اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن "ذبح" ياباني وايطالي وسويدي ممن كانوا محتجزين رهائن في مجمع الواحة السكني في الخبر بينما اكد شهود تعرض 9 من هؤلاء للذبح على يد محتجزيهم، والذين قتل اثنان منهم واعتقل 7 اخرون اثر اقتحام قوة كوماندوس سعودية المجمع في عملية انتهت بتحرير بقية الرهائن.
وجاء في تسجيل صوتي منسوب لقيادي بارز بتنظيم القاعدة في السعودية ان عناصره "ذبحوا" يابانيا في مدينة الخبر.
كما جاء في بيان منسوب لتنظيم القاعدة على موقع إسلامي على الانترنت أن هؤلاء العناصر "ذبحوا" ايطاليا وسويديا ممن كانوا محتجزين رهائن في مدينة الخبر بشرق السعودية.
وأضاف البيان المنشور باللغة العربية والذي يحمل توقيع "شبكة القاعدة في شبه الجزيرة العربية" أن "المجاهدين" أسروا في أحد الفنادق عددا من الغربيين وقتلوهم ومن بينهم ايطالي وسويدي ذبحا.
لكن أحد الرهائن الناجين قال انه شاهد تسع جثث على الاقل يتم اجلاؤها من المجمع مؤكدا في الوقت نفسه نجاة 25 رهينة بينهم سبعة أميركيين.
وقال نزار حجازين (أردني) وهو احد الرهائن المحررين ان بين القتلى غربيين اثنين إيطالي وسويدي إضافة الى سبعة آسيويين.
وأوضح حجازين وهو مهندس مختص في الكمبيوتر ان التسعة رهائن قتلوا بأيدي المجموعة الخاطفة التي طاردتهم حين حاولوا الفرار من قبضة خاطفيهم.
وقال الرهينة السابق ان الرهائن التسعة تمّ ذبحهم بأيدي خاطفيهم حين كانوا يحاولون الفرار ليلاً عبر سلالم المبنى مؤكدا ان الخاطفين كانوا اربعة وانه لا يعرف شيئا عن مصيرهم.
وكانت القاعدة اعلنت في بيان على موقع انترنت السبت، مسؤوليتها عن الهجمات التي شنها عدد من المسلحين على مجمعات سكنية في الخبر وقتلوا خلالها نحو 16 شخصا، وذلك قبل ان يلجأوا الى مجمع الواحة ويحتجزوا نحو 50 رهينة اجنبي.
وقالت الشرطة السعودية الاحد، وبعد حصار دام نحو يوم للمجمع الذي احتجز فيه المسلحون الرهائن، ان ازمة هؤلاء الرهائن "انتهت" الاحد بعد ان اقتحم كوماندوس سعوديون المجمع الضخم المعروف باسم الواحة.
وأشار مسؤولون أمنيون سعوديون بعلامة النصر أثناء خروج العديد من السكان والرهائن من المجمع للتوجه للمستشفيات والفنادق.
وقال مسؤول في الشرطة للصحافيين عقب الاقتحام "أطلق سراح معظم الرهائن. أجلي سبعة الى فندق والاخرون مازالوا مع قوات الامن استعدادا لاجلائهم."
واوضحت مصادر امنية انه تم اعتقال قائد المجموعة المسلحة وسبعة من افرادها، في حين تم قتل اثنين اخرين لاحقا.
وقال مصدر أمني لرويترز "خلال الساعة الاخيرة بعد اقتحام قوات الامن السعودية المبنى حيث يحتجز المتشددون الرهائن قتلوا (المسلحون) بعض الرهائن" الا أنه لم يذكر عددهم أو جنسياتهم.
وقال مدير في المجمع ان ثلاثة رهائن أجانب قتلوا بينهم أميركي وبريطاني.
وبدأ الهجوم السبت عندما أستهدف رجال مسلحون مجمع أبيكورب الذي يضم مقر شركة بتروليم انفستمنت فضلا عن مقر سكني للعاملين بها
ووفقا لشهود عيان وصل أربعة مهاجمين يرتدون زيا عسكريا إلى البوابة وسألوا عن مكان إقامة العاملين بالشركة.
وعندما حاول اثنان من حرس الامن اعتراض طريقهم أطلقوا النار عليهما فأردوهما قتيلين.
وأصابت رصاصات طائشة خزان وقود حيث احترقت أربع حافلات مدارس عند وصولها إلى البوابة من المجمع السكني وأضرمت فيها النيران. وتمكن ثلاثة من التلاميذ والسائق من الفرار من السيارة المحترقة ولكن طفلا مصريا عمره عشرة أعوام قتل في الحادث.
وأفادت تقارير صحفية بأن موظفين احدهما بريطاني و الاخر فلبيني تصادف وجودهما في المنطقة تعرضا لزخات الرصاص.
وأمطر المهاجمون مركز الشركة النفطية بوابل من طلقات الرصاص مما أسفر عن مقتل أميركي وفلبيني وباكستاني.
وذكر شهود عيان إنهم شاهدوا ثلاثة رجال ملامحهم غربية ملقون على الارض ومغطون بورق الصحف. وذكرت تقارير أخرى أن المهاجمين سحبوا جثة أحد الضحايا على طول طريق الدمام الخبر لمسافة كيلومترين قبل إلقاءها بالقرب من أحد الجسور.
وعقب المواجهة بالرصاص بين المتشددين وقوات الامن التي قتل خلالها رجل هندي اقتحم المسلحون مجمع الواحة واحتجزوا 50 رهينة.
وقالت وزارة الخارجية الايطالية إن ايطاليا قتل ضمن الاجانب الذين قتلوا في هجوم الخبر. موضحة انه يدعى أنطونيو أماتو ويبلغ من العمر 25 عاما وانه كان يعمل طاهيا في المجمع. ولم توضح الوزارة كيف أو متى قتل.
وذكرت مصادر أمنية أن طفلا مصريا وفلبينيين اثنين وهنديا وباكستانيا قتلوا في الهجوم بالاضافة الى سعوديين اثنين وسبعة من رجال الامن.
وقد تعهد الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد السعودية السبت بسحق المتشددين الذين يستهدفون الاضرار باقتصاد الممكلة بعد هجوم الخبر.
وقال في تصريحات بثتها وكالة الانباء السعودية "أما الفئة الضالة..هؤلاء اليوم في الشرقية قتلوا حوالي عشرة أنفار من سعوديين وأجانب وغيرهم..والتجأوا الان في مجمع والان هم محاصرون ماذا يريدون غير الدمار والفساد وزعزعة الامن..والامن ان شاء الله سيفرض عليهم وعلى غيرهم غصبا."
سلطنة عمان تشجب
هذا وقد شجبت سلطنة عمان بشدة هجوم الخبر. واعربت وزارة الخارجية العمانية في بيان نقلته وكالة الانباء العمانية الرسمية عن دعمها وتضامنها مع حكومة السعودية في جهودها للقضاء على الاعمال التي تزعزع الامن والاستقرار.
وقال البيان "ان حكومة سلطنة عمان اذ تشجب وتستنكر ذلك العمل لتؤكد دعمها وتضامنها مع حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة فى جهودها للقضاء على كل عمل من شأنه زعزعة الامن والاستقرار وتعريض حياة الامنين للخطر."
رابطة العالم الاسلامي تدين
ومن جهتها، ادانت رابطة العالم الاسلامي هجوم الخبر.
ووصف بيان اصدره الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الامين العام للرابطة وعضو هيئة كبار العلماء فى المملكة العربية السعودية هذا الاعتداء بانه "عمل اجرامي مقيت."
وقال "هذا الاعتداء عدوان على الوطن وغدر بالآمنين والمستأمنين كما انه عدوان على الدين حيث يصور الاسلام امام الشعوب والامم انه يستبيح حرمة الدماء والاموال وان المسلمين دمويون يشكلون خطرا على الامن والسلم الدوليين."—(البوابة)—(مصادر متعددة)