مقتل 23 عراقيا و3 جنود اميركيين والاحتلال مستعد للمغادرة اذا طلبت الحكومة الانتقالية ذلك

تاريخ النشر: 15 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتلت القوات البريطانية والاميركية 23 عراقيا في مواجهات قرب العمارة وفي كربلاء، وقتل 3 جنود اميركيين في حوادث منفصلة. بينما اعلنت الولايات المتحدة انها ستغادر العراق اذا طلبت ذلك الحكومة الانتقالية التي ستتشكل بعد 30 حزيران/يونيو، الا انها استبعدت حصول مثل هذا الطلب. 

وقال متحدث عسكري بريطاني يوم السبت ان القوات البريطانية قتلت ما يصل إلى 20 مقاوما عراقيا وهي تحاول الخروج من ثلاثة كمائن نصبت لها على طريق في جنوب العراق. 

واصيب جنديان عراقيان بجروح عندما تعرضت للهجوم قافلة متجهة شمالا الجمعة نحو مدينة العمارة من قاعدتها الرئيسية في البصرة. وردت القوات على النار "من أجل انقاذ حياة افرادها". 

وأضاف المتحدث ان دورية ثانية جاءت لانقاذ هذه القوة تعرضت لكمين من جانب المقاومين الذين فجروا قنبلة زرعت على جانب طريق وفتحوا نيران أسلحتهم المورتر والقذائف الصاروخية والبنادق الالية. وقال ان القوات تعرضت لثلاث هجمات. 

وأضاف "نحو 20 قتلوا واسر 13" مضيفا ان بعض العراقيين يعالجون من اصابات بجروح. 

وأضاف "نأسف لاننا اضطررنا إلى الرد لكننا سنحمي حياتنا." 

ولم تصب القوات البريطانية بخسائر أخرى والجنديان اللذان اصيبا في البداية يتلقون العلاج اللازم. 

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في لندن امتنع عن تحديد الوحدة التي اشتبكت في القتال انه من المتوقع ان يبقى الجرحى على قيد الحياة. 

وقال المتحدث في العراق انه لم يعرف حتى الان من هم المهاجمون. ويجري استجواب الاسرى. 

وجاءت هذه الكمائن في يوم انتشرت فيه أعمال العنف في جنوب العراق فيما شن مقاتلون من ميليشيا جيش المهدي الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر هجوما على قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. 

وقال المتحدث البريطاني في العراق انه في السماوة عند الطرف الشمالي لمنطقة العمليات التي تديرها بريطانيا اشتبكت القوات مع ميليشيا الصدر ليل الجمعة لكن لم تلحق بها خسائر. وأقام المقاتلون حواجز طرق في البلدة وقاوموا محاولات الشرطة العراقية لازالة هذه الحواجز. 

وتتمركز القوات الهولندية واليابانية في السماوة. 

وفي الناصرية التي تسيطر عليها القوات الايطالية حاصر أفراد الميليشيات مكاتب سلطة الاحتلال وأطلقوا عليها نيران بنادقهم وقذائف صاروخية.وأضاف "يعتقد ان عددا من افراد الميليشيات قتل." 

مقتل 3 عراقيين 

وفي وقت سابق السبت، قال شهود ان القوات الاميركية قتلت 3 من عناصر جيش المهدي وجرحت سبعة اخرين، في اشتباكات وقعت في كربلاء، في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، مع عناصر من جيش المهدي. 

واوضح الشهود ان قوات الاحتلال دمرت مكتب الصدر في كربلاء حيث حوصر مقاتلوه فيما ضربت طائرات هليكوبتر مواقع جيش المهدي بنيران المدفعية. 

وشهدت كربلاء منذ مساء الخميس اشتباكات وصفت بالاعنف بين القوات الاميركية وجيش المهدي الذي اعلن انه اسقط مروحية اميركية ودمر خمس دبابات. ولم يتم تأكيد هذه المعلومات من أي مصدر آخر.  

وقتل 10 عراقيين على الاقل في اشتباكات الخميس. 

وصباح الجمعة اعلن عن تضرر القبة الرئيسية لمرقد الامام علي خلال الاشتباكات. 

كما دارت اشتباكات ضارية في مقبرة وادي السلام التي تقع على مسافة أمتار من الحرم الشريف في النجف. ودعا المرجع الشيعي علي السيستاني الاحتلال وجيش المهدي لمغادرة النجف.  

ومن جهته، اكد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في حديث لقناة "العربية" الفضائية ان العناصر التابعة له سيتحولون الى "قنابل موقوتة" اذا اقتربت القوات الاميركية من العتبات المقدسة في النجف. 

وقال الصدر المتحصن في النجف منذ اسابيع ان "عناصر جيش المهدي سيتحولون الى قنابل موقوتة تنتظر الاميركيين" اذا اقتربوا من المراقد، موضحا ان العناصر الموالية له "سيدافعون حتى الرمق الاخير (...) حتى الشهادة". 

مقتل 3 جنود اميركيين 

وفي هذه الاثناء، اعلنت القوات الاميركية في بيان ان مقاومين قتلوا جنديين أميركيين من الفرقة الاولى مدرعات في هجومين منفصلين جنوبي بغداد، وان ثالثا توفي في حادث سير. 

وقال البيان ان جنديا توفي متأثرا بجروح اصيب بها خلال هجوم بالمورتر على وحدته الجمعة. واضاف البيان ان الجندي الآخر توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال كمين نصبه قناصة لوحدته الجمعة. 

كما اعلن عن مقتل جندي ثالث في حادث سير. 

واشنطن تستبعد طلب العراقيين اليها مغادرة بلادهم 

الى هنا، واعلنت الولايات المتحدة انها تعتزم البقاء في العراق بعد تسليم السلطة فيه الى العراقيين في 30 حزيران/يونيو، وفيما اشارت الى انها ستغادر البلاد في حال طلبت اليها الحكومة الانتقالية ذلك، الا انها استبعدت حصول مثل هذا الطلب. 

وقال الرئيس الاميركي جورج بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية اليوم السبت ان "الحكومة الاتقالية الجديدة ستتولى سلطة سيادية في 30 حزيران".، مضيفا ان بلاده "ستواصل التزامها حيال استقلال الشعب العراقي وكرامته لكن المهمة الحيوية لقواتنا التي تساهم في ضمان الامن ستتواصل في الاول من تموز/يوليو وما بعد ذلك". 

وفي وقت سابق، أعلن البيت الابيض ان من المتوقع ان تبقى القوات الأميركية في العراق بعد تسليم السيادة للعراقيين في 30 حزيران/يونيو ولكنها سترحل اذا ما طلبت منها ذلك الحكومة المؤقتة. 

وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض "اننا لا نضع (قوات) في مناطق حول العالم إلا حيث نلقى ترحيبا وأنا أتوقع تماما ان تكون قوات التحالف موجودة في العراق بناء على دعوة حكومة ذات سيادة في الاول من تموز/يوليو. اذا لم تكن حكومة عراقية ذات سيادة تريدنا هناك فلن نكون هناك. ولكني أتوقع تماما اننا سنكون هناك بناء على دعوتها." 

وحاول مكليلان توضيح النوايا الاميركية بعد ان أثار بول بريمر الحاكم المدني الاميركي للعراق احتمال انسحاب القوات بعد تسليم السلطة. 

وقال بريمر في بغداد "اذا طلبت منا الحكومة المؤقتة المغادرة سنغادر." 

واردف بريمر قائلا للمسؤولين العراقيين "لا أعتقد ان هذا سيحدث ولكن بشكل واضح اننا لا نبقى في دول لا نلقى فيها ترحيبا." 

وقال كولن باول وزير الخارجية الاميركي في تصريحات مماثلة في واشنطن ان القوات الاميركية ستغادر اذا طلبت الحكومة المؤقتة منها ذلك وقالت ان بامكانها معالجة الأمن ولكنه قلل ايضا من احتمال حدوث ذلك. 

وقال مكليلان ان قوات الامن العراقية غير مجهزة وغير مدربة بشكل كامل لتوفير أمنها. واضاف "ومن ثم فبعد نقل السيادة..نتوقع مواصلة المشاركة مع القوات العراقية لتحسين تقدم الوضع الامني." 

واضاف ان الولايات المتحدة تعتزم الالتزام بالجدول الزمني لنقل السيادة للعراقيين . ولكنه قال "الشعب العراقي يريد ايضا ان تواصل الولايات المتحدة وقوات التحالف العمل معها لتوفير الأمن ." 

وقال باول خلال مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية انه بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1511 "نعتقد اننا نتمتع بسلطة مواصلة قيام قواتنا العسكرية بدور أمني حتى 30 حزيران/يونيو وحتى بعد ذلك." 

واضاف انه بعد تشكيل مجلس وطني في كانون الثاني/يناير المقبل وتشكيل حكومة اخرى قد يقول العراقيون "نعتقد ان باستطاعتنا معالجة ذلك بأنفسنا الان ويجب ان تعودوا الى بلدكم وشكرا جزيلا ففي هذه المرحلة سنقول ..سعدنا باننا استطعنا مساعدتكم وسنعيد قواتنا الى الولايات المتحدة." 

وقال باول انه لايساوره شك في ان "الحكومة العراقية المؤقتة سترحب باستمرار وجود وعمل القوات العسكرية للتحالف".—(البوابة)—(مصادر متعددة)