مصرع 23 عراقيا في الفلوجة والسماح للصليب الاحمر بزيارة صدام

تاريخ النشر: 14 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتل 23 من الشرطة العراقية ومسلحين هاجموا مواقع للشرطة العراقية في منطقة الفلوجة وفيما سمحت واشنطن للصليب الاحمر بزيارة صدام حسين فقد حذر الاخضر الابراهيمي في ختام زيارته للعراق من اندلاع حرب اهلية الامر الذي لم يرق لاعضاء في مجلس الحكم الانتقالي 

قتلى في الفلوجة 

وفي هجومين منفصلين قتل 23 عراقيا من الشرطة ومسلحين في منطقة الفلوجة  

وأوضحت مصادر متطابقة أن من بين القتلى 14 من عناصر قوة الدفاع المدني والشرطة وخمسة مدنيين وأربعة من المهاجمين بينهم اثنان يحملان الجنسية اللبنانية 

كما أصيب في الهجومين أكثر من 20 آخرين بين مدني وشرطي. وفتح اكثر من 30 مسلحا النار على مركز للشرطة ودارت معارك عنيفة وقالت الشرطة العراقية ان مسلحين يحملون قذائف مورتر واسلحة الية خفيفة هاجموا مركزا للشرطة ومبنى حكوميا في البلدة  

وأكد ضابط شرطة عراقي كان خارج مركز الشرطة وقت الهجوم ان مجهولين اطلقوا قذائف مورتر وشحنات ناسفة ونيران اسلحة الية خفيفة من اربع اتجاهات موضحا ان اسلحتهم كانت أقوى من بنادق الكلاشنيكوف التي في حوزة رجال الشرطة  

وقبل ساعة من الحادث فتح مجهولون النار على مركز قائمقامية الفلوجة الامر الذي ادى إلى مصرع اثنين من رجال الشرطة. تم تطويق عدة مناطق بالبلدة ضمن جهود ملاحقة المهاجمين.  

يشار إلى أن الفلوجة، التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الغرب من بغداد، تعتبر واحدة من المناطق الملتهبة في ما يعرف بالعراق بالمثلث السني. وتكثر في هذه المناطق الهجمات على القوات الاميركية والعراقيين الذي يتعاونون معهم.  

وفي كركوك وقع هجوم صباح يوم السبت بصواريخ الكاتيوشا استهدف مقر القوات الاميركية في بلدة الحويجة على بعد نحو خمسين كيلومترا إلى الغرب من مدينة كركوك في شمال العراق. 

ولم يعرف بعد حجم الخسائر أو الاضرار التي أوقعها الهجوم، في صفوف القوات الاميركية. وفي الوقت ذاته عثر على ستة صواريخ جاهزة للاطلاق صوب القاعدة الاميركية 

على الصعيد الميداني ايضا ذكرت وزارة الدفاع البريطانية الجمعة أن جندياً بريطانياً قتل في حادث سير في قاعدة عسكرية جنوب العراق. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع أن مقتل الجندي لم يكن نتيجة عمل عدائي. بل كان حادثاً في القاعدة. 

إلى ذلك وبعد أقل من 24 ساعة من نجاته من هجوم في الفلوجة نفى الجنرال جون أبي زيد ان يكون الهجوم كان يستهدفه وقال انه هجوم عشوائي ولم يكن يعلم المهاجمون انه كان ضمن القافلة التي ضمت ثماني عربات خلال زيارته لمقر محلي لقوات الاحتلال في الفلوجة وقال أبي زيد في مقابلة مع وكالة أسوشيتدبرس انه لم يكن أبداً في خطر 

زيارة صدام 

إلى ذلك اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم السبت انها تلقت الضوء الاخضر من السلطات الاميركية لزيارة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في السجن. 

وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر في حديث تنشره صحيفة لاتريبون الصادرة في جنيف لقد تلقينا الضوء الاخضر للزيارة لكننا لا نعلم بعد متى ستتم. وقال للصحيفة السويسرية لا يوجد اي سبب لكي لا نتمكن من القيام بذلك. 

واوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر فلوريان وستفال في تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية " نعتقد ان الزيارة ستتم باسرع وقت ممكن. 

واشارت اللجنة الدولية الى ان ترتيبات فنية تجري حاليا للسماح لطاقمها الانساني من التحقق من ظروف اعتقال صدام حسين. وتراقب اللجنة الدولية للصليب الاحمر تطبيق اتفاقية جنيف، وهي اداة قانونية معترف بها دوليا وتتعلق خصوصا بحقوق اسرى الحرب ومنها حق تلقي زيارة عاملين في المجال الانساني. 

واعلنت الولايات المتحدة رسميا في التاسع من كانون الثاني/ يناير ان صدام حسين الذي اعتقل في العراق في 13 كانون الاول/ ديسمبر، اسير حرب. 

وطالبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر مرارا بالسماح لها برؤيته. 

الابراهيمي يحذر من حرب اهلية  

وقال الأخضر الإبراهيمي في ختام مباحثاته إن مصداقية الانتخابات أهم من موعد إجرائها مشيرا إلى ان العملية بالغة التعقيد مبينا ان مطلب العراقيين بإجراء انتخابات مشروع محذرا في الوقت نفسه أبناء البلد من اندلاع حرب أهلية.  

وقال انه "مضطرب نوعا ما بسبب وجود مخاطر كبيرة جدا"، .. الحرب الأهلية لا تندلع بقرار من شخص ما فهي تحصل بسبب وجود أشخاص أنانيين وجماعات تفكر في نفسها أكثر مما تفكر في بلادها 

وقال الإبراهيمي إنه لابد من مناقشة النظام الانتخابي الذي يرغب فيه العراقيون أولا قبل تحديد موعد الانتخابات، وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان سيطرح اقتراحا بجدول زمني ملائم 

ردود فعل 

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل آية الله السيستاني إن المرجعية الدينية تنتظر قرار الأمم المتحدة النهائي بشأن إجراء انتخابات "للرد عليه". 

والخلاف بشأن مطلب الانتخابات المباشرة لا ينحصر بين واشنطن والسيستاني فحسب، بل امتد داخل الجماعات العراقية نفسها. فهيئة علماء المسلمين التي تمثل السنة تتحفظ على الانتخابات، وسلمت مقترح بديل للإبراهيمي. 

وكشف نائب الأمين العام للهيئة أحمد حسن الطه النقاب عن هذا المقترح الذي يتمحور حول تشكيل حكومة وطنية تختارها كافة الفصائل السياسية تحل محل مجلس الحكم.  

كما اتهم امام مسجد ام القرى في شمال-غرب بغداد الشيخ احمد عبد الغفور اثناء خطبة الجمعة سلطة التحالف المؤقتة بأنها تفضل الشيعة على السنة قائلا ان «المحتل يريد ترجيح طرف من الاطراف العراقية على حساب طرف اخر 

واضاف الشيخ الذي كان التقى الابراهيمي مع رجال دين اخرين في المسجد ذاته مساء امس ان العراقيين يريدون الانتخابات لكنها ستكون مشوهة تحت الاحتلال. فالنظام يعجز عن حماية الدماء فكيف يحمي المنتخبين؟ مشيرا الى احتمال حصول عمليات تزوير «فمن يضمن عدم حصولها 

وقال ان غياب الدستور لن يؤدي الى انتخابات صالحة وخصوصا في ظل ظروف امنية صعبة مع ما يحصل من اغتيالات وتفجيرات. واكد عبد الغفور ان «البديل يكمن في وضع جدول زمني لرحيل قوات الاحتلال ومجيء قوات من الامم المتحدة والجامعة العربية ووضع دستور ومن ثم اجراء الانتخابات 

اما عضو مجلس الحكم العراقي أحمد الجلبي قال أن إجراء الانتخابات أمر ممكن قبل موعد نقل الأميركيين السلطة إلى العراقيين لكن إلى وطالب بنقل السلطة إلى الحكومة المنتخبة وليس إلى لجنة محلية وفقا للخطة الأميركية. وقال ان مجلس احكم أكد للإبراهيمي إلى وجود اتفاق على إيجاد خيار بدائل لاختيار هيئة تشريعية مؤقتة منها هو تسليم السلطة إلى حكومة موسعة لحين إجراء الانتخابات أواخر العام الحالي، وهو اقتراح يلقى قبولا واسعا بين أعضاء المجلس 

الولايات المتحدة 

من ناحية أخرى قال كولن باول أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ان للأمم المتحدة دوراً حيوياً للاضطلاع به الآن قبل نقل السيادة، وسيتعين عليها الاضطلاع بدور أكثر أهمية بعد نقل السيادة 

واعتبر باول ان القرار 1511 يوفر حتى الآن قاعدة كافية لعمل الأمم المتحدة في العراق حيث تبحث بعثة يرأسها الابراهيمي في اجراءات تشكيل جمعية انتقالية. لكنه اشار الى ان على الأمم المتحدة بعد عودة السيادة العراقية ان تكون موجودة في العراق بكثير من القوة والسلطة للمساعدة في صياغة الدستور النهائي والمساعدة في تنظيم انتخابات عامة 

واضاف باول "عندما تبلغ هذه المرحلة من نقل السيادة، قد يكون من المناسب استصدار قرار من الأمم المتحدة يتلاءم مع الوضع ويمنح الأمين العام كل السلطة والتوجيهات الاضافية التي يراها ضرورية للعمل مع الحكومة الانتقالية العراقية الجديدة 

—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن