قتلت القوات الاسرائيلية خمسة فلسطينيين في غارات وقصف على قطاع غزة مع انقضاء هدنة دامت ثلاثة ايام، كما قضى شاب بنيرانها في الضفة الغربية، بينما اعربت واشنطن عن املها في التوصل الى اتفاق جديد لوقف اطلاق النار خلال "الساعات المقبلة"..
خمسة شهداء في غزة وسادس بالضفة، وواشنطن تأمل بالتوصل لهدنة جديدة خلال "الساعات المقبلة"وقال مصدر طبي فلسطيني ان الفتى محمد احمد القطري ( 19 عاما) من مخيم الامعري، استهد برصاص الجيش الاسرائيلي في مدينة البيرة في الضفة الغربية قرب مستوطنة بسجوت الاسرائيلية المجاورة.
وكان مسلحون قد اطلقوا الرصاص على مستوطنة "بسيغوت" المقامة على أراضي المواطنين في مدينة البيرة، دون وقوع اصابات في صفوف المستوطنين أو قوات الاحتلال المتواجدة في المستوطنة، والذين انسحبوا من المكان.
وفي غزة، قال الطبيب اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة "استشهد احمد عوكل (22 عاما) من رفح جنوب قطاع غزة جراء استهداف عدواني من الطائرات الحربية لاراض زراعية شمال رفح جنوب قطاع غزة ".
واضاف ان "هذا هو الشهيد الثاني في العدوان الاسرائيلي بعد انتهاء التهدئة".
واعلن مصدر طبي فلسطيني الجمعة ان ثلاثة فلسطينيين استشهدوا في غارة اسرائيلية على القرارة جنوب قطاع غزة واصيب ستة اخرون. وقال القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة "استشهد ثلاثة فلسطينيين في غارة صهيونية على شرق القرارة في خان يونس وجرح ستة اخرون ".
واوضح القدرة ان حصيلة ضحايا القصف الاسرائيلي الجمعة بلغت "خمسة شهداء بينهم طفل واكثر من 30 جريحا".
واضاف ان الحصيلة الاجمالية لضحايا القصف الاسرائيلي منذ الثامن من تموز/يوليو بلغت "1898 شهيدا وحوالى عشرة الاف جريح".
وفي اسرائيل أصيب شخصان من جراء قذيفة مورتر أطلقت من غزة.
ومع اطلاق صفارات الانذار في جنوب إسرائيل قال الجيش الإسرائيلي إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أطلقت 18 صاروخا على الأقل من غزة وأن منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية اعترضت اثنين منها. وقال نشطاء في غزة إنهم أطلقوا عشرة صواريخ في المجمل يوم الجمعة.
وتحاول حماس على ما يبدو من خلال استئناف هجماتها الضغط على إسرائيل بتوضيح استعدادها مواصلة القتال حتى إنهاء الحصار على غزة الذي تفرضه إسرائيل الى جانب التدابير المشددة التي تفرضها مصر على منطقة الحدود مع غزة.
وقالت إسرائيل إنها شنت غارات جوية على قطاع غزة يوم الجمعة ردا على اطلاق صواريخ من القطاع بعد فشل محادثات جرت بوساطة مصرية في تمديد هدنة مع الفلسطينيين استمرت 72 ساعة.
واعربت الولايات المتحدة الجمعة عن املها في التوصل الى اتفاق جديد لوقف اطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين وذلك بعد تجدد المواجهات في قطاع غزة.
وقالت ماري هارف مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الاميركية "نأمل في ان يتفق الاطراف على تمديد وقف اطلاق النار في الساعات المقبلة".
واوضحت هارف ان موفد الولايات المتحدة الى الشرق الاوسط فرانك لونستاين موجود في القاهرة حيث لا يزال استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين غير مؤكد.
واعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال العديد الكبير للقتلى المدنيين الفلسطينيين.
لكن هارف اكدت ان حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن انهاء وقف اطلاق النار، واضافت "اسرائيل كانت مستعدة لتمديد وقف اطلاق النار لكن حماس رفضت وعاودت اطلاق الصواريخ على اسرائيل ولا تزال ترفع سقف مطالبها".
ودعت مصر إلى استئناف الهدنة وقالت إنه لا تزال هناك عدة نقاط لم يتم الاتفاق عليها بعد. وقالت الفصائل الفلسطينية إنها ستجتمع مع مفاوضين مصريين في وقت لاحق يوم الجمعة ولكن لا توجد أي علامة على التوصل إلى اتفاق وشبك.
ولم يرد أيضا رد فوري من إسرائيل. لكن مسؤولا قال في وقت سابق إن إسرائيل لن تتفاوض مع الفلسطينيين فيما يواصل النشطاء إطلاق الصواريخ.
*جهود الوساطة
وكانت اسرائيل قد أبدت استعدادها لتمديد الهدنة بينما يواصل الوسطاء المصريون محادثات مع الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن التوصل لوقف دائم للحرب على القطاع الذي تسيطر عليه حماس.
لكن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي ابو زهري قال إن إسرائيل رفضت معظم المطالب الفلسطينية.
وتابع "رغم ذلك فنحن لم نغلق الباب أمام استمرار المفاوضات."
وطالب الفلسطينيون إسرائيل بالموافقة من حيث المبدأ على المطالب التي تشمل إنهاء الحصار على قطاع غزة وإطلاق سراح السجناء وفتح ميناء بحري.
وقال أبو زهري "إسرائيل رفضت قضية الميناء والمطار والإفراج عن المعتقلين وليس هناك أي إشارة جدية لرفع حقيقي للحصار."
وأضاف "هناك مماطلة إسرائيلية وهم ليسوا جادين ولا يوجد أي تقدم حقيقي بالمفاوضات."
ولم يبد الإسرائيليون استعدادا لتخفيف حصارهم البحري لقطاع غزة ولا القيود على الحركة البرية والمجال الجوي للقطاع خوفا من اعادة تزويد حماس بالأسلحة من الخارج.
وفي القاهرة حثت وزارة الخارجية المصرية الطرفين على "العودة الفورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وباستغلال الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات."
وقالت الوزارة في بيان إن المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها توصلت إلى اتفاق حول معظم النقاط التي كانت تحتاج إلى حل.
وتابع البيان "ظلت نقاط محدودة للغاية دون حسم الأمر الذى كان يفرض قبول تجديد وقف إطلاق النار كي يتسنى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى توافق حولها."
وفي غزة جمعت بعض العائلات التي عادت إلى منازلها في بلدة بيت حانون بشمال القطاع أثناء وقف اطلاق النار متاعها وعادت إلى ملاجئ الأمم المتحدة التي توجهت إليها خلال الأسابيع القليلة المنصرمة.
وقال يمن محمود (35 عاما) وهو أب لأربعة أطفال ومن سكان بيت حانون "أفر اليوم مجددا وأعود إلى النزوح. لست ضد المقاومة لكننا يجب أن نعرف ماذا نفعل. هل هي حرب أم سلام؟"
ويقول المسؤولون في غزة إن الحرب قتلت 1877 فلسطينيا معظمهم مدنيون. وأعلنت حماس يوم الخميس أنها أعدمت عددا غير محدد من الفلسطينيين لأنهم كانوا "عملاء" لإسرائيل في حرب غزة.
وتقول إسرائيل إن 64 جنديا وثلاثة مدنيين قتلوا منذ اندلاع القتال في 8 يوليو تموز بعد تزايد إطلاق الصواريخ عليها.
ووسعت إسرائيل من قصفها الجوي والبحري لقطاع غزة وبدأت عملية برية يوم 17 يوليو تموز وسحبت قوات المشاة والمدفعية التابعة لها من غزة يوم الثلاثاء بعدما أعلنت تدمير أكثر من 30 نفقا حفرهم نشطاء.
* ابعاد مصر
وقد يزيد رفض حماس تمديد الهدنة من تباعد مصر التي تسيطر على معبر رفح البوابة الرئيسية لقطاع غزة.
وجاء الاعلان عن عدم تمديد الهدنة بعد دقائق من انقضائها الساعة 0500 بتوقيت جرينتش بعد محادثات ممتدة استمرت في القاهرة أثناء الليل وفي الصباح.
وغادر مفاوضون فلسطينيون من فصائل حماس والجهاد الاسلامي وفتح الفندق الذي يقيمون فيه لاجراء محادثات مع المخابرات المصرية في الساعة 9.30 مساء الخميس ثم عادوا إلى الفندق بعد أكثر من ست ساعات ونصف وقد بدت عليهم خيبة الامل وقالوا إنه لم يتم التوصل لاتفاق.
وذرع المفاوضون ردهة الفندق جيئة وذهابا وهم يتحدثون في الهواتف المحمولة في محاولة للوصول إلى قرار نهائي مع قرب انتهاء الهدنة.
وقال مصدر في مطار القاهرة إن الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة قبيل انقضاء الهدنة. وأضاف أن زيارة المبعوثين الإسرائيليين استمرت تسع ساعات.
وقال عزام الأحمد المسؤول الرفيع في حركة فتح الذي يرأس وفد التفاوض الفلسطيني للتلفزيون الفلسطيني إن الجانب الفلسطيني لم يتلق أي رد اسرائيلي وان "الأشقاء في مصر" طرحوا وثيقة ولم يقولوا مطلقا إنها من الجانب الاسرائيلي.
واضاف ان الجانب الفلسطيني يريد حقا سماع ردود حتى يتسنى تحديد الخطوات المقبلة معربا عن أمله ان تكون هذه الردود ايجابية.
ومضى يقول إنه يكفي ما ضاع من وقت.