مخاوف من زج الفلسطينيين في لبنان في الازمة السورية

يواصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مشاوراته تمهيدا لاستئناف جلس الحوار الثانية في القصر الجمهوري في بعبدا يوم الاثنين المقبل في 25 من الشهر الحالي، بعد عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من البرازيل

ومن المنتظر ان يناقش المجتمعون السياسية الاستراتيجية وموضوع السلاح على جميع الاراضي اللبنانية، وكذلك خارج المخيمات الفلسطينية وداخلها، اضافة الى تنفيذ ما تم الاتفاق حوله في الاجتماعات السابقة حول هذا الملف. من جهة ثانية حذر مسؤول عربي من امكانية الزج باللاجئين الفلسطينيين في اتون فتنة تطيح بالتهدئة الحالية تبعا لتطورات الاوضاع في سوريا وفق تقرير للقدس المقدسية

وبانتظار ما ستؤول اليه هذه مناقشات مجلس الوزراء، يشهد لبنان اليوم توترات امنية واجتماعية واقتصادية، ابتداء في المخيمات الفلسطينية، مرورا بقطع الطرقات على خلفية انقطاع التيار الكهربائي، وصولا الى قطع طريق المطار من قبل اهالي المخطوفين في سوريا، وعودة التوتر الى طرابلس، والكلام عن محاولة اغتيال شخصيات سياسية من بينها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، وشخصيات سياسية اخرى مناهضة للنظام السوري.

وفي الملف الفلسطيني سقط امس ثلاثة قتلى، اثنان في مخيم نهر البارد برصاص الجيش اللبناني، واخر في مخيم عين الحلوة في مواجهة فردية بين فريقين من سكان المخيم، كما جرح ثلاثة عسكريين لدى تعرض مركز للجيش لهجوم من مجموعة فلسطينية من داخل المخيم استخدم افرادها زجاجات حارقة وحجارة.

وقال بيان للجيش ان "بعض المتضررين والمندسن اقدم بعد ظهر امس على رشق مركز الجيش في موقع صامد بالحجارة وقنابل المولوتوف مما ادى الى اصابة ثلاثة عسكريين بجروح مختلفة واحراق الية عسكرية وجزء من المركز، كما حاول بعضهم دخول المركز عنوة، مما دفع عناصره الى التصدي لهم باسلحة مكافحة الشغب والقنابل المدخنة والرصاص المطاط، ثم باطلاق عيارات نارية بعد اصرارهم على اقتحامه وقد نجم عن ذلك سقوط عدد من المصابين في صفوف المعتدين". ونبهت قيادة الجيش "الاخوة الفلسطينيين" الى تجنب الوقوع "ضحية الاستغلال السياسي والتحريض على الجيش".

في موازاة ذلك حذر قائد الجيش العماد جان قهوجي في تصريحات الى عدد من الصحف اللبنانية الصادرة اليوم من التوترات المفتعلة والمتنقلة، وقال ان "الجيش لن يسمح باشغاله وحرفه عن مهمته". واعرب عن خشيته من محاولات تجري هنا وهناك لجر الداخل اللبناني الى ازمة لا حصر لسلبياتها، وذلك ربطا بالاحداث المحيطة بلبنان".

واكد قهوجي ان "الوضع دقيق وكل اللبنانيين على اختلاف مواقعهم ومستوياتهم شركاء في مهمة الانقاذ، خاصة ان الخراب من حولنا يستوجي الكثير من التبصر واخذ العبر من معانيه" وقال: "ان ما يجري من حول لبنان خطير جدا. وعلى كل الحريصين ان يتعظوا مما يجري، ومن حجم الدمار الذي حصل، وبالتالي يلتقوا على منع استجرار هذا الخطلر الى الداخل اللبناني".

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "الاخبار" اللبنانية اليوم ان رئيسا عربيا ابلغ لبنان ان "احذروا فتنة لبنانية - فلسطينية"، مشيرة الى ان مرجعا سياسيا لبنانيا كبيرا كشف عن انه تلقى تحذير من رئيس عربي، يفيد بانه "يجب التحسب لامكان زج اللجوء الفلسطيني في لبنان في فتنة داخلية لنسف التهدئة والحاق الساحة اللبنانية باستتباعات ما يحصل على الساحة السورية"، وشدد على ان لديه معلومات موثوقة في هذا الخصوص.

واضافت الصحيفة: "وكان المرجع المذكور، فور ورود هذه المعلومات اليه، بعث الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس برسالة عاجلة طلب منه فيها ان يرسل اليه موفدا شخصيا من قبله. وبالفعل وصل عزام الاحمد موفدا من عباس، حيث نقل اليه المرجع هواجسه من المعلومات المتوافرة، وطلب منه ان يبلغ "ابو مازن" بها، وان يسهم من جهته في التصدي اللبناني- الفلسطيني المشترك لهذا المخطط.

اما في الملف المتعلق بالتخطيط لاغتيالات سياسية فذكرت وسائل اعلام مقربة من "14 اذار" ان هناك خطة لاغتيال شخصية سياسية وعلى راسها الرئيس فؤاد السنيورة، واخرى من طرابلس، وان الرئيس السنورة تبلغ الاسبوع الماضي من جهات دولية واقليمية ان عملية الاغتيال دخلت مرحلة التنفيذ.

ويتعرض الشارع اللبناني في هذه الايام الى قطع طرقات ومواجهات بين الاهالي والقوى الامنية، بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن جميع المناطق اللبنانية، مما استدعى اتصالات من رئيس الحكومة الموجود في الخارج، مع رئس الجمهورية ميشال سليمان ومع جميع الوزراء المعنيين، لمعالجة هذه المشكلة، وتامين التيار الكهربائي واعادة فتح الطرقات.

وادى تحرك اهالي المخطوفين في سوريا امس الى قطع طريق المطار لعدة ساعات مما جعل المسافرين الى حمل حقائبهم والمضي سيرا على الاقدام باتجاه مطار رفيق الحريري الدولي، كا تعرض موكب احدى الشخصيات الى اعتداء ادى الى عدم اكال طريقه نحو المطار، وادت الاتصالات التي اجرتها القيادات السياسية والامنية الى تعليق الاهالي اعتصامهم الى فترة وجيزة بانتظار ما سيحمله المسؤولون من انباء حول مصير ذويهم.