البوابة: ايـاد خليفة
على الرغم من تخفيف عدد كبير من المسؤولين العراقيين من وطأة تصريحات الاخضر الابراهيمي الذي تخوف من حرب اهلية في العراق الا ان سياسيين ومتابعين للشان العراقي تحدثوا للبوابة حذروا من "شبح وليس سيناريو" يخيم على البلاد.
يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه رئيس الفريق الدولي الأخضر الإبراهيمي العراقيين بأن يكونوا حذرين من خطر اندلاع حرب أهلية في الوقت الذي يسعون فيه للوصول إلى شكل معين للسلطة.
وقال الدبلوماسي الجزائري في ختام اجتماعاته بالاطياف الدينية والسياسية حيث كان يبحث عن نقطة التقاء فيما يتعلق بتحديد موعد الانتخابات "لقد طلبت من جميع الذين التقيتهم الانتباه" إلى هذا الأمر، وأضاف "لكنني مضطرب نوعا ما بسبب وجود مخاطر كبيرة جدا"، موضحا "أن الحرب الأهلية لا تندلع بقرار من شخص ما فهي تحصل بسبب وجود أشخاص أنانيين وجماعات تفكر في نفسها أكثر مما تفكر في بلادها
وفي حديث للبوابة يؤكد محمد الحريري عضو المكتب السياسي للثورة الاسلامية في العراق ان المخاوف موجودة مشيرا إلى ان رأس الفتنة في الخارج وليس في العراق وقال "لازال هناك مخاوف موجودة من بعض الاطراف غير العراقية التي تواجدت خلال الفترات الاخيرة في البلاد من العمل على بث النعرات الطائفية وبث بعض الامور التي يمكن ان يعمل عليها لتفرقة الصف الوطني وتشتيت الساحة الوطنية العراقية".
ووضع الحريري هذه المخاوف على كاهل الوضع الامني المتدهور في البلاد موضحا ان "حالة من التراخي في مسالة الوضع الامني خاصة قضية الانفلات الحدودي تزيد من مخاوفنا لاندلاع حرب داخلية في العراق" الا انه يتحدث ايضا عن بعض القضايا التي قد تمنع الوصول إلى هذه النقطة اهمها "التوصل إلى بعض الجهات الخارجية التي تدير خلايا في الداخل هدفها زعزعة الاستقرار وشق الصف الوطني العراقي في الداخل وحصل العراقيون على خيوط من هذا النوع بعد اعمال ارهابية شنها متطرفون والقبض على مهاجمين".
واضاف ان هناك الوثيقة التي تم الاعلان عنها والمكونة من 17 صفحة وجهها ابو مصعب الزرقاوي إلى بعض الخلايا في العراق اضافة إلى الامتدادات الحقيقية التي وجدت من خلال بعض الاعمال ذات الصلة بتنظيم القاعدة كذلك هناك بقايا النظام البائد التي تعمل على الدفع باتجاه حرب اهلية لاقناع العالم بان حزب البعث هو الوحيد القادر على ضبط امن البلاد
واعلنت الولايات المتحدة انها حصلت على وثيقة ضمن قرص صلب خلال غارة لاعتقال احد المطلوبين امنيا وصادرت القرص الذي احتوى رسالة تطلب مد يد العون لمرسلها لاشعال حرب اهلية في العراق".
وتقول الولايات المتحدة ان الوثيقة لا تحمل توقيع وليس فيها اسماء المرسل او المستقبل الا ان التحليل الاميركي توصل إلى انها موجهه من ابو مصعب الزرقاي المتهم بادارة خلايا القاعدة في العراق إلى قادة التنظيم في الخارج.
ويعتقد الحريري ان الوضع في العراق يختلف عما عاشه لبنان في السابق وقاده إلى حرب اهلية امتدت 17 عاما وقال "الساحة اللبنانية عاشت طائفة اجتماعية تختلف عما عاشه الشعب العراقي ففي العراق مارس النظام البائد طائفية ضد اغلبية الشعب سواء كان على مستوى المذهبي او على المستوى القومي".
وكشف للبوابة إلى ان بعض القوى اخذت تحذيرات المبعوث الاممي إلى العراق محل الجد مشيرا إلى انها (القوى) تدرس انشاء جهاز أمنى عراقي من الشرطة والجيش والدفاع المدني يكون في ايادي عراقية امينة وهناك عمل حثيث في هذا الاتجاه لاعتقادنا ان هذه الخطوة تمنع انفلات الامور.
وجاءت تحذيرات الاخضر الابراهيمي في وقت قتل فيه 100 عراقي خلال 24 وارتفعت وتيرة العمليات اكثر بالتزامن مع ختام مباحثات وفد الامم المتحدة وفي تصريحات للبوابة قال صادق الموسوي رئيس المكتب السياسي في الحركة الملكية الدستوري ان اعمال المقاومة في العراق تنقسم الى ثلاثة اقسام، الاول هو العمل الارهابي الذي يستهدف الشعب العراقي، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً من جميع اطياف العراقيين وهناك عمل جاء من الخارج له موقف من الولايات المتحدة جاء لمواجهتهم في العراق بما فيهم القاعدة وانصار الاسلام
والفئة الثالثة هي مجموعات الاخطاء التي ارتبكتها قوات الاحتلال مثل البعثيين العراقيين الذين انهوا خدماتهم او وجهاء وابناء العشائر الذين اهانتهم القوات الاميركية باقتحام بيوتهم وتفتيشهم هؤلاء بات لديهم ردة فعل.
نحن نعتبر هذا النوع الاخير من المقاومة لا غبار عليها يريدون انهاء سلطة الاحتلال وهو الدافع الذي اجبر سلطات الاحتلال لانهاء وجودهم وتسليم السلطات لابناء البلد.
وقال الموسوي ان الامريكيين فشلوا فشلاً ذريعاً في ضبط الاوضاع الامنية في العراق وهم يعترفوا بذلك والسبب انهم وضعوا على كاهلهم وحدهم ضبط الملف الامني بقيادتهم كجيش او كسلطة سياسية والان شعروا بفشلهم
واعلن ان قوات الحتلال تعمل على انشاء "كتيبة بغداد" وسيكون افرادها عراقيين محترفين من الامن الجنائي ومكافحة الارهاب هذه الكتيبة ستكون نواة قوة عراقية تتسلمها الحكومة المؤقتة لتطورها في سبيل استتباب الامن في العراق
في المقابل يتفق عمر الشوبكي الخبير في الشان العراقي من مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية مع الموسوي في فشل القوات الاميركية في الحفاظ على الامن ودعا إلى ان تاخذ الامم المتحدة دورها الحقيقي في العراق
واضاف للبوابة ان تخوف الاخضر الابراهيمي في مكانة فنحن لا نستطيع ان نخفي وجود شبح للحرب الاهلية ليس سيناريو وهناك فرق بينهما.
واوضح بقوله ان هذا الشبح سيبقى مسيطرا لو استمر الانفلات الامني على ما هو عليه واستمرت حالة الفوضى والتسيب داخل العراق بالاضافة إلى انه يبدو اننا في العالم العربي نتجاهل الحديث عن المشكلات الحقيقية ونغلفها بقضايا عامة في احيان كثيرة لا معنى لها وبرايي –يقول الشوبكي- علينا ان نضع الاصبع على الجرح وان نعترف بوجود مشكلة طائفية في العراق ونتعامل مع هذه المسالة باعتبارها واقع وانا اتحدث عن مشكلة سنية شيعية تحديدا باعتبار ان حسابات الاكراد مختلفة وتحكمها تعقيدات اكبر
وقال لا استطيع القول ان هناك حرب اهلية على الابواب لكن هناك حساسيات ان لم تعالج يمكن ان يحدث ما لم يحمد عقباه في هذا الاطار من المهم ان نتحدث بشكل اوضح عن طبيعة الهواجس والتخوفات المختلفة عندكل طرف لدى السنة ولدى الشيعة فهناك طرف يشعر انه وقع عليه غبن في السابق وطرف يرى انه وقع عليه غبن اكبر ايام نظام السابق فكل هذه الاسئلة الصعبة علينا ان نتطرق اليها
والسؤال الان هل صندوق الاقتراع سيزيل هذا الشبح بغض النظر عن توقيت الانتخابات؟
يقول عمر الشوبكي "ابدا واتصور انه لا بد ان يكون هناك درجة اكبر من التوافق قبل اجراء الانتخابات بين الاطراف السياسية والمذهبية في العراق
وللخروج من عنق الزجاجة لا بد ان يكون هناك دور للامم المتحدة ودور عربي لو كان غير رسمي للحديث عن الواقع الذي يعيشه العراق بعيدا عن الشعارات البراقة أي ما هي المشكلات الحقيقية التي يعيشها العراق الان وما هي الحساسيات الموجودة هذا لا بد ان يدرس من الاطراف الدولية وتحديدا الامم المتحدة قبل الانتخابات—(البوابة)—(مصادر متعددة)