قتل قيادي من حماس جنوب غزة الثلاثاء في أول حادثة قتل منذ بدء الهدنة بين حماس ومنافستها حركة فتح، فيما توعدت اسرائيل بالانتقام لقتلاها في عملية ايلات، واعلنت انها ستدرس بناء جدار على طول الحدود مع مصر التي عبر منها منفذ العملية.
وقال مسؤولو مستشفى في بلدة خان يونس جنوب قطاع غزة إن القيادي في حماس حسين الشوباصي قتل بالرصاص في الرأس.
وذكر متحدث باسم الجناح العسكري لحماس إن جهاز الأمن الوقائي ومعظم أعضائه ينتمون إلى حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قتل الشوباصي. ونفى الأمن الوقائي صلته بالقتل.
وبدت الهدنة بين الجانبين وكأنها صامدة الثلاثاء فخرج الناس من منازلهم لأول مرة خلال خمسة أيام كما أعادت المتاجر فتح أبوابها وأغلق المرور من جديد شوارع غزة الضيقة.
وما زال بعض المسلحين في شوارع قطاع غزة وكان انتشار الشرطة محدودا. وسرت الهدنة بعد أن اجتمع رئيس الوزراء إسماعيل هنية وهو أحد قادة حماس مع مساعد لعباس الاثنين في محاولة لوقف الاقتتال الذي أسفر عن مقتل 30 فلسطينيا على الأقل.
والاقتتال الداخلي الذي بدأ الخميس هو الأشرس منذ أن تغلبت حماس التي ترفض محادثات السلام مع إسرائيل على فتح في الانتخابات العام الماضي، ما أدى إلى فرض الغرب حظرا على المساعدات.
وقال هنية بعد بدء الهدنة "أتمنى أن الهدوء يستمر والاستقرار يتعزز حتى نستأنف جميعا الحوار حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".
وكانت اتفاقات هدنة سابقة منها اتفاق الشهر الماضي لم تعمر طويلا.
وفي الوقت الذي أزال فيه مسلحون من حماس وفتح نقاط التفتيش التي كانوا أقاموها، ما زال بالامكان رؤية بعض المقاتلين من فتح في مدينة غزة يحرسون المقار الرسمية لعباس وزعيم كبير بفتح ومجمعا للخدمات الأمنية يعد مواليا لفتح.
وتطالب الهدنة المسلحين من حماس وفتح بالافراج عن الرهائن ونشر الشرطة الفلسطينية بأعداد كبيرة.
وقال سميح المدهون الزعيم البارز بكتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح إن الفصيل سلم حماس قائمة بأعضاء حماس الذين يحتجزهم ويتوقع قائمة مشابهة من حماس حتى يجرى التفاوض على تبادل.
وقال فوزي برهوم أحد المتحدثين باسم حماس "ليس هناك من مصلحة فلسطينية في الاقتتال الداخلي، في هذه المعركة الجميع خاسر، المعركة الحقيقية هي ضد الاحتلال".
أما توفيق أبو خوصة المتحدث باسم فتح فقال إن حركة فتح لديها "نوايا طيبة وجادة لانجاح الاتفاق".
عملية ايلات
في هذه الاثناء، وبعد يوم من الهجوم الانتحاري الذي نفذه مهاجم من غزة مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى في منتجع إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر توعد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس باتخاذ إجراء ولكنه لم يلمح متى أو أين أو ضد من سيشن الجيش هجومه.
وقال بيريتس في تصريحات اذاعية خلال زيارة للحدود مع مصر قرب إيلات "المبادرة ستكون لنا وليست لدينا نية لأن نكشف عما خططنا للقيام به".
ومع اجتماع رباعي الوساطة الدولية للسلام في الشرق الأوسط في واشنطن الجمعة، قد تشعر إسرائيل بالقلق من اتخاذ إجراء عسكري يعرض الدفعة الدبلوماسية التي تعززها الولايات المتحدة حليف إسرائيل للخطر.
وفي تصريحات الاثنين بعد الهجوم في إيلات قال بيريتس إن إسرائيل "ستبذل قصارى جهدها للحفاظ" على الهدنة السارية منذ شهرين في غزة مع جماعات النشطاء، والهجوم الانتحاري الذي أعلنت حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى مسؤوليتهما عنه هو الأول الذي ينفذ داخل إسرائيل منذ تسعة شهور.
وادان الرئيس الفلسطيني محمود عباس العملية في تصريحات للصحفيين اعقبت محادثات بينه ونظيره المصري حسني مبارك في القاهرة.
وقال عباس "موقفي ورأيي في هذه العملية هو أنني لا أقبلها وأرفضها وأستنكرها, لا ضرورة لها إطلاقا ولا تفيدنا على الإطلاق", متوقعا أن لا تتسبب في تقويض التهدئة السارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ شهرين بغزة.
واعلنت ناطقة باسم وزير الدفاع الاسرائيلي الثلاثاء انه سيدرس امكانية بناء جدار امني على طول الحدود الاسرائيلية-المصرية بعد عملية ايلات.
وقالت ان "بيريتس اعلن خلال زيارة الى ايلات لمسؤولي البلدية انه يعتزم القيام باسرع وقت ممكن بدرس احتمال بناء جدار امني على الحدود مع مصر".
واضافت انه "امر ايضا بزيادة وسائل الحماية على طول هذه الحدود حتى قبل هجوم ايلات" الذي نفذه انتحاري الاثنين وادى الى مقتل ثلاثة اشخاص.
واعلن وزير الامن الداخلي آفي ديشتر ان الانتحاري من غزة ودخل الى ايلات عبر مصر.
وقال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد ان "القوات الخاصة للشرطة ووحدات حرس الحدود مكلفة مراقبة الحدود البالغ طولها 240 كلم والمفتوحة عمليا بين اسرائيل ومصر".
وسبق ان اوصى الجيش ببناء جدار على طول الحدود مع مصر لكن الحكومة رفضت ذلك معتبرة ان بناء مثل هذا الجدار يشكل اولوية في الضفة الغربية القريبة من المراكز المدنية الاسرائيلية.
—(البوابة)—(مصادر متعددة) © 2007 البوابة(www.albawaba.com)