مبارك يحذر من منح الشعوب حريتها سريعا وبلاده تطرح مبادرة لاصلاح العالم العربي ردا على المشروع الاميركي

تاريخ النشر: 01 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

حذر الرئيس المصري حسني مبارك، الذي طرحت بلاده مبادرة للاصلاح في العالم العربي ردا على المشروع الاميركي حول "الشرق الاوسط الكبير"، من خطر تفشي الفوضى في حال منحت الشعوب حريتها سريعا، بينما اكد الاردن على ضرورة ان تكون الاصلاحات نابعة من ارادة داخلية.  

وقال الرئيس المصري للصحفيين في القاهرة الاثنين "لا احد يتصور انه سيتم الضغط على زر فتصل الحريات. ستحدث فوضى وهذا خطر على الشعوب. اذا فتحت الباب كله دون ضوابط ستكون فوضى وسيكون من الصعب لم الشعوب". 

واكد مبارك ان الحكومة المصرية تطبق الاصلاحات منذ سنوات ترجع الى زمن الزعيمة النسائية هدى شعراوي في أوائل القرن العشرين. 

وأضاف "مستمرين في التطوير فهي عملية لم تتوقف. ستستغرق سنة وسنتين وثلاثة وأربع أو خمس سنوات. الاصلاح يجب ان يكون نابعا من المنطقة والشعوب نفسها تكون فاهماه". 

وتاتي تصريحات مبارك بعد قليل من تقديم بلاده مبادرة الى الدول العربية تقترح مواصلة الاصلاحات والتعاون في الوقت نفسه "بشروط مع الدول الصديقة"، ردا على المشروع الاميركي حول الشرق الاوسط الكبير.  

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان وزير الخارجية المصري احمد ماهر قدم المشروع لنظرائه العرب المجتمعين في مقر الجامعة العربية في دورة خاصة تنعقد وسط ضغوط تسبب بها المشروع الاميركي.  

وقال ماهر امام نظرائه "امامنا تحدي تحديث مجتمعاتنا وتطويرها بارادتنا الحرة وفق ما تريده شعوبنا استجابة لمتطلبات الجمع بين التراث العتيد الذي قاد عملية التنوير والنهضة على مر العصور وساهم في اخراج العالم كله من الظلمات الى النور وبين احداث أفكار التطوير والاصلاح التي تتفق مع خصوصياتنا وثقافتنا ومصالحنا".  

واضاف "ان مصر تتقدم اليكم بمبادرة تؤكد هذه المعاني وترد على من يتصورون ان هناك نموذجا سابق التجهيز يمكن تطبيقه أو فرضه على الجميع".  

وتقترح الوثيقة المصرية على الدول العربية تأكيد "عزمها على استمرار عمليات التحديث والاصلاح التى تضطلع بها المجتمعات العربية استجابة لرغبة وحاجات شعوبها".  

كما تؤكد "ترحيبها بالتعاون مع الدول الصديقة المستعدة للتفاعل مع تحركها الاصيل على اساس من الندية الكاملة وعدم محاولة فرض نموذج معين وتجنب ما يتعارض مع التوجهات المنبثقة من الثقافة الذاتية والتقاليد الدينية والقومية" للمجتمعات العربية.  

وتشدد الوثيقة على ان "توفير المناخ الضروري لنجاح حركة التحديث والتطوير والاصلاح (...) يتطلب توفير العدالة والقضاء على كافة مشاعر الاحباط واليأس من خلال تسوية القضية الفلسطينية على اساس انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية".  

واكدت الوثيقة على ان ذلك لا يمكن ان يحصل الا من خلال "توفير العدالة والقضاء على كافة مشاعر الاحباط واليأس من خلال تسوية القضية الفلسطينية على اساس انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وكذلك احترام سيادة الشعوب العربية والحفاظ على وحدتها الاقليمية وسلامة اراضيها".  

وتاتي المبادرة المصرية بعد الانتقادات التي وجهها العديد من الدول العربية بما فيها مصر والسعودية الحليفتان القريبتان من الولايات المتحدة، للمشروع الاميركي الذي اطلق عليه اسم "الشرق الاوسط الكبير" والهادف الى ادخال اصلاحات ديموقراطية والانفتاح الاقتصادي في العالم العربي والدول الاسلامية.  

الاردن: لاصلاح يجب ان يكون نابعا من ارادة محلية  

وقد شدد الاردن الاثنين على ان تكون الاصلاحات الديموقراطية نابعة من ارادة داخلية، من دون ان يعلن موقفا حاسما من قبول او رفض الخطة الاميركية حول الشرق الاوسط الكبير.  

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر في مؤتمر صحافي عقدته صباح الاثنين "نتطلع الى ان يكون اي اصلاح في الدول العربية نابعا من تطلعات الشعوب العربية وارادتها" مضيفة ان "اي تغيير او اصلاح لا ينبع من ارادة شعبية محلية لا يمكن القبول به".  

وردا على سؤال حول موقف الاردن من قبول او رفض هذه المبادرة، اكتفت المتحدثة بالقول "لم نتلق هذه المبادرة رسميا بعد لنقبلها او نرفضها، ما سمعناه من عناوينها هو في غالبيته مطالب محلية بوشر العمل من اجل تحقيقها".  

واضافت ان "الاصلاح امر مطلوب، والكثير من المجالات هي محل جهد اصلاحي مستمر انجزنا فيه الكثير، غير ان الموقف الاردني يركز على ان الاصلاح يجب ان يكون داخليا ونابعا من ارادة محلية".  

وتهدف خطة الشرق الاوسط الكبير التي تعمل الولايات المتحدة على ترويجها، الى دعم الاصلاحات وارساء الديموقراطية في الشرق الاوسط، كما تقول. ويمكن ان تطلق خلال قمة مجموعة الثماني في حزيران/يونيو. وقد عبرت حتى الان مصر والسعودية وسوريا والبحرين عن رفضها لها.  

وقد اوفدت الولايات المتحدة الاحد نائب وزير خارجيتها للشؤون السياسية مارك غروسمان الى المنطقة حيث سيزور الاردن ومصر والمغرب والبحرين لشرح هذه الخطة.  

وردا على سؤال حول زيارة المبعوث الاميركي الى المنطقة بصدد عرض هذه الخطة، قالت المتحدثة الرسمية "اذا كانت هناك قواسم مشتركة وتلاق في وجهات النظر، فهذا امر جيد واذا وجدنا عكس ذلك، فالاردن سيعبر عن وجهة نظره".  

وشددت على ان "التطوير والاصلاح وتعميق الديموقراطية هي عناوين تبنيناها في الاردن ونعمل من اجلها باستمرار".  

وكان حزب جبهة العمل الاسلامي، ابرز احزاب المعارضة الاردنية، دعا الحكومات العربية الى رفض مشروع الشرق الاوسط الكبير معتبرا انه مشروع "اميركي صهيوني للسيطرة على المنطقة العربية".  

وقال الحزب الاسلامي في بيان نشرته الصحف اليومية الاثنين ان المشروع "اميركي صهيوني للسيطرة على المنطقة العربية وسيمكن منشئيه من استعباد شعوب المنطقة ونهب ثرواتها عن آخرها".—(البوابة)—(مصادر متعددة)  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن