خبر عاجل

اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة في مدينة غزة، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي المقاومة الفلسطينية، وسط تصاعد حدة الضربات الجوية التي نفذها الاحتلال لتأمين انسحاب أو تحرك وحداته العسكرية في المنطقة ...

مقتل حمساوي في تجدد للاشتباكات الداخلية بغزة

تاريخ النشر: 11 مارس 2007 - 06:51 GMT

تجددت الاحد الاشتباكات بين الفصلين الفلسطينيين حركة فتح ومنافستها حماس بغزة وقتل عضو من هذه الاخيرة فيما كان مجهولون اطلقوا النار على سيارة وزير من حماس بالضفة.

وافادت تقارير واردة من قطاع غزة ان الاشتباك وقع صباحا في شمال القطاع وقتل عضو حماس ليكون اول قتيل يسقط في اشتباكات من هذا القبيل منذ ان اتفقت حماس مع حركة فتح على تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل شهر في مكة برعاية السعودية.

وهزت انفجارات قذائف مورتر وقذائف صاروخية بلدة بيت حانون في الساعات الاولى من صباح الاحد بعد تبادل لإطلاق النار انحى كل طرف باللائمة فيه على الطرف الاخر. وقال سكان ان مسلحا واحدا على الاقل من حماس أصيب بجروح الى جانب مسلحين اثنين من فتح.

وتفجرت اعمال العنف بعد ساعات فقط من اعلان اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني وعضو حماس انه سيتم الاعلان عن حكومة وحدة خلال الايام القليلة المقبلة.

وتتفاوض فتح وحماس بشأن تفصيلات حكومة وحدة وطنية منذ الاتفاق الذي توصلتا اليه في مدينة مكة المكرمة في الثامن من  شباط/فبراير والذي اوقف اسابيع من الاقتتال الداخلي الذي تركز في قطاع غزة حيث قتل اكثر من 90 شخصا.

والحمساوي الذي قتل خلال اطلاق النار هو محمد الكفارنة وهو نشط بارز في حماس وعضو في القوة التنفيذية للحركة. واتهمت حماس فتح بنصب كمين لسيارته.

وقال المتحدث باسم فتح ان مسلحين من حركة حماس الحاكمة أطلقوا النار في البداية على سيارة تقل افرادا من كتائب شهداء الاقصى المرتبطة بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وسرعان ما انتشر القتال في بيت حانون مع قيام قوات حماس بمهاجمة مكتب لفتح ومجمع امني منفصل.

وقام مسلحون باقتحام جامعة القدس المؤيدة لفتح في مدينة غزة مما ادى الى اصابة عضو في اتحاد الطلاب من حركة فتح .

واعلنت قوات امن فتح حالة التأهب القصوى في شمال غزة واصدرت اوامر لأفرادها بتعزيز مواقعهم وإقامة نقاط تفتيش لاعتراض سيارات حماس .

وتزايدت حدة التوتر يوم السبت بعد ان اطلق مسلح من فتح النار على ركب سيارات لوزير من حماس في الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت مصادر امنية فلسطينية ان المسلح فتح النار السبت على سيارة وزير شؤون الاسرى والمحررين وصفي قبها العضو في حركة (حماس).

وادى الحادث الى اشتباك مسلح ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص في مؤشر على التوتر الذي لا يزال قائما في المناطق الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح رغم قرب التوصل الى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقبل لقائه برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاحد قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس امهال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف اسماعيل هنية اسبوعين اضافيين لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بعد انتهاء المهلة الاولى مساء الجمعة.

والتقى عباس وهنية عدة مرات خلال الاسبوع الماضي وصرح عباس الخميس ان الحكومة جاهزة بنسبة 99 بالمئة وتوقع التوصل الى اتفاق نهائي خلال ايام.

واسفر الهجوم على موكب الوزير قبها في مدينة طوباس شمال نابلس عن اصابة احد حراسه الشخصيين. كما اصيب اثنان من المهاجمين في الاشتباك واعتقل اثنان اخران حسب مصادر الامن.

واستنكرت وزارة شؤون الاسرى والمحررين اطلاق النار على موكب الوزير ووصفته بانه "عمل جبان ومناف للقيم والاخلاق الوطنية" كما وصفت منفذيه بانهم "مجموعة من المارقين".

وقالت الوزارة في بيان "ان القصد من اطلاق النار وفي هذا الوقت بالذات الذي تسود فيه الساحة اروع صور الوحدة والوفاق هو تعكير الاجواء وتوتير الساحة". فيما افاد بيان لحركة حماس ان مطلقي النار على الوزير قبها هم من عناصر حركة فتح.

وجاء الهجوم مع انطلاق مسيرة في رام الله توجهت الى مقر وزارة التربية والتعليم احتجاجا على قرار لهذه الوزارة التي يتسلمها وزير من حماس قضى باتلاف واحراق كتاب تراثي اسمه "قول ياطير".

ويعد هذا الكتاب من امهات الكتب الفلسطينية التي تسرد حكايات عن التراث الفلسطيني حيث حازت على عدد من الجوائز العالمية وترجمت لخمس لغات وتدرس في جامعة هارفرد العريقة.

واشتكى عدد من المفكرين والسياسيين والادباء على رأسهم الشاعر الفلسطيني محمود درويش الجمعة في رسالة الى الرئيس محمود عباس ضد وزارة التربية والتعليم وطالبوه بالتدخل "لوقف محاكم التفتيش التي تمارسها حكومة حماس ممثلة بوزارة التربية".

ويمنح القانون الفلسطيني هنية فترة ثلاثة اسابيع لتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة الحكومة في 15 شباط/فبراير كما يمنح عباس سلطة تمديد المهلة النهائية لمدة اسبوعين.

وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد السبت في بيان صحافي ان هنية طلب من عباس "خلال اتصال هاتفي امس الجمعة تمديد المهلة القانونية لتشكيل حكومة الوحدة القانونية والتي انتهت امس الجمعة لاستكمال المشاورات" وقد وافق الرئيس على منح اسبوعين اضافيين لرئيس الوزراء المكلف.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه في مكة المكرمة بين حركتي حماس وفتح على ان يكون لحركة حماس تسعة وزراء ولفتح ستة وزراء في حكومة الوحدة الوطنية وان تتولى الكتل البرلمانية اربع وزارات اضافة الى خمسة مستقلين بينهم وزيرا الخارجية والمالية.

وقال هنية في مقابلة مع التلفزيون الفلسطيني انه سيتم الاعلان عن الحكومة يوم الاربعاء او الخميس ثم يطلب تصويت بالثقة عليها من البرلمان.

واضاف ان الجانبين اقتربا من حل الخلافات بشأن من الذي سيتولى منصب وزير الداخلية الذي له السيطرة على قوات الامن ولكنه لم يذكر تفصيلات.

وقال هنية انه بمجرد تشكيل الحكومة سيتوجه هو وعباس الى السعودية لعقد قمة تهدف الى احياء مبادرة السلام العربية التي اطلقتها الدولة المضيفة في عام 2002.

وقال انه جرى الاتفاق على الانتهاء من موضوع الحكومة ثم التوجه الى القمة والحكومة قائمة وانهما سيطلبان كرئيس ورئيس وزراء دعم الدول العربية للادارة.

وتعرض المباردة السعودية على اسرائيل اتفاق سلام شامل مع كل الدول العربية مقابل تخلي اسرائيل عن الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.

واذا ما توجه عباس وهنية الى السعودية سويا ستكون المرة الاولى التي يظهر فيها الزعيمان جنبا الى جنب دوليا. وفي مكة الشهر الماضي كانا يرأسان جماعتين متناحرتين .

ومن المقرر ان يلتقي عباس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس اليوم الاحد ولكن من غير المتوقع احراز تقدم يذكر .

وتعهد اولمرت بمقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة مالم تعترف باسرائيل وتتخلى عن العنف وتقبل باتفاقات السلام المؤفتة التي تطالب بها لجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط.

وقال مسؤولون اسرائيليون انه سيؤكد هذه النقاط في الاجتماع.

ومن ناحية اخرى، ذكرت مصادر الامن ان مسلحين من كتائب شهداء الاقصى المنبثقة من فتح اطلقت النار على مقر الامن الفلسطيني في جنين بسبب عدم صرف رواتب اسر الشهداء والمطاردين من قبل السلطات الاسرائيلية.