خبر عاجل

مؤتمر بغداد: واشنطن وطهران تتبادلان الاتهامات في اجواء ”بناءة”

تاريخ النشر: 10 مارس 2007 - 10:05 GMT

تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات باذكاء العنف في العراق خلال اول لقاء مباشر جمعهما الى جانب جيران هذا البلد في عاصمته بغداد منذ سقوطها عام 2003، والذي اكدت العواصم الثلاث ان المحادثات التي تخللته كانت "بناءة وايجابية".

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري للصحافيين بعد انتهاء المؤتمر الذي استمر يوما واحدا ان "النقاشات التي جرت تركزت اساسا على تعاون الجميع وحرصهم على تحقيق الامن والاستقرار في العراق" مضيفا ان "اجواء الاجتماع كانت ايجابية واعتقد اننا توصلنا الى نتائج طيبة".

واضاف ان "النقطة الايجابية الاخرى هي التفاعل الذي حدث بين الوفدين الاميركي والبريطاني مع وفد الجمهورية السورية والايرانية الاسلامية (...) كان حوارا بناء ومفيدا".

وتابع "تبادل الوفدان الاميركي والايراني الحديث حول العراق وليس حول اي مسالة اخرى (...) كما تبادلوا الحديث مع السوريين". وحضرت المؤتمر 16 دولة من الجوار والعالم ومن بينها سوريا.

الى ذلك قال ان "الخطوات القادمة ستكون اهم فهذه الالية ستستمر وكذلك آلية اجتماعات دول الجوار" لكنه اكد عدم التوصل الى اتفاق حول "مكان وزمان وشكل المؤتمر المقبل".

واوضح في هذا الصدد ان "الاجتماع المقبل لن يكون على المستوى الوزاري كما تم اقراره في طهران ولذلك طلب العراق الحفاظ على حقه في استضافة الاجتماع الوزاري في المستقبل لكن هناك عرضا من مصر لاستضافة اجتماع دول الجوار".

واضاف زيباري "هناك عرض من الحكومة التركية لاستضافة اجتماع موسع في الفترة المقبلة وحرى الاتفاق على ان يخول وزير الخارجية العراقي تحديد مكان وزمان الاجتماع ومتابعة الاتصالات المتعلقة بتركيبته".

من جهة اخرى قال زيباري "توصلنا الى بعض القرارات الجيدة بناء على مقترحات عراقية. طرحنا تشكيل ثلاث لجان فنية على مستوى الخبراء للتعاون والتنسيق الامني وتفعيل الاتفاقات السابقة للمساعدة في مكافحة الارهاب ومنع التسلسل وضبط الحدود".

واضاف ان "النقطة الاخرى تتعلق باللاجئين والنازحين الى دول الجوار (...) وعبر المجتمعون عن تقديرهم لما تقوم به سوريا والمملكة الاردنية بهذا الخصوص". واشار الى ان اللجنة الثالثة "تختص بتوريد الوقود والطاقة الى العراق (...) هناك مشاكل بيروقراطية نحتاج لمعالجتها بسبب حاجتنا الى هذه المواد".

حوار مباشر

من جانبه، قال السفير الاميركي زالماي خليلزاد في مقابلة مع محطة "ان بي سي" الاخبارية انه تحدث بشكل مباشر ولعدة دقائق مع نظرائه الايرانيين في مستهل المؤتمر.

وفي الوقت الذي اكد انه لم تكن هناك محادثات مباشرة "جوهرية" مع نظرائه الايرانيين، الا ان خليلزاد اكد انه واجهه باتهامات واشنطن لبلاده بتزويد مليشيات عراقية بالاسلحة واشكال دعم اخرى.

وعبرت واشنطن حديثا عن قلق متنام ازاء ميليشيات شيعية مثل جيش المهدي قائلة انها تمثل خطرا كبيرا على امن العراق مثل المتمردين العرب السنة.

وقال خليلزاد "ذكرت تحديدا الدور الذي لعبه الجيران، وبخاصة اولئك الذين زودوا بالاسلحة والتي كانت سلبية، اموال، اسلحة، وايضا تصريحات استفزازية".

واضاف "تحدثت في ذلك معهم، وسوف نرى تأثير هذا اللقاء واللقاءات المستقبلية على ما يفعلونه..هل سيوقفون تزويد المليشيات والجماعات غير الشرعية بالاسلحة والاموال، وما يحصل لتصريحاتهم بما انهم يقومون بالبث (الاخباري) الى العراق".

وحول ما اذا كان الايرانيون نفوا هذه الاتهامات، قال خليلزاد "فعلوا ذلك، وايضا ابرزوا بعض المسائل المتعلقة بهم (ومنها) اعتقال بعض مسؤوليه، وانا رددت على ذلك".

وكان خليلزاد اشار في كلمته خلال المؤتمر الى ان "قوات التحالف تستهدف اشخاصا بناء على دورهم في اعمال العنف وليس بسبب جنسياتهم. ليس هناك اي موقوف دبلوماسي لدى التحالف".

وفي مقابلته مع "ان بي سي" قال السفير الاميركي "سنواصل مراقبة سلوكهم. هذا في النهاية هو المهم، لكن هذا اللقاء والتبادل اليوم كان بناء".

وكان خليلزاد اكد في كلمته في المؤتمر ان "الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لحماية جنودنا والمواطنين العراقيين من العناصر الاجنبية التي تساهم في اذكاء العنف في العراق". ودعا الجيران الى "نبذ فكرة ان اعمال عنف معينة ضد بعض الفئات من العراقيين او قوات التحالف تشكل امرا مقبولا".

نفي ايراني

من جانبه، نفى اكبر مبعوث ايراني في المؤتمر انه اجرى محادثات خاصة مع المسؤولين الاميركيين.

وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي للصحفيين بعد المؤتمر "لم يكن هناك اجتماع خاص.. كان كل شيء في اطار المؤتمر." واضاف "لم تكن هناك محادثات مباشرة".

وقال عراقجي ان القوات الاجنبية تشعل دورة من اراقة الدماء في العراق. ويستخدم وجود تلك القوات لتبرير العنف وبالتالي يستخدم العنف لتبرير وجود القوات.

وقال المسؤول الايراني ان المؤتمر كان بناء "لكن ذلك لا يعني اننا لم نتحدث عن بواعث قلق." واضاف ان طهران تشعر بالقلق من تزايد العنف الطائفي في العراق.

وقال "نشعر بالقلق ازاء المعايير المزدوجة تجاه الارهاب في العراق." واضاف "توجد جماعات ارهابية مختلفة في العراق. لا حق لنا في تقسيم تلك الجماعات الى ارهابيين طيبين وشريرين."

واضاف عراقجي ان "استقرار العراق ضرورة لسلام واستقرار المنطقة." واضاف "امن العراق هو امننا."

وتابع رافضا الاتهامات الاميركية بأن ايران تشعل العنف بتسليح الجماعات المسلحة في العراق "لا سبب يدعو لتدخلنا في الامور السياسية العراقية سوى دعم السلام والاستقرار في العراق"

وانتقد عراقجي الولايات المتحدة بشأن ما وصفه "بالفشل الاستخباراتي" من جانبها. وقال "انهم ارتكبوا اخطاء كثيرة (في العراق)... بسبب المعلومات الكاذبة والاستخبارات التي كانت لديهم في البداية".

حروب بالوكالة

وعلى صعيده، انتهز رئيس الوزراء العراقي مناسبة المؤتمر من اجل تأكيد رفضه تحويل بلاده الى ساحة حروب بالوكالة.

وقال ان العراق "لا يقبل ان يتدخل في شؤون الاخرين او ان تكون ارضه قاعدة لشن هجوم على احد كما اننا في نفس الوقت ننتظر من الاخرين الموقف ذاته".واوضح ان بلاده "لا تقبل ان تتحول اراضيها ومدنها وشوارعها الى ساحة لتصفية نزاعات اقليمية اقليمية او اقليمية دولية كما لا يسمح العراق باي شكل من الاشكال ان يكون ساحة لنفوذ اي دولة او ان يكون ساحة لتقاسم اقليمي او دولي".

وتطرق المالكي الى المصالحة الوطنية قائلا "لقد شق الشعب طريقة عبر اعتماده دستورا دائما(..) ومع ذلك فلا نعتبره نهاية المطاف لقد قررنا ان نعيد النظر فيه وفق الاليات الدستورية المثبته فيه".

انفجارات وعنف

هذا، وكان انفجار ثلاث قذائف هاون قد هز المنطقة القريبة من وزارة الخارجية العراقية حيث ينعقد المؤتمر في بغداد ما اسفر عن تحطم زجاج مبنى الوزارة.

وقال جندي عراقي ان "ثلاث قذائف سقطت على مبنى يبعد حوالي خمسين مترا عن مقر وزارة الخارجية" مضيفا "ليست هناك اصابات" ناجمة عن سقوط القذائف.

كما اعلنت مصادر امنية مقتل 35 شخصا في اعمال عنف متفرقة السبت في العراق بينها هجومان انتحاريان في بغداد. وقالت مصادر امنية ان 26 شخصا على الاقل بينهم ستة جنود عراقيين قتلوا واصيب حوالى 45 اخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقطة تفتيش للجيش".

وكانت مصادر ذكرت في حصيلة سابقة مقتل 20 شخصا في انفجار سيارة مفخخة. ووقع الانفجار على طريق رئيسي في ساحة مظفر قرب شارع فلسطين (وسط)المؤدي الى مدينة الصدر (شرق).

من جهته اكد مصدر طبي في مستشفى الامام علي في مدينة الصدر ان قسم الطوارئ "تسلم 18 قتيلا واكثر من اربعين جريحا اصيبوا بالانفجار". كما ادى هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري على نقطة تفتيش للجيش في حي الجامعة (غرب) الى مقتل جندي واصابة اثنين اخرين بجروح وفقا للمصادر ذاتها.

واعلن مصدر امني "مقتل شخص واصابة ثلاثة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في ساحة التحريات الواقعة في منطقة الكرادة (وسط)".

واضاف ان "شخصا قتل واصيب خمسة اخرين بجروح جراء سقوط عدد من قذائف الهاون على الطريق الرئيسي في منطقة الكاظمية (شمال)".

وتابع ان "مدنيا قتل واصيب خمسة من الزوار الشيعة في هجوم مسلح على طريق عودتهم من كربلاء في منطقة الحبيبية (شرق) كما جرح ثلاثة منهم في هجوم في منطقة الطالبية (شرق)". وادى انفجار عبوة ناسفة الى اصابة اربعة اشخاص بجروح بانفجار عبوة ناسفة قرب الجامعة المستنصرية (شرق بغداد) وفقا للمصدر ذاته. وفي الرمادي (100 كم غرب بغداد) اعلن العقيد احمد حميد "مقتل اربعة من عناصر الشرطة بينهم ضابط بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم وسط المدينة".

من جهتها اعتقلت قوات الشرطة "اربعة من تنظيم القاعدة داخل احد المحلات التجارية في حي القطانة (وسط الرمادي) حسب المصدر نفسه. وفي الاسكندرية (60 كم جنوب بغداد) اعلن الملازم كاظم الحيدري من الشرطة "مقتل احد عناصر الشرطة في انفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي للناحية".

(البوابة)(مصادر متعددة)