واجهت القوات الاميركية يوما باهظ التكاليف في العراق يوم السبت عندما قتل 20 جنديا من بينهم 13 في تحطم طائرة هليكوبتر وخمسة في اشتباك في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة أنحى الجيش الاميركي باللائمة فيه على افراد ميليشيا .
وكانت المعركة التي نشبت في مبنى حكومي في كربلاء واحدة من اكثر المعارك دموية بالنسبة للقوات الاميركية في الجنوب الشيعي منذ عامين وقد وقعت في الوقت الذي يحث فيه الرئيس الاميركي جورج بوش زعماء الاغلبية الشيعية على كبح جماح ميليشيات طائفتهم .
وبعد ساعات من فقد كل من كانوا على متن طائرة هليكوبتر من طراز بلاك هوك وعددهم 13 فردا اعلن الجيش الاميركي ان خمسة جنود قتلوا وان ثلاثة اصيبوا في اشتباك كربلاء. وقتل جنديان اخران في مناطق اخرى واعلن ايضا مقتل جنديين يوم الجمعة.
وكان هذا يوما من أكثر الايام دموية بالنسبة للقوات الاميركية منذ ان اعلن بوش قبل عشرة ايام ارساله نحو 20 الف جندي للعراق في محاولة لمنع اندلاع حرب اهلية طائفية بين الشيعة والاقلية العربية السنية التي كانت مهيمنة على العراق في الماضي. وواجهت خططه مقاومة من الديمقراطيين المعارضين الذين يسيطرون الان على الكونغرس .
ولم يتضح ما اذا كانت الطائرة الهليكوبتر قد اسقطت .
وقال سكان في محافظة ديالي التي يسودها العنف في شمال شرق بغداد انهم رأوا طائرة هليكوبتر مشتعلة في الجو.
ووقع اشتباك كربلاء في الوقت الذي تجمع فيه الاف الشيعة في المدينة الواقعة على بعد 110 كيلومترات جنوبي بغداد في بداية احتفالات عاشوراء التي تستمر عشرة ايام.
وقال الجيش الاميركي في بيان ان"المركز المؤقت للتنسيق المشترك في كربلاء هوجم بالقنابل اليدوية والاسلحة الصغيرة ونيران غير مباشرة من جانب جماعة ميليشيا مسلحة بشكل غير قانوني" مشيرا على ما يبدو الى افراد ميليشيات شيعية وليس الى المسلحين السنة الذين اعتاد ان يصفهم بالارهابيين .
واضاف البيان ان"خمسة جنود اميركيين قتلوا واصيب ثلاثة اثناء صد الهجوم."
ولم يشر البيان الى مقتل او اعتقال احد من المهاجمين ولم يرد المسؤولون على الفور على اسئلة بشأن كيفية التأكد من هوية المهاجمين.
وشكك مسؤول حكومي محلي عراقي قال انه كان في المبنى طوال الوقت في هوية من اشتبكوا مع الجنود الاميركيين المتمركزين خارج قاعدة اميركية عراقية مشتركة في مقر المحافظ وذلك بعد فترة وجيزة من حلول الظلام.
ووصف كيف ان قافلة تضم ست عربات رباعية الدفع اميركية الصنع بيضاء لا تحمل اي علامات اقتربت من المجمع ثم قام مسلحون في القافلة بتبادل اطلاق النار بشكل مكثف مع الجنود الاميركيين .
واضاف المسؤول الذي يمثل حزبا سياسيا شيعيا كبيرا وتحدث لرويترز شريطة عدم نشر اسمه ان القوات الاميركية والقوات العراقية الخاصة قامت بعد ذلك بتفتيش مكتب المحافظ وكبار المسؤولين الاخرين .
وقال"مازال الامر غامضا جدا.
"لست متأكدا من سبب قولهم ان هؤلاء الاشخاص من الميليشيات. وقالت الشرطة الموجودة في الخدمة انها اعتقدت انهم اميركيون ."
وتوترت العلاقات بين واشنطن والحكومة العراقية التي يقودها الشيعة مع ضغط الولايات المتحدة على بغداد لكبح جماح الميليشيات الشيعية التي ينحى باللائمة عليها في جرائم القتل التي تنفذها فرق اعدام ومحاولتها الحد من تأثير ايران الشيعية.
ولم تمنى القوات الاميركية بمثل هذا العدد الكبير من القتلى في المنطقة منذ خوضها معارك في الشوارع مع جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في جنوب العراق عام 2004.
ومازال الصدر قوة فعالة داخل الحكومة وراء نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الشيعي حيث يواجه جيش المهدي اتهامات من جانب واشنطن بأنه يشكل اكبر تهديد للعراق.
واتهم مساعدون للصدر واشنطن بمحاولة اثارة مواجهة باعتقال واحد من المتحدثين باسم حركة الصدر.
ويواجه المالكي انتقادات من الولايات المتحدة وزعماء السنة لاخفاقه في التعامل مع جيش المهدي ولكن المالكي تعهد هذا الشهر بكبح جماح الميليشيات الشيعية بالاضافة الى الجماعات السنية في عملية ضخمة دعمتها تعزيزات امريكية في بغداد.
وللصدر أتباع كثر في العراق ويحظى ببعض التأييد من ايران الشيعية المجاورة.
وحذرت واشنطن ايران من مساعدة المتشددين الشيعة وشكت من ان سوريا تساعد المسلحين السنة. وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني في ختام زيارة لدمشق ان سوريا ادانت الهجمات على القوات العراقية التي تدعمها امريكا بوصفها "ارهابية."
وفي جنوب العراق حيث أعلنت حالة التأهب في صفوف القوات لحماية الزائرين خلال احتفالات عاشوراء قتل نحو 100 من كوماندوس الشرطة العراقية الذين كانت تدعمهم ست طائرات هليكوبتر اميركية 15 شخصا يشتبه بأنهم من المسلحين السنة.
وقالت القوات الاميركية ايضا انها احبطت محاولة لادخال سيارة ملغومة الى المنطقة الخضراء المحصنة.