معارك وانفجارات تهز طرابلس و الثوار يؤكدون بدء ساعة الحسم

تاريخ النشر: 20 أغسطس 2011 - 10:02 GMT
يوار ليبيون في الزاوية
يوار ليبيون في الزاوية

 

قال الثوار الليبيون الذين يطوقون العاصمة الليبية ان ساعة الحسم مع نظام القذافي قد بدأت بالتنسيق بينهم وبين رفاقهم داخل المدينة التي تشهد اشتباكات تزامنت مع انفجارات متواصلة هزت انحاءها..
وقال غوقة ان ساعة الصفر بدأت وان المعارضين في ليبيا نهضوا.
واضاف انه يوجد تنسيق مع المعارضين في طرابلس وان هذه خطة تم الاعداد لها سلفا وان المعارضين كانوا مستعدين منذ فترة ويوجد تنسيق مع قوات المعارضة التي تقترب من الشرق والغرب والجنوب.
وقال غوقة ان طائرات حلف شمال الاطلسي شنت غارات لتشتيت انتباه قوات القذافي.
واضاف ان الساعات المقبلة حاسمة وان كثيرا من كتائب القذافي وقادتها فروا.
ويتخذ المجلس الوطني الانتقالي الليبي من بنغازي في شرق ليبيا مقرا له.
و قال نشط من المعارضة في العاصمة الليبية لرويترز ان مقاتلي المعارضة الليبية يواصلون الاشتباك مع القوات الحكومية التي تسيطر على قاعدة معتيقة الجوية في طرابلس بعد ان اسفر القتال عن سقوط عدد غير معروف من القتلى من المعارضين في ضاحية قعدة ومناطق اخرى.
واضاف ان المعارضين طوقوا قاعدة جوية عسكرية تسمى معتيقة في منطقة تاجوراء وان المعارضين هناك يقولون للكتائب هناك انهم جاءوا في سلام لتفادي اراقة الدماء. وقال انه توجد مناطق قطعت عنها الكهرباء.
وهزت انفجارات وأعيرة نارية العاصمة الليبية مساء السبت بعد ان أدت ايام من الهزائم في ميدان المعركة الى تضييق الخناق على حكومة القذافي وقواتها اكثر من أي وقت مضى في العاصمة المحاصرة.
ولم يتضح بعد نطاق الاضطرابات لكن هناك تكهنات واسعة بأن حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما يوشك على الانهيار.
وقال سكان من طرابلس لرويترز انهم يسمعون اصوات اطلاق للنيران من عدة أماكن وان هناك محتجين مناهضين للقذافي في الشوارع.
غير ان موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية قال للتلفزيون الرسمي الليبي ان جميع انحاء طرابلس آمنة ومستقرة.
والتقدم الذي حققته المعارضة الليبية في الايام الماضية نحو طرابلس - اخر معقل كبير للزعيم الليبي معمر القذافي - احدث تحولا في الحرب من خلال عزل العاصمة عن الطريق الرئيسي الذي يربطها بالعالم الخارجي كما يمثل ضغوطا لم يسبق لها مثيل على القذافي.
وتقول الولايات المتحدة ان ايام الزعيم الليبي معمر القذافي الباقية في الحكم معدودة وسط انباء عن حدوث المزيد من الانشقاقات في صفوفه.
واقتربت الحرب المستمرة منذ ستة شهور في ليبيا من الحدود الاسبوع الماضي بعد ان سيطرت المعارضة بشكل مفاجيء على مدينة الزاوية الساحلية التي تبعد 50 كيلومترا فقط الى الغرب من طرابلس وحاصرت العاصمة المحصنة بشدة وقطعت طرق الامداد اليها.
وفي تونس ذكرت مصادر أمنية تونسية ان القوات التونسية اعترضت رجالا ليبيين في مركبات ومعهم اسلحة واشتبكت معهم في قتال خلال الليل في الصحراء. وأعلنت المصادر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى لكنها لم تذكر ما اذا كان المسلحون من المعارضة الليبية أو جنود موالون للقذافي تقطعت بهم السبل عن طرابلس.
وأبلغ سكان في بلدة دوز الصحراوية الواقعة في جنوب تونس رويترز عبر الهاتف ان طائرات هليكوبتر تحلق على ارتفاع منخفض وانه تم استدعاء قوات من بلدات قريبة للتصدي للمتسللين الذين كانوا يستقلون سيارات بدون لوحات معدنية.
وأدى الحصار المفاجيء حول طرابلس الى عزل سكانها خلف خط الجبهة وعن امدادات الوقود والطعام. وقالت منظمة الهجرة الدولية يوم الجمعة انها ستنظم عملية انقاذ لاجلاء الالاف من العمال الاجانب عن طريق البحر على الارجح.
وتواصل القتال العنيف في الزاوية يوم السبت وقالت المعارضة التي تحتل مركز المدينة ان القوات الموالية للقذافي لم تظهر أي دلالة على التراجع الى العاصمة.
وقال مقاتل من المعارضة بينما كان يستعد لاداء صلاة الظهر في مسجد بئر هويسة وهي قرية مجاورة يحتمي فيها الكثير من المدنيين "سيحاول القذافي استعادة الزاوية بأي ثمن. سيواصل قصف المستشفى."
وأضاف "لن نسمح بحدوث ذلك. سنقاتل."
وإلى الشرق من العاصمة حيث القتال اكثر دموية وتقدم مقاتلي المعارضة ابطأ خاضت المعارضة معارك شوارع دامية في بلدة زليتن لكن مراسلا لرويترز هناك قال انها منيت بخسائر فادحة في الارواح. وقال متحدث باسم المعارضة ان 32 من مقاتلي المعارضة قتلوا في الاشتباكات وان 150 مقاتلا اصيبوا.
وتقصف الطائرات الحربية لحلف شمال الاطلسي اهدافا عسكرية للقذافي منذ مارس اذار بموجب تفويض من الامم المتحدة لحماية المدنيين.
وتقول حكومة القذافي ان القصف اسفر عن مقتل عشرات الاشخاص الابرياء ومنهم 27 خلال غارة على طرابلس الاسبوع الماضي.
وذكرت وكالة الجماهيرية الليبية للانباء ان رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي تحدث مع الامين العام للامم المتحدة عبر الهاتف يوم السبت وطلب منه اجراء تحقيق في انتهاكات حلف الاطلسي. وقالت الوكالة ان بان وعد ببحث الاقتراح.
وفي ضربة اخرى محتملة للقذافي قال مصدر تونسي رسمي ان عمران أبو قراع رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط قد وصل الى تونس بعد ان قرر عدم العودة الى طرابلس من رحلة الى ايطاليا. واذا تأكد ذلك فسيكون هذا هو ثالث انشقاق لمساعد كبير للقذافي خلال ايام. وكان مسؤول امني كبير وصل الى روما الاثنين الماضي وقال المعارضون الليبيون يوم الجمعة ان عبد السلام جلود النائب السابق للقذافي انضم اليهم في الجبل الغربي.
وحصار طرابلس واحتمال نشوب معركة من اجل السيطرة عليها زاد من أهمية السؤال الخاص بمصير القذافي الذي تعهد مرارا بانه لن يغادر البلاد ابدا. ويقول مقاتلو المعارضة انهم لن يتوقفوا عن القتال الا بعد رحيل القذافي.
وقال مسؤول أمريكي كبير يوم السبت ان المعارضة يجب ان تتأهب لاستلام السلطة قريبا.
والولايات المتحدة هي واحدة من بين أكثر من 30 دولة تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض ممثلا للسلطة الشرعية في ليبيا.
وقال جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية في مؤتمر صحفي عقد بعد اجتماعه بقادة للمعارضة في مقرهم في مدينة بنغازي بشرق ليبيا "من الواضح ان الموقف يتحرك في غير صالح القذافي."
وقال "المعارضة تواصل تحقيق مكاسب ملموسة على الارض بينما تزداد قواته ضعفا... حان الوقت للقذافي كي يرحل ونعتقد بشدة ان ايامه اصبحت معدودة."