فتحت مروحيات إسرائيلية النار على مخيم رفح في غزة فيما تبنت حماس عملية مستوطنة "افي حيفيتز" التي أسفرت عن مقتل مستوطن واستشهاد منفذها، وفيما اجتاحت قوات الاحتلال نابلس وطولكرم.
واستخف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بتهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون باغتياله بينما رفضت تل ابيب انتقادات واشنطن لهذا التهديد.
نقلت وكالة "رويترز" عن شهود ان طائرتي هليكوبتر إسرائيليتين فتحتا نيران المدافع الرشاشة على مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة.
وقال الجيش الاسرائيلي ان العملية ليس المقصود منها اغتيال اشخاص وان النار اطلقت للتغطية على القوات البرية التي تنفذ عمليات تمشيط في المكان منذ امس الاول.
من ناحية اخرى، قالت حركة حماس في بيان ان عملية مستوطنة "أفني حيفتس" تأتي في سياق الثأر لاغتيال مؤسسها الشيخ أحمد ياسين الجمعة قبل الماضي.
وكان مسلح فلسطيني قد تسلل إلى مستوطنة "أفني حيفتس" قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية وقتل مستوطنا وأصاب ابنته البالغة من العمر 12 عاما قبل أن تقتله قوات إسرائيلية بالرصاص.
الى ذلك، افادت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان قوات الاحتلال الإسرائيلي اجتاحت مدينة طولكرم ومخيمها فجر اليوم السبت، وفرضت حظر التجول المشدد فيهما كما أغلقت الطرق المؤدية اليهما.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم أن "مجنزرات وجيبات عسكرية اجتاحت المخيم والمدينة على الثانية فجراً وأطلق أفرادها النيران بشكل عشوائي في المخيم واستولوا على عدد من منازل المواطنين وحولوها إلى نقاط عسكرية".
وأضاف الشهود أن "قوات أخرى تمركزت على المداخل المؤدية للمدينة والمخيم، خاصة مفترق جنوب طولكرم ومفترق ذنابة عند المدخل الشمالي للمخيم".
من جهة اخرى، فقد اجتاحت القوات الاسرائيلية المعززة بعشرات الاليات العسكرية، مدينة نابلس شمال الضفة الغربية في وقت متاخر من الليلة الماضية، وشرعت في عملية مداهمات واعتقالات في انحاء مختلفة من المدينة.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية ان "أكثر من سبعين آلية عسكرية إسرائيلية اجتاحت مدينة نابلس من كافة محاورها وسط إطلاق نارٍ كثيف وقنابل صوتية".
واضافت نقلا عن شهود "ان السيارات والجيبات والشاحنات العسكرية تمركزت في جميع مفترقات المدينة، وانتشرت القوات الراجلة في دوريات كثيفة، عملت على مداهمة العديد من منازل المواطنين في الجبل الشمالي والمخفية، واعتقلت عدداً ًمن المواطنين".
وقال متحدث عسكري ان القوات الاسرائيلية اعتقلت 23 ناشطا خلال هذه المداهمات.
وقالت (وفا) ان "الآليات حاصرت عمارة "العاصي" في شارع "ابن رشد"، عمارة "السيلاوي" في شارع "السكة"، وعمارة "السخل" في الجبل الشمالي، وأنزل الجنود سكان العمارات الثلاث إلى الشارع بشكلٍ مهين، بالإضافة إلى مداهمة عمارة الأغبر ومنع التجول على منطقة رفيديا".
عرفات يستخف بتهديد شارون باغتياله
الى هنا، وقلل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من شأن تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون باغتياله.
واكد الرئيس الفلسطيني السبت انه غير مبال بالتهديد المبطن الذي اطلقه شارون في مقابلات نشرت الجمعة قبيل عيد الفصح اليهودي وقال فيها انه لا يستبعد اغتيال عرفات.
وقال عرفات للصحافيين في مقره المهدم في رام الله "أنا لا أهتم به. أنا أهتم بشعبي وبأطفالنا ونسائنا وبطلابنا."
وكان رئيس كتلة "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، عضو الكنيست الاسرائيلي محمد بركة، نقل عن عرفات الذي التقاه الخميس تعقيبه بازدراء على هذا التهديد قائلا "لقد حاول شارون قتلي 13 مرة، لكنه فشل. إن شارون مصرّ على إشعال نار لن تنطفئ".
وفي سياق متصل، فقد رفضت اسرائيل السبت بقوة الانتقاد الاميركي لهذا التهديد.
وقال وزير الامن الداخلي تساحي هنجبي وهو من حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه شارون في مقابلة مع راديو اسرائيل "يبدو لي انها (الولايات المتحدة) يجب ان تكون آخر من يعظنا بشأن كيف نمارس حقنا في الدفاع عن النفس."
واكدت الولايات المتحدة الجمعة، ان على اسرائيل عدم المساس بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وعدم قتله او طرده،
وقال ريتشارد ارميتاج مساعد وزير الخارجية الاميركي "ان موقنا حيال مثل هذه القضايا، نفي او اغتيال ياسر عرفات، معروف بوضوح".
واضاف "نحن نعارض القيام بذلك، وقد اوضحنا ذلك بشكل جلي للحكومة الاسرائيلية".
وصرح ارميتاج للصحافيين في اعقاب اجتماع مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح في مقر وزارة الخارجية "لا شك على الاطلاق في ان حكومة اسرائيل تعرف رأينا في هذه المسالة".
ولم يكشف ارميتاج عما اذا كانت واشنطن ذكرت اسرائيل بالموقف الاميركي بعد اطلاق شارون تهديداته.
وعبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن تشكيكه في ان يكون شارون اطلق تهديدات حقيقية.
وقال لصحافيين يرافقونه في الطائرة في طريق عودته الى واشنطن بعد اجتماع لحلف شمال الاطلسي في بروكسل، "رأيت تصريحاته المتشددة" لكن "لا اعلم ما اذا كان قال شيئا لا ينسجم مع ما قاله في الماضي".
ومن جهتها، فقد حذرت الحكومة الاردنية من اي مساس بعرفات.
وقالت وزير الدولة الناطق الرسمي باسم الحكومة اسمى خضر ان "موقف الاردن ثابت بادانة ورفض سياسة الاغتيالات وان ارتكاب اسرائيل اي جريمة جديدة في هذا الاتجاه لن تؤدي الا الى مزيد من تدهور الاوضاع في المنطقة وتصعيد وتيرة العنف".
من جانبه وصف نبيل أبو ردينة مستشار عرفات التهديدات الاسرائيلية بأنها جدية، وحذر المستشار الأمني للرئيس الفلسطيني العميد جبريل الرجوب إسرائيل من أنها ستدفع ثمنا غاليا إن مست الرئيس عرفات.
ويحاصر الجيش الاسرائيلي عرفات في مقره برام الله منذ كانون الاول/ديسمبر 2001.—(البوابة)—(مصادر متعددة)