محمد بن سلمان: نرفض تدخل واشنطن في شؤون السعودية الداخلية

تاريخ النشر: 03 مارس 2022 - 01:27 GMT
محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان
أبرز العناوين
المتطرفون من السنة والشيعة اختطفوا الإسلام.. والإخوان لعبوا دورا مهما في صناعة التطرف

أطلق ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تصريحات غير مسبوقة، بخصوص العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، رافضا تدخل "واشنطن" في شؤون السعودية الداخلية.

وقال ولي العهد السعودي، إن المملكة لا تملك الحق في التدخل بالشؤون الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لا يحق لواشنطن التدخل في الشؤون الداخلية السعودية.

وأضاف ابن سلمان في حوار مع صحيفة "أتلانتيك" نشرته اليوم الخميس، "ليس لنا الحق في إعطاء محاضرات لكم في أمريكا"، مضيفا: "والعكس صحيح. الشؤون السعودية للسعوديين".

وتابع: "لا تمتلكون الحق في التدخل في شؤوننا الداخلية"، ولكنه أضاف أيضا "لدينا علاقات تاريخية مع الولايات المتحدة، ونهدف إلى الحفاظ عليها وتعزيزها".

مقتل خاشقجي

وحول تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس حول محاسبته بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والحرب في اليمن، ألمح ولي العهد السعودي إلى الاتجاه نحو المعسكر الشرقي، وقال: "من يمتلك الإمكانيات المبشرة في العالم حاليا؟ السعودية. ولو أردتم تفويت الفرصة، أعتقد أن هناك آخرين في الشرق سيكونون سعداء جدا باغتنامها".

ولدى سؤاله حول ما إذا كان هناك ما لا يدركه أو يفهمه بايدن بشكل خاطئ حوله، قال ابن سلمان: "ببساطة، لا أهتم. الأمر متروك له فيما يخص اعتقاداته حول مصالح أمريكا".

وقال ابن سلمان: "أعتقد أن قوانين حقوق الإنسان لم تطبق معي في قضية مقتل خاشقجي لأن المادة الحادية عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على أن أي شخص بريء حتى تثبت إدانته"

وأضاف: "أتفهم الغضب وخصوصا بين الصحفيين على مقتل خاشقجي لكننا لدينا مشاعر وغضب أيضا"، معتبرا أن "مقتل خاشقجي كان أسوأ شيء حصل لي على الإطلاق، لإنه كاد أن يخرب كل خططه للإصلاح".

وأكد ولي العهد السعودي، أن "المملكة عاقبت المسؤولين عن جريمة قتل خاشقجي لكن الفظائع المماثلة، مثل تفجير حفلات الزفاف في أفغانستان وتعذيب السجناء في غوانتنامو، لم يعاقب عليها أحد".

وكشف عن أنه لم يقرأ مقالا كاملا لخاشقجي في حياته، سواء كان في صحيفة سعودية أو في صحيفة أمريكية، مشيرا أن ما أقرأه هو الموجز اليومي، إذا كان هناك شيء مهم في الإعلام المحلي والإعلام الإقليمي والإعلام الدولي.

الإخوان المسلمين

وشدد على أن جماعة الإخوان لعبت دورا ضخما في صناعة التطرف، وأنتجت زعيم القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. وأضاف أن المتطرفين سنة وشيعة اختطفوا الإسلام ولم يجدوا من يوقفهم عند حدودهم.

واعتبر أن أميركا بخوضها حرباً في العراق، أعطت المتطرفين فرصة سانحة.

كذلك، لفت إلى أن جماعة الإخوان شكلت وسيلة قوية لصنع التطرف على مدى عقود. وقال: "عندما تتحدث مع جماعة الإخوان لا يبدون كمتطرفين لكنهم يأخذونك إلى التطرف".

النمو في السعودية

على صعيد آخر، أكد أن السعودية من بين أسرع الدول نموا في العالم، مشيراً إلى أن اقتصادها سينمو بـ7% العام المقبل. وأضاف "لدينا 2 من أكبر 10 صناديق استثمارات في العالم".

وتحدث عن موقع المملكة المهم في التجارة العالمية، قائلا "لدينا موقع استراتيجي تمر منه 27% من التجارة العالمية".

المعركة مع الفساد

وعن مكافحة الفساد، قال "معركتنا مع الفساد لا تتسامح مع أي متجاوز حتى وإن سرق 100 دولار".

كما أضاف: "لولا تصدينا للفساد لما كان هناك نمو ولا وزراء أكفاء ولا استثمار أجنبي". وشدد على أن القانون في المملكة يطبق على الجميع ولا يوجد مفهوم "الدماء الملكية".

أما في ما يتعلق بمجلس التعاون الخليجي، فشدد على أنه جسم واحد ودولة واحدة تواجه نفس المخاطر والتحديات والفرص أيضا.

علاقة السعودية مع ايران

وقال ولي العهد السعودي، أن "المملكة وإيران جارتان لا يمكن لأحداهما التخلص من الأخرى، لذا فإن الحل يكمن بالتعايش".

وأضاف: "قمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات، وسمعنا العديد من التصريحات من القادة الإيرانيين، والتي كانت محل ترحيب لدينا في المملكة، وسوف نستمر في تفاصيل هذه المناقشات"، معربا عن أمله في الوصول إلى موقف يكون جيدا يشكل مستقبلا مشرقا للبلدين".