فيما حذر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة من خطورة الاوضاع التي تمر بها الدول العربية مطالبا بضرورة ان تخطط لعمليات الاصلاح بنفسها قال مسؤول اميركي ان واشنطن تريد الاصلاح من "اعداد محلي".
وأعلن الملك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لاجتماعات جامعة الدول العربية أنه لا مانع من أن تلتقي ارادات الاصلاح الداخلية مع الارادة الدولية في "منتصف الطريق".
وقال ملك البحرين في مقابلة نشرت اليوم في عدة صحف عربية بينها "الاهرام" المصرية و"الدستور" الاردنية و "الايام" البحرينية "نرى أن يأخذ التوجه العربي (سبيل) بلورة رؤية عربية عامة للاصلاح والبناء الداخلي في اقطارنا العربية بما يعبر عن ارادتنا الذاتية المستقلة قادة وشعوبا ويملأ الفراغ الناجم في الساحة العربية مقابل مشروعات الاصلاح من جانب القوى الدولية".
وقال إن المشروعات الدولية هي "محاولات لن تتجذر في التربة العربية ما لم نبادر نحن من جانبنا بالمشروعات النابعة من ارادتنا واحتياجات شعوبنا".
وحذر ملك البحرين من خطورة الوضع الراهن الذي تمر به المنطقة العربية، وطالب الدول العربية بسرعة إنجاز برامج الاصلاح على المستوى الداخلي وبإحياء تضامنهم العربي واللحاق بالتقدم.
وشدد على ضرورة ان يتبنى العرب قولا وفعلا مبادرة السلام التي طرحها الأمير عبد الله ولي العهد السعودي، وقال ان القضية الفلسطينية يمكن ان تبقى في النفق الراهن إذا لم يتم تنفيذ هذه المبادرة.
ووصف تجربة الإصلاح والديمقراطية في البحرين بأنها ذات صدر مفتوح وتتقبل التطوير دائما.
وفي هذا السياق، قال الان لارسون وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون الاقتصادية والزراعية خلال زيارته للسعودية الاربعاء ان الولايات المتحدة تعتقد ان الاصلاحات الديمقراطية في الشرق الاوسط يجب ان تكون "محلية الاعداد" وان الحكام العرب يشاركون واشنطن استهداف تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي.
وفي نبرة تصالحية بعد ان شكت حكومات عربية كثيرة من عدم قيام واشنطن باجراء مشاورات معها بشان مبادرة الشرق الاوسط الكبير من اجل الاصلاح قال المسؤول انه يسعى بنشاط من اجل الحصول على مشورة ونصيحة العرب بشأن الخطة.
وقال "اقول عموما اننا جميعا نتفق على ان زخم الاصلاح يجب ان يأتي من المنطقة. يجب ان يكون محلي الاعداد".
وقال لارسون الذي قام بزيارة رام الله والقدس وعمان قبل ان يجتمع مع ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز في الرياض انه شرح الخطط الاميركية في كل محطة من محطات جولته.
وقال للصحفيين "انتهزت ايضا الفرصة لطلب المشورة من اصدقائنا في المنطقة حول افضل سبل متابعة (تنفيذ) هذه الافكار".
واضاف ان "بعض الافكار المحددة التي تحدثنا عنها استقبلت بشكل جيد جدا في كل مكان من الاماكن التي توقفت فيها".
وقادت السعودية ومصر الحليفان الاستراتيجيان للولايات المتحدة الشكاوى العربية بشان الخطط الاميركية. وفي بيان مشترك صدر هذا الاسبوع قالت الدولتان ان العالم العربي سيرفض اي اصلاحات تفرض عليه من الخارج.
وبدات المملكة العربية السعودية عملية اصلاح حذرة ووعدت باجراء انتخابات بلدية هذا العام. لكن قوانين الطوارئ التي فرضت في اعقاب اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981 ما زالت مطبقة في مصر.
وقالت الدولتان بعد محادثات الثلاثاء بين الرئيس المصري حسني مبارك وولي العهد السعودي الامير عبد الله في بيان مشترك ان الدول العربية لن تقبل "فرض نمط اصلاحي بعينه على الدول العربية والاسلامية من الخارج".
وفي وقت سابق من يوم الاربعاء قال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي انه لم يتلق اي تفاصيل بشان المقترحات الاميركية، مشيرا الى ان نمطا واحدا من الاصلاح لا يمكن ان يصلح لدول الشرق الاوسط المختلفة.
وقال للصحفيين "لم تأتينا تفاصيل لهذه الافكار ولا أستطيع ان أتحدث غيبيا عن هذا الموضوع حتى تتضح الامور لنا .. فرض أي اوضاع على دول المنطقة غير مقبول."
واضاف "امور الفرض وابقاء الصور النمطية عن منطقتنا انها لا تستطيع ان تحل مشاكلها بنفسها وانها ليس عندها معرفة حتى بمشاكلها لتقوم بحلها فهذا منظور خاطئ عن المنطقة وهذا ما يجب ان يتغير."
وفي وقت سابق هذا الاسبوع قال وزير الخارجية اللبناني جان عبيد انه من غير الممكن أن تجري الدول العربية اصلاحات ديمقراطية لمجرد ارضاء الآخرين. وقال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ان الصراع العربي الاسرائيلي قضية اكثر إلحاحا من مسألة تطبيق الديمقراطية.
وقال لارسون الذي غادر الرياض متوجها الى القاهرة ان واشنطن تتفق في الرأي ان زخم التغيير يجب ان ياتي من الداخل وان اي دعم خارجي "يتعين تقديمه بالشكل والاسلوب وفي التوقيت الذي تطلبه الحكومات"—(البوابة)—(مصادر متعددة)