خبر عاجل

لقاء بري والحريري: نيات حسنة وخطاب نصرالله: لا غالب ولا مغلوب

تاريخ النشر: 10 مارس 2007 - 02:03 GMT

اصدر الزعيمان اللبنانيان نبيه بري وسعد الحريري بيانا عقب لقاء ثان عقدوه ليل الجمعة السبت اعبروا فيه عن نيات حسنة لحل الازمة فيما دعا الامين العام لحزب الله الى التسوية وذلك قبيل زيارة لخافير سولانا لبيروت تسبق دمشق.

بري والحريري: لقاءات النيات الحسنة

اعلن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري (معارضة) وزعيم الاغلبية البرلمانية المناهضة لسوريا سعد الحريري انهما التقيا ليل الجمعة السبت للمرة الثانية في خلال اربع وعشرين ساعة.

وقد بحث المسؤولان اللذان كانا اجتمعا ليل الخميس الجمعة في سبل حل الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد كما اعلنت الوكالة الوطنية للاعلام (رسمية) باقتضاب.

وعقب لقاء مساء الخميس افاد الجانبان في بيانين متطابقين صدرا عنهما ان اللقاء "تميز باجواء من الايجابية والصراحة اظهرت توافقا على ضرورة معالجة الازمة التي يشهدها لبنان والوصول الى مخارج عملية تضمن اعادة الحياة الطبيعية الى البلاد واطلاق عجلة الاقتصاد الوطني وازالة الاحتقان السياسي".

وكان بيان مشترك صدر امس عن اللقاء الاول تحدث عن "اجواء من الايجابية والصراحة" والتوافق على "ضرورة معالجة الازمة"، واشار الى "وجود نقاط التقاء (...) واخرى تحتاج الى مزيد من التشاور".

وكان اللقاء الاول بين الرجلين منذ بدء الازمة السياسية في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر اثر استقالة ستة وزراء مؤيدين لسوريا (معارضة) من الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة.

وقال نص البيان الثاني ان بري والحريري "اتفقا على مواصلة البحث في لقاء يعقد لهذه الغاية في القريب العاجل".

وقد احيت القمة السعودية الايرانية التي جمعت مؤخرا في الرياض العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الايراني احمدي نجاد امل اللبنانيين بالتوصل الى حل للازمة السياسية المستعصية منذ عدة اشهر.

وافادت معلومات صحافية ان الملك عبد الله والرئيس نجاد تفاهما على صيغة لحل الازمة اللبنانية من دون ان تعرف بعد حيثيات التفاهم بدقة. لكنها اوضحت انه يقوم على مبدأ التلازم والتزامن بين حل المسألتين الخلافيتين الرئيسيتين بين الموالاة والمعارضة: قضية المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وقيام حكومة وحدة وطنية.

نصرالله : لا غالب ولا مغلوب

واللقاء الجديد يأتي بعد خطاب القاه مساء الجمعة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اكد فيه ان المعارضة اللبنانية تؤيد الحوار للتوصل الى تسوية للازمة السياسية التي يعيشها لبنان.

وقال الامين العام لحزب الله القطب الرئيسي في المعارضة ان "المعارضة تبحث عن تسوية عن وحدة وطنية. نحن نقبل بالتسوية ونقبل بالحوار ونؤيد الحوار الذي بدأناه ليلا" مساء الخميس.

وكان نصرالله يتحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت عشية اربعينية الحسين.

وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري احد اقطاب المعارضة وزعيم الاغلبية النيابية المعارضة لسوريا سعد الحريري عقدا لقاء في وقت متاخر ليل الخميس الى الجمعة لبحث سبل حل الازمة.

اثنى الجانبان على "ايجابية" الاجتماع الاول بينهما منذ بدء الازمة في منتصف تشرين الثاني/نوفمر بعد استقالة ستة من وزراء المعارضة الموالية لسوريا من حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.

ومن جهة ثانية دعا نصرالله الاغلبية الى اعطاء فرصة للتوصل على تسوية.

وقال "يمكن للمسعى الجديد ان يؤدي الى غايته ولكن يجب وضع كل الاحتمالات ولكني اقول للاخرين لا تضيعوا هذه الفرصة".

وكرر نصرالله مطالبة المعارضة بالحصول على "ثلث معطل" في الحكومة.

وقال ان المعارضة تطالب بحكومة "لا غالب ولا مغلوب" على اساس ان يمثل المعارضة 11 وزيرا في حكومة من 30.

وترفض الاغلبية هذا المطلب مقترحة من جانبها صيغة 19 وزيرا لها مقابل 10 للمعارضة ووزير مستقل.

واكد نصرالله ان الاعتصام الذي تنظمه المعارضة منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر بالقرب من مقر الحكومة في وسط بيروت سيستمر حتى تلبية مطالبها.

وقال نصرالله ان حزبه الذي خاض مقاومة مسلحة ضد اسرائيل يرفض "الانجرار الى المواجهات او الى حرب اهلية".

سولانا :دور اوروبي في انجاح السعودية

وفي الغضون، يتوجه الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا الاسبوع المقبل الى سوريا للمرة الاولى منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 في زيارة يأمل الاتحاد الاوروبي ان تسهم في نزع فتيل الازمة السياسية اللبنانية.

واكد سولانا نفسه الجمعة هذه الزيارة التي ستأتي في اطار جولة تقوده اولا الى بيروت يوم الاثنين ثم الى الرياض في اليوم التالي.

وقال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية عقب القمة الاوروبية "فوضتني (الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي) للقيام بهذه الجولة بما فيها زيارة سوريا لنقول لهم اننا نريد العمل معكم ومع المجتمع الدولي لا سيما حول لبنان".

وستكون اول زيارة لمسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي الى سوريا منذ اغتيال الحريري في 14 شباط/فبراير 2005 مع 22 شخصا اخر.

واشارت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري في تقرير مرحلي الى ضلوع مسؤولين سوريين في اغتيال الحريري.

وقال احد المقربين من المسؤول الاوروبي ان محاولة الاسهام في حل الازمة السياسية في لبنان ستكون "النقطة المركزية" في زيارة سولانا الى دمشق حيث سيجري محادثات مع الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم.

وكان زعيم الغالبية البرلمانية اللبنانية سعد الحريري اعتبر الاسبوع الماضي في بروكسل ان سوريا تشكل "العقبة الرئيسية" امام اي اتفاق سياسي في لبنان.

وقال مصدر دبلوماسي اوروبي ان سولانا سيسعى في دمشق الى ابراز كل الايجابيات في لعب دور "بناء" في المنطقة -وذلك اولا من خلال دفع المعارضة اللبنانية وفي طليعتها حزب الله الى تأييد انشاء محكمة دولية حول اغتيال رفيق الحريري- ومن خلال اقامة علاقات سياسية متينة مع الاتحاد الاوروبي.

واوضح هذا المصدر ان الاتحاد الاوروبي وبدون ان يقطع رسميا علاقاته مع النظام السوري منذ اغتيال الحريري "لم يفعل شيئا لتقويتها".

وقد يعمد سولانا الى تذكير المسؤولين السوريين بانه اذا كانت هذه الشراكة ناشطة فان الاتحاد الاوروبي قد يزيد مساعدته الاقتصادية لسوريا بشكل كبير علما بان دمشق لم تتلق منذ العام 1995 سوى حوالى ثلاثمئة مليون يورو من المساعدات الاوروبية فيما تلقت مصر خلال هذه الفترة اكثر من 1,1 مليار يورو.

وتأتي هذه الزيارة ايضا في وقت يسعى فيه الاتحاد الاوروبي الى الافادة من "عناصر جديدة" مواتية في نظره للقيام بجهود دبلوماسية جديدة.

وهكذا يرحب الدبلوماسيون الاوروبيون بانتظام بدور السعودية منذ الاتفاق بين الفلسطينيين في مكة المكرمة في الثامن من شباط/فبراير.

الى ذلك يضاف عنصر جديد اخر وهو توجه مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية المكلفة المسائل الانسانية الين سوربري الخميس الى دمشق.

وهذه الاجواء الايجابية ساهمت على ما يبدو في اقناع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى رفع اعتراضه على زيارة سولانا الى دمشق وحتى الى "تأييدها بدون تحفظ" كما فعل الجمعة.

وكانت دول اوروبية عدة تدعو منذ اشهر الى استئناف الاتصالات بين الاتحاد الاوروبي ودمشق.

وتقاطع فرنسا المسؤولين السوريين منذ اغتيال الحريري الذي كانت تربطه علاقة صداقة شخصية مع الرئيس شيراك خلافا لدول اوروبية اخرى اوفدت في الاونة الاخيرة وزراء لزيارة دمشق مثل المانيا وايطاليا واسبانيا.

ومن المقرر ان يتوجه سولانا الى الرياض الثلاثاء لحضور القمة العربية المقرر انعقادها في 28 اذار/مارس.