اعلنت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة" الجمعة انتهاء اليوم الاول لمسيرة العودة، والذي شهد سقوط 16 شهيدا ينيران الجيش الاسرائيلي، داعية المتظاهرين للتراجع نحو الخيم التي اقامتها في المواقع الخمسة التي تبعد مئات الامتار عن الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة.
وقرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اعتبار يوم السبت "يوم حداد وطني على أرواح الشهداء الذين ارتقوا اليوم خلال المسيرات التي خرجت احياء للذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الخالد".
واكد في بيان انهم خرجوا في هذه المسيرات "ودفاعا عن حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودفاعا عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية وعن حقهم في العودة إلى منازلهم وأرضهم التي هجروا منها".
وقال خالد البطش رئيس الهيئة التي تضم حماس وكافة الفصائل الفلسطينية، في مؤتمر صحافي بمشاركة اسماعيل رضوان القيادي في حماس "نعلن انتهاء فعاليات اليوم الاول وندعو جماهير شعبنا للعودة الى الاعتصام والتخييم في الاماكن المحددة".
واقام منظمو هذه المسيرة عشرات الخيم في خمسة مواقع تقع على بعد نحو سبعمئة متر عن الحدود مع اسرائيل.
واضاف البطش "نعلن ان اليوم هو يوم البداية وسنواصل الاعتصام والتظاهر وندعو شعبنا الى الاستمرار وصولا الى يوم الزحف العظيم في 15 ايار/مايو (لمناسبة الذكرى السبعين للنكبة)".
وبدأت هذه الاحتجاجات الجمعة حيث يحيي الفلسطينيون "يوم الارض" في ذكرى مقتل ستة من ابنائهم برصاص القوات الاسرائيلية في 30 آذار/مارس 1976 في مواجهات عنيفة ضد مصادرة اراض.
ويؤكد المنظمون ان هذه الاحتجاجات ستستمر لمدة ستة اسابيع تنتهي بحلول ذكرى النكبة في 14 ايار/مايو.
وتابع البطش "نعلن عن قبر صفقة القرن المشبوهة التي يقودها دونالد ترامب (الرئيس الاميركي)وعزم شعبنا واصراره لتصفية كافة المشاريع التصفوية وانه لا بديل عن العودة وحقنا في فلسطين التاريخي".
وفي السادس من كانون الاول/ديسمبر، اعلن ترامب الذي خالف عقودا من السياسة الأميركية على هذا الصعيد، نقل سفارة بلاده الى القدس تزامنا مع الذكرى السبعين لقيام دولة اسرائيل.
واوضحت الدبلوماسية الأميركية ان نقل السفارة من تل ابيب تحدد في ايار/مايو.
ورغم العلاقة المتوترة مع الفلسطينيين، لا يزال البيت الابيض ماضيا في عرض مقترح لاحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
كانت وزارة الصحة في قطاع غزة اعلنت استشهاد 16 فلسطينيا واصابة اكثر من 1416 اخرين بنيران الجيش الاسرائيلي وبقنابل الغاز التي اطلقها عليهم بكثافة.
والشهداء هم: ناجي ابو حجير، محمد كمال النجار، وحيد نصر الله ابو سمور، امين منصور ابو معمر، محمد نعيم ابو عمرو، احمد ابراهيم عاشور عودة، جهاد احمد فرينة، محمود سعدي رحمي، عبد الفتاح عبد النبي، ابراهيم صلاح أبو شعر، عبد القادر مرضي الحواجري، ساري وليد ابو عودة، حمدان اسماعيل ابو عمشة، جهاد زهير ابو جاموس، بادر فايق الصباغ. بالاضافة الى شهيد ساعات الصباح عمر سمور 31 عاما.
ودعت مستشفيات قطاع غزة في الشمال المواطنين بضرورة التبرع بالدم لصالح الجرحى والمصابين من المواجهات الدائة مع الاحتلال على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وشوهدت تجمعات عديدة للمواطنين على السياج الفاصل شرق مدينة غزة حيث تطلق قوات الاحتلال قنابل الغز بشكل مكثف اتجاه المتظاهرين باستخدام طائرة بالاضافة الى اقامة سواتر ترابية خارج السياج الحدودي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته استخدمت ”وسائل مكافحة الشغب وأطلقت النار على المحرضين الرئيسيين“ وإن بعض المتظاهرين ”يدفعون إطارات سيارات مشتعلة ويقذفون الحجارة“ صوب السياج الحدودي والجنود.
وقال اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية /حماس إن مسيرة العودة الكبرى برهنت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولصفقته أنه لا تنازل عن القدس ولا بديل عن فلسطين ولا حل إلا بالعودة.
وذكرت وكالة أنباء الصحافة الفلسطينية (صفا) أن هنية قال خلال كلمة له للمشاركين في المسيرة شرق مدينة غزة: ” العودة لفلسطين ولكل فلسطين لا تنازل ولا تفريط ولا اعتراف بالكيان الصهيوني على شبر واحد من أرضها “.
وتابع: ” ها هو الشعب الفلسطيني يحمل زمام المبادرة ويصنع الحدث “.
وشدد على أن مسيرة العودة الكبرى هي البداية للعودة إلى كل أرض فلسطين.

وكانت انطلقت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة بالتزامن مع ذكرى يوم الارض، مسيرة العودة الكبرى نحو حدود قطاع غزة بمشاركة عشرات آلاف المواطنين المقبل في تحرك احتجاجي غير مسبوق تأكيدا على التمسك بحق العودة والسعي لتنفيذه.
وبحسب القائمين على المسيرة فان هذه الاحتجاجات ستتواصل لتبلغ ذروتها في 15 أيار/مايو المقبل الذي يصادف ذكرى "النكبة" الفلسطينية.
ونصبت مئات الخيام مرفقة بتجهيزات طعام ودورات مياه في خمسة مناطق رئيسية شرق قطاع غزة، تحضيرا لبدء الاعتصام بدعوة من لجنة تنسيقية مشكلة من الفصائل الفلسطينية ومؤسسات حقوقية وقطاعات شعبية وشبابية.
كما جرى إقامة سواتر ترابية قبالة الخيام التي تم نصبها في ستة مناطق رئيسية من أقصى جنوب القطاع حتى شماله وتبعد مسافة 700 متر عن السياج الفاصل مع إسرائيل.
ومع بدء فعاليات مسيرة العودة استهدف جيش الاحتلال المواطنين والمشاركين في المسيرة بعمليات قصف مدفعي واطلاق رصاص من قبل قناصة الاحتلال الذين انتشروا على امتداد حدود القطاع خشية اجتياز الحشود للسياج الحدودي، ما اسفر عن استشهاد شاب واصابة ما لا يقل عن ثمانية مواطنين برصاص الاحتلال.
واعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة ان المواطن عمر وحيد نصر الله سمور (27 عاما) استشهد جراء القصف المدفعي الذي استهدف به الجيش المزارعين فيما اصيب ثمانية مواطنين اخرين جراء عمليات اطلاق نار متفرقة وقعت خلال الساعات الاولى التي اعقبت انطلاق مسيرة العودة.
ووضعت القوات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى. وكان رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي قال في مقابلة يوم الأربعاء إنه جرى نشر أكثر من 100 قناص على امتداد الحدود مع غزة قبيل المظاهرة الحاشدة المزمعة قرب الحدود.
وفرض الجيش الإسرائيلي، متعللا بمخاوف أمنية، منطقة ”محظورة“ على الفلسطينيين في أجزاء من غزة متاخمة للسياج الحدودي.
ونقلت الجرافات أكواما من التراب إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود وتم مد أسلاك شائكة كعقبة إضافية أمام أي محاولة جماعية لاختراق الحدود.
ويأمل منظمون من عدة فصائل، منها حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تهيمن على غزة، أن يلبي الآلاف نداءهم للتدفق على مدينة الخيام في خمسة مواقع على امتداد الحدود للمطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
ويمثل 30 مارس آذار بداية احتجاج ”يوم الأرض“ الذي يحيي ذكرى مقتل ستة فلسطينيين داخل الخط الأخضر على يد قوات الأمن الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976 احتجاجا على مصادرة الحكومة لأراضي في شمال إسرائيل.
