من هو حسان اللقيس الذي جابت طائرة تحمل اسمه سماء اسرائيل؟

تاريخ النشر: 18 فبراير 2022 - 03:29 GMT
حسان اللقيس
حسان اللقيس

نجح حزب الله اللبناني باطلاق طائرة مسيرة في سماء فلسطين المحتلة ، فيما كانت سلطات اسرائيل بكامل قوتها وجبرتها تفشل في اعتراضها ، واعلن الحزب ان الطائرة التي اطلق عليها اسم حسان تيمنا بالقيادي حسان اللقيس قد عادت ادراجها بسلام بعد 40 دقيقة من مهمتها.

من هو حسان اللقيس؟

لكن من هو حسان اللقيس الذي منح الحزب اسمه للطائرة المسيرة؟

قبل 9 اعوام وتحديدا في 04/12/2013  اعلن حزب الله اللبناني ان حسان اللقيس، القيادي في حزب الله، اغتيل امام منزله في بيروت، من دون الاعلان عن مكانته ومهمته وطبيعة عمله.

الا ان بعض المعلومات التي رشحت تتحدث عن ان اللقيس كان قائدا ميدانيا غير معروف حتى لجمهور حزب الله، فيما أوضحت وسائل إعلام أخرى أنه كان مقربا من السيد حسن نصر الله الأمين العام لهذا الحزب. وفقد اللقيس أحد أبنائه في حرب تموز 2006.

وقد تم تكليفه قبيل اغتياله بمهمة التنسيق مع القيادة العسكرية السورية بشأن المعارك في سوريا حيث كان تنظيم حزب الله يدعم نظام الرئيس بشار الاسد ضد الثورة الشعبية السورية 

يقترن اسم اللقيس بتطوير الطائرات المسيّرة. ولعه بالتكنولوجيا العسكرية وبمتابعة أحدث المعدات القتالية دفعه إلى إيلاء هذه الطائرات اهتماماً كبيراً، وذلك في وقت مبكّر جداً؛ أي منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، حين بدأ تصميمَ طائرات باستخدام تقنيات متواضعة ومخرطة محلية. 

 

 

 

كاتم صوت اردى حسان اللقيس

 

وأفادت تقارير حزب الله في حينها أن اللقيس تعرض لإطلاق نار من أسلحة كاتمة للصوت بعيد ركنه سيارته في الطبقة السفلية من المبنى الذي يقطن فيه، مرجحة أن يكون المنفذون أكثر من شخص، تسللوا إلى المكان عبر سور خلفي، وغادروا بالطريقة نفسها.

 وتبنت مجموعة تطلق على اسمها "لواء أحرار السنة بعلبك"، في تغريدة على تويتر، عملية الاغتيال.

الا ان حزب الله اتهم بشكل مباشر في بيان إسرائيل بوقوفها وراء عملية الاغتيال

وأفادت القناة الإسرائيلية الثانية أن اللقيس "نجا من عمليات اغتيال سابقة" خططت لها تل أبيب.

 

 

حسان اللقيس طور اسلحة حزب الله

عمل حسان اللقيس، خلال عقدين ونيّف، على تطوير القدرات العسكرية للمقاومة في لبنان، محقّقاً في ذلك إنجازات اعترف بها كبار القادة الأمنيين في "إسرائيل" وفق معلومات اعلامية نشرتها مواقع تابعة لحزب الله.

ويقول الإعلام الإسرائيلي، ان اللقيس كان المسؤول عن دمج الأسلحة التقنية الأكثر تطوراً في ترسانة حزب الله، و"أحد العقول اللامعة في المقاومة"، بحسب تعبير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله؛ أي القائد حسان اللقيس، الذي اغتالته "إسرائيل" أمام منزله في بيروت، عام 2013.    

وحسب الاعلام الاسرائيلي ابان عملية الاغتيال فان لـ اللقيس "البصمات العالمية لحزب الله اللبناني"، على الدور الذي أدّاه اللقيس كرئيس قسم المشتريات العسكرية في الحزب، وعن نشاطه الحثيث للحصول على مناظير للرؤية الليلية، وأنظمة GPS، وكاميرات، واشتغاله سنواتٍ في تحليل الطائرات المتطورة وتصميمها، بالإضافة إلى تجهيز الحزب بتقنيات وأجهزة حاسوبية أخرى".

أما مجلة "تاور ماغازين" الشهرية، والمرتبطة بالاستخبارات الإسرائيلية، فنشرت في عام 2014 تقريراً يقول إنّ "التحسينات في قدرات حزب الله العسكرية والتقنية، يمكن ردها بدرجة مذهلة إلى حسان اللقيس"، واصفةً إياه بالشخصية "ذات القدرة على الاختراع والمبادرة، وضمن أهم الأدمغة التكنولوجية في حزب الله".

 

 

نصرالله يؤبن حسان اللقيس

في حفل تأبين حسان اللقيس وصفه  نصر الله،  "لم يكن من المعروفين إلاّ في الدوائر الخاصة، وعلى مستوى العائلة والعمل، لأن طبيعة المهمة الملقاة على عاتقه لا تتيح له أن نعرّفه إلى الناس"، لكن "إسرائيل" تعرفه جيداً بلا شك. فمحاولات اغتياله بدأت في مطلع التسعينيات، ولم تنجح إلاّ بعد 7 أعوام من تكرار المحاولة في صيف عام 2006 (أدت العملية إلى استشهاد ابنه). وهي سنوات طويلة وكافية لمعرفة اللقيس المقرّب من الأمين العام لحزب الله، ومعاونه عماد مغنية، وقادة حرس الثورة في إيران.

 

 

طائرات حسان اللقيس اخترقت رادار اسرائيل

اختُبرت الطائرات المسيّرة التي جهّزها اللقيس وعمل على تطويرها على نحو فعّال في عمليات داخل فلسطين المحتلة، وضد "الجماعات المسلحة في سوريا"، مساهمةً بذلك في جمع معلومات مهمة وحساسة تساهم في تأكيد دقة النيران، وتقليل حجم الخسائر البشرية والمادية. لكنّ الأهم أنّها تمكّنت من تخطي الرادارات الإسرائيلية أكثر من مرة، وتصوير منشآت على مستوى عالٍ من الأهمية.

مهمات أخرى اضطلع بها اللقيس ضمن مسؤوليته في شراء الأسلحة، فهو ساهم بشدة في تحديد نوع القوة النارية للمقاومة في لبنان وشكلها، حتى بات حزب الله "بفضله يمتلك قدرة نارية لا تملكها 90% من دول العالم"، وفق قول مائير داغان.