويت كان باول من أنصار فكرة الاكتفاء بفرض العقوبات، وعارض كذلك استخدام القوة لإزاحة صدام، لكنه نادرا ما أصرّ على مواقفه.
بعد بضع سنوات أدار خلالها دفة السياسية الأميركية، ترك باول مقعد وزارة الخارجية الأميركية في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، لتخلفه في منصبه كوندوليزا رايس.
وصمة عار في جبين باول
وقد رحل باول بعد مسيرة عسكرية ودبلوماسية حافلة بالإنجازات والأوسمة، بدأها من القتال في حرب فيتنام إلى أن أصبح جنرالا بالجيش وكان أول أمريكي من أصل أفريقي يشغل مناصب وزير الخارجية ورئيس الأركان بالجيش ومستشار الأمن القومي، لكن دفاعه عن غزو العراق عام 2003 بادعاء وجود أسلحة دمار شامل، يظل "وصمة عار" في سجله على حد تعبير باول.
وارتفعت شعبية باول بأمريكا في أعقاب انتصار التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال حرب الخليج، ولفترة في منتصف التسعينيات، كان يُعتبر المنافس الرئيسي ليصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة.
الاعلان عن وفاته
والاثنين اعلنت عائلة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، عن وفاته ، وقالت: "توفي الجنرال كولين باول، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ورئيس هيئة الأركان المشتركة (الأسبق)، صباح اليوم بسبب مضاعفات مرض كوفيد 19"، وأشارت إلى أنه "قد تم تطعيمه بالكامل".
وقدمت العائلة شكرها لـ الطاقم الطبي في مركز والتر ريد الطبي الوطني على العلاج والرعاية التي قدموها.
لكن سمعته ستظل ملطخة إلى الأبد بعدما دفع، بصفته وزير خارجية جورج بوش الابن، إلى تقديم معلومات استخباراتية خاطئة أمام الأمم المتحدة للدفاع عن حرب العراق، والتي وصفها فيما بعد بـ"وصمة عار" في سجله.