مصالحة بين شيعة العراق

تاريخ النشر: 21 يناير 2007 - 02:53 GMT

قالت الحركة السياسية الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر انها ستنهي يوم الاحد مقاطعتها المستمرة منذ شهرين للبرلمان العراقي مما يخفف حدة التوتر مع حلفائها الشيعة في الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة.

وجاءت المصالحة السياسية مع جماعة ينظر اليها بتشكك في واشنطن بعد يوم من تكبد الولايات المتحدة واحدة من اكبر خسائرها في العراق. حيث قتل 19 جنديا منهم 12 في تحطم طائرة هليكوبتر وخمسة في اشتباكات بمدينة شيعية مقدسة أنحى الجيش الاميركي باللائمة فيها على أفراد ميليشيا.

ويقع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحت ضغط لاتخاذ اجراءات صارمة ضد ميليشيا جيش المهدي وهي ميليشيا التابعة للصدر تعتبرها الولايات المتحدة مصدر التهديد الاكبر للامن في العراق لكن اعتماده فيما سبق على الدعم السياسي للصدر صعب من هذه المهمة.

وأعلن التيار الصدري مقاطعته للبرلمان أواخر العام الماضي للضغط من أجل وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق واحتجاجا على اجتماع بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس الاميركي جورج بوش.

وقال بهاء الاعرجي العضو البارز بالكتلة الصدرية في مؤتمر صحفي للائتلاف الشيعي الحاكم "نعلن عودتنا والغاء تعليقنا في الوزارات وكذلك في مجلس النواب" مضيفا أنه كانت هناك استجابة لمطالبهم.

وقال محمود المشهداني رئيس البرلمان إن لجنة من جميع الاحزاب ستناقش النداءات بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق وتجديد تفويض الامم المتحدة بالوجود الاميركي في العراق والذي تم فيما مضى بناء على طلب بغداد.

وأضاف في مؤتمر صحفي أن هذه "انطلاقة جديدة نثبت فيها للعالم أن الحل العراقي للمشكلة العراقية هو الاساس وما على الاخرين الا أن يدعموه."

وعدل الجيش الاميركي يوم الاحد عدد القتلى في حادث تحطم الهليكوبتر الاميركية من طراز بلاك هوك من 13 الى 12. وقال الجيش الاميركي إن خمسة جنود اخرين قتلوا وأصيب ثلاثة في اشتباكات بمبنى حكومي في كربلاء.

ولم يتضح بعد ما اذا كانت الطائرة قد أسقطت. وقالت اللفتنانت كولونيل جوسلين ابيرل المتحدثة باسم الجيش الاميركي إن سبب السقوط لا يزال قيد التحقيق.

وقتل جنديان في مكان آخر يوم السبت.

وكان هذا أكثر الايام دموية للقوات الاميركية منذ أن أعلن بوش قبل عشرة أيام ارساله أكثر من 20 ألف جندي اضافي للعراق في محاولة لمنع اندلاع حرب أهلية بين الشيعة والسنة.

وواجهت خططه مقاومة من الديمقراطيين المعارضين الذين يسيطرون حاليا على الكونغرس وتشككا في واشنطن بشأن مدى قدرة المالكي على الوفاء بوعوده بنزع سلاح الميليشيات الشيعية.

وأعلن الجيش الاميركي أن لواء مكونا من نحو 3200 جندي وصل الى بغداد وهو طليعة قوة قوامها 17 ألف فرد من التعزيزات للمدينة وقال إن اللواء سيعمل بشكل كامل بحلول بداية شباط/ فبراير.

وجاءت اشتباكات كربلاء فيما تدفق الزائرون على المدينة الواقعة على بعد 110 كيلومترات جنوبي بغداد في مستهل احتفالات ذكرى عاشوراء التي تستمر عشرة أيام والتي كانت مستهدفة في وقت سابق من تنظيم القاعدة ومقاتلين آخرين من السنة.

وقال الجيش الاميركي في بيان إن "المركز المؤقت للتنسيق المشترك في كربلاء هوجم بالقنابل اليدوية والاسلحة الصغيرة والنيران غير المباشرة من جانب ميليشيا مسلحة بشكل غير قانوني" مشيرا على ما يبدو الى افراد ميليشيات شيعية وليس الى المسلحين السنة الذين اعتاد ان يصفهم بالارهابيين.

واضاف البيان "خمسة جنود اميركيين قتلوا واصيب ثلاثة اثناء صد الهجوم." ولم يشر البيان الى مقتل او اعتقال احد من المهاجمين.

ولم يعط المسؤولون الاميركيون مزيدا من التفاصيل عن هوية المهاجمين. وقال الميجر ستيفن لام من الجيش الاميركي يوم الاحد "نحن متأكدون من أنهم أفراد ميليشيات ولكننا لن نعلن أكثر من ذلك" مضيفا أن التحقيقات لا تزال جارية.

وقال عقيل الخزعلي محافظ كربلاء انه يبدو أن المهاجمين تنكروا في ملابس اميركيين لكنه لم يحدد هوياتهم. وأضاف أن ثمانية آلاف من جنود الجيش والشرطة موجودون لتوفير الامن خلال الاحتفالات بذكرى عاشوراء.

وتوترت العلاقات بين واشنطن والحكومة العراقية التي يقودها الشيعة مع ضغط الولايات المتحدة على بغداد لكبح جماح الميليشيات الشيعية التي ينحى باللائمة عليها في جرائم قتل نفذتها فرق اعدام ومحاولتها الحد من تأثير ايران الشيعية.

لكن المالكي تعهد هذا الشهر بكبح جماح الميليشيات الشيعية بالاضافة الى الجماعات السنية في عملية ضخمة تدعمها الولايات المتحدة.

وللصدر عدد كبير من المؤيدين في العراق ويحظى بقدر من التأييد من ايران.

وفي حوادث عنف أخرى يوم الاحد قال الجيش البريطاني انه في مدينة البصرة في جنوب البلاد قتلت قنبلة مزروعة في الطريق جنديا بريطانيا وأصابت أربعة اخرين.