لقاء عباس-مشعل: تثبيت لهدنة هشة دون حل لخلافات حكومة الوحدة

تاريخ النشر: 22 يناير 2007 - 08:40 GMT

اتفق زعيم فتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس واكبر قادة حماس خالد مشعل في لقاء طال انتظاره في دمشق الاحد على تكريس الهدنة الميدانية الهشة بين حركتيهما، لكنهما فشلا في حل خلافاتما بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية.

واعلن الزعيمان عقب الاجتماع الذي عقد مساء الاحد وكان متوقعا مساء السبت، انهما اتفقا على مواصلة الحوار حتى التوصل الى اتفاق بشان تشكيل حكومة وحدة وطنية يعول عليها في انهاء حصار دولي خانق فرض على الفلسطينيين اثر تولي حماس للحكومة مطلع العام الماضي.

وفي مؤتمر صحافي مشترك قال عباس ان المحادثات كانت "مكثفة ومثمرة وتناولت همومنا واهتماماتنا" مؤكدا انها ستستأنف "في المستقبل القريب من اجل مساعينا الخيرة". واضاف ان اللقاء تناول "مواضيع تتعلق بحكومة الوحدة الوطنية" معبرا عن امله في "استمرار حوارنا في هذا الموضوع مستكملين ذلك في الحوار الوطني الذي يتم في قطاع غزة باسم لجنة الحوار".

من جهته قال مشعل "خطونا خطوات الى الامام (...) توجد نقاط خلافية في حوارنا سنستكملها حتى ننجز حكومة وحدة وطنية فلسطينية على هذه الاسس".

وفي بيان مشترك صدر بعد اللقاء اكد الجانبان انهما اتفقا على استكمال الحوار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ومنع الاقتتال الفلسطيني وبدء خطوات لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ورفض الدولة الموقتة.

وقال البيان ان عباس ومشعل اتفقا على "استكمال الحوار وجهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية خلال الاسبوعين القادمين" موضحا ان "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية دفعت شوطا كبيرا لطمأنة شعبنا الفلسطيني". كما اكد "دعم الحوار الذي استؤنف في غزة في اطار لجنة الحوار الوطني" حسب البيان الذي وصف اللقاء بانه "اخوي وايجابي".

واتفق الجانبان على "رفض وتحريم الاقتتال الداخلي الفلسطيني ووقف الحملات التحريضية الاعلامية".

وتسود حالة من التوتر الشديد بين فتح وحماس منذ اعلان عباس منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي عزمه الدعوة الى انتخابات مبكرة بعد فشل ستة اشهر من المباحثات لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

واوقعت المواجهات بين انصار الجانبين منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر 30 قتيلا.

من جهة اخرى اكد عباس ان بين القضايا التي تناولها اللقاء "تفعيل واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية" موضحا ان "هذا يجب ان يتم خلال فترة لا تزيد عن شهر".

وقال البيان ان الجانبين اكدا ضرورة "الشروع خلال شهر في خطوات وتفعيل واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كما ورد في اعلان القاهرة ووثيقة الميثاق الوطني".

واكد عباس "تمسكنا بالثوابت الفلسطينية المعروفة لدينا جميعا وبهذه المناسبة نؤكد مرة اخرى اننا نرفض رفضا قاطعا فكرة الدولة داخل الحدود الموقتة التي تشاع (...) هذا امر غير مقبول".

الموقف نفسه عبر عنه مشعل وقال "نحن في حماس وكذلك فتح نرفض اي دولة ذات حدود موقتة ومتمسكون بحقوقنا ونص هذه الحقوق في وثيقة الوفاق الوطني". واضاف "اننا مدعوون باستمرار الى انجاز حقوقنا الوطنية وتجنب اي مشاريع يمكن ان تنتقص من هذه الحكومة وخاصة دولة ذات حدود موقتة". وقال البيان ان الجانبين شددا على "التأكيد على تمسكنا بحقوقنا وثوابتنا الوطنية ورفض الدولة ذات الحدود المؤقتة".

ولم يلتق عباس ومشعل منذ تولي حماس رئاسة الحكومة الفلسطينية. ووجه عباس ومشعل "الشكر الى سوريا الشقيقة رئيسا وشعبا وحكومة على جهودها الكبيرة في دعم القضية الفلسطينية والجهود الرامية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية".

وكان عباس الذي وصل السبت الى دمشق بدعوة من الرئيس السوري اجرى محادثات مع بشار الاسد وصفت بانها "معمقة وجدية وصريحة". وكان يفترض ان يتوجه عباس الى لبنان الاثنين لكن الرئاسة اللبنانية اعلنت الاحد انه ارجأ هذه الزيارة الى موعد غير محدد وبدون توضيح اسباب هذا التأجيل.

جهود دولية

على صعيد اخر، اكدت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل الاحد انها والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعمان احياء عملية السلام التي ترعاها اللجنة الرباعية للوساطة الدولية في الشرق الاوسط.

ومن المتوقع ان يعقد الرباعي الذي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة اجتماعا في واشنطن في الثاني من شباط/فبراير لمحاولة استئناف محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين والمتوقفة منذ فترة طويلة.

وقالت ميركل للصحفيين بعد اجتماعها مع بوتين في مدينة سوتشي الواقعة على ساحل البحر الاسود "اتفقنا تماما على ان احياء رباعي الوساطة في الشرق الاوسط شيء طيب."

وقال بوتين "ننوي ان نولي اهتماما خاصا لحل مشكلة الشرق الاوسط استنادا الى خريطة الطريق التي وافقت عليها جميع الاطراف. ندعم الجهود التي تقوم بها (ميركل) لعقد اجتماع رباعي الوساطة في القريب العاجل."