تسبب الحريق الهائل الذي شب بمتحف البرازيل الوطني في ريو دي جانيرو، أمس الأول، في تدمير قطع أثرية لا تقدر بثمن، بشكل كامل، فيما وصف ب«المأساة الثقافية»، إذ لم تنج من المعروضات البالغة 20 مليون قطعة، إلا مجموعة نيازك مقاومة للحرارة المرتفعة بحسب خبراء.
وعبر خبير المتاحف ماركو أوريلو كالداس الذي دخل المبنى المحترق عن حجم المأساة بقوله: «كل شيء انتهى»، وفق ما نقلت عنه صحيفة «فولها دي ساو باولو».
وأعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو»، عن أسفها «لفقدان مجموعة لا تقدر بثمن تنتمي إلى البشرية جمعاء». وقالت المديرة العامة للمنظمة، أودري أزولاي، إن اليونسكو قدمت للبرازيل مساعدة من خبرائها بشأن حماية التراث الثقافي والحفاظ عليه.
وغرد الرئيس البرازيلي ميشيل تامر على موقع «تويتر»: «فقدنا 200 عام من العمل والبحث والمعرفة. إنه يوم حزين لكل البرازيليين».
وكان المتحف المحترق الذي يعد الأقدم في البرازيل، يضم مجموعات جيولوجية ونباتية، وأثرية، وممياوات مصرية وتماثيل يونانية، وآثاراً تعود للحضارة الأترورية.
أبدت فرنسا، أمس، استعدادها للمساهمة في ترميم متحف ريو دي جانيرو الوطني الذي أتى عليه حريق يوم الأحد الماضي.
جاء ذلك في خطاب لوزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، ألقاه في متحف اللوفر أبوظبي، وقال فيه: «فيما البرازيل برمتها في حالة صدمة، تعرب فرنسا عن استعدادها للمساعدة في ترميم المتحف الوطني».
وأضاف: «أود بداية أن أعرب عن تضامن السلطات الفرنسية مع البرازيل، إثر هذا الحريق المأسوي الذي أتى الأحد على صرح ثقافي استثنائي آخر».
وتحدث الوزير عن المتحف المحترق قائلاً: «المتحف هو جوهرة برازيلية. وكان يضم آثاراً يونانية رومانية، ومجموعة مصرية، وأقدم متحجرة بشرية اكتشفت في البرازيل». وأضاف: «على غرار اللوفر كان رمزاً للحوار بين الثقافات. وأتت النيران على جزء من ذاكرة البشرية».