ارجأ العاهل المغربي محمد السادس زيارة كانت مقررة الجمعة الى الحسيمة لتفقد اثار الزلزال الذي ضربها الثلاثاء الماضي، وجاء هذا الارجاء وسط اجواء من الغضب والخيبة بين المنكوبين من بطء عمليات الاغاثة.
وكان الملك محمد السادس توجه الثلاثاء الى طنجة (شمال غرب) "ليكون بقرب رعاياه ولتتبع عمليات الاغاثة" كما افادت حينها وكالة الانباء المغربية.
واكدت مصادر حكومية غير رسمية ان الملك سيتوجه الى الحسيمة للاطلاع على الاضرار واداء صلاة الجمعة في جامع المدينة.
وسادت اجواء غضب واستياء بين منكوبي هذه المنطقة المطلة على المتوسط الذين ما زالوا يشعرون بالخوف من الهزات الارتدادية التي تواصلت ليل الخميس الجمعة.
واشتبكت قوات الامن المغربية الخميس مع متظاهرين هاجموا مكتب حاكم الاقليم خلال احتجاج غاضب على سوء اداء الحكومة في اعقاب الزلزال.
وقال مسؤول محلي طلب عدم ذكر اسمه ان "التدخل العنيف" بدأ عندما شرع المحتجون في نهب الشاحنات المحملة بمواد الاغاثة والمخصصة لعشرات الالاف من المواطنين الذين شردهم اسوأ زلزال يشهده المغرب منذ 40 عاما.
الا ان وكالة الانباء المغربية الرسمية ذكرت ان متحدثا باسم الحكومة نفى ان تكون قوات الامن استخدمت القوة ضد المتظاهرين ووصف التقرير بانه "تلاعب" و"لا اساس له."
وقال المسؤول المحلي الذي شهد اعمال العنف التي شارك فيها نحو 1500 محتج بمدينة الحسيمة المطلة على البحر المتوسط "جرح العديد من المواطنين." ولم يقدم اي تفاصيل اخرى.
ووصلت ثلاث شاحنات محملة بقوات مكافحة الشغب فيما بعد وفرضت عدة سيارات تابعة للشرطة طوقا امنيا حول مكتب حاكم الاقليم وفي مواجهة حشد صغير من الغاضبين اخذوا يهتفون "خونة" و "هذا عمل شائن" ووجهوا الشتائم لرجال الشرطة وهم يهمون بالمغادرة.
وتصاعد غضب الناجين من كارثة الزلزال منذ الاربعاء عندما قطعت مجموعة منهم طريقا رئيسيا ونظموا اعتصاما في الطريق.
وقال وزير الداخلية المغربي مصطفي الساهل ان الحكومة تبذل كل ما في امكانها لتقديم المساعدة النفسية للناجين المصابين بالصدمة من الزلزال الذي اودى بحياة 571 على الاقل.
وانتشل طفل صغير عمره خمسة اعوام حيا من تحت انقاض منزله بعد ان امضى يومين محاصرا تحت انقاض المنزل المتهدم الا ان عمال الاغاثة الاجانب قالوا انهم استبعدوا من المشاركة.
وقال فولفغانغ فيدان عضو فريق البحث والانقاذ النمساوي "المسؤول الكبير في (ايت قمرا) ابلغنا ان نحو 200 شخص توفوا في القرية وان هناك اثنين او ثلاثة لايزالون احياء تحت الانقاض الا انه لم يكن مهتما بان يرينا مكان وجودهم."
وقال اليان بروفو كلويت من فريق تقييم وتنسيق الغوث من الكوارث التابع للامم المتحدة " لا يوجد اي تحديد للمواقع التي تحتاج اعمال انقاذ."
ودافعت الحكومة عن ادائها واشارت الى قرى الخيام التي شيدتها لتوفير مأوى عاجل لمن شردوا حيث تشهد المنطقةاجواء باردة وتتساقط الامطار.
واندفع بعض الغاضبين من الناجين من الزلزال للاستيلاء على مواد الاغاثة لانفسهم.
وفي مطار الحسيمة عرقل نحو 100 من المحتجين الغاضبين مرور شاحنات تنقل حشايا وبطاطين.
وصاح رجل غاضب من فوق احدى الشاحنات قائلا انه لن يهبط حتى يأخذ ما يريد بعد ان فقد اباه وجده في الزلزال مشددا على انه لن يترك بقية اسرته تموت من البرد.
واوضح وزير الداخلية ان الحكومة وزعت 1300 خيمة واقامت معسكري ايواء مؤقتين في ايت قمرا والحسيمة.
واشاد هنري بينديتيني المنسق الفرنسي لفرق الانقاذ التابعة للاتحاد الاوروبي باداء السلطات المغربية.
وقال ان فرق الانقاذ المحلية تحركت بشكل سريع لرفع الانقاض وانتشال الجثث.
ومضى قائلا "عندما وصلت فرق الانقاذ الدولية كان عمال الدفاع المدني المغربي قد انجزوا بالفعل ما بين 90 و 95 بالمئة من العمل."
وقال عزيز مهداوي طبيب بمستشفى الحسيمة الرئيسي انه تم انتشال اثنين فقط احياء من بين الانقاض الاربعاء.
واضاف ان المصابين لايزالون يفدون الى المستشفى من اقصى المناطق النائية على ظهور الحمير وحيوانات اخرى من المزارع القريبة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)