قال مسؤولون عسكريون أمريكيون وفي مكافحة "الإرهاب"، إن قيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية في الجيش الأمريكي تحضر معلومات يمكن استخدامها لقتل أو اعتقال مسلحين يشتبه بتورطهم في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 4 أمريكيين بينهم السفير كريس ستيفنز في مدينة بنغازي بليبيا الشهر الماضي.
ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن المسؤولين، قولهم ان العمل جار لتحضير "حزمة أهداف"، في ما يعد خطوة أولى في عملية يحضر لها البنتاغون والـ(سي آي إي) قبل أن يصدر الرئيس الأمريكي بارك أوباما ومستشاروه المدنيون والعسكريون أمراً باستهداف المتورطين بالإعتداء على الأمريكيين في بنغازي.
وأضافوا ان القيادة، التي تضم فريق من (قوات سيل) بسلاح البحرية التي سبق وقتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تعمل باستمرار مع الـ(سي آي إي) لتحديث لائحة الأهداف "الإرهابية" حول العالم.
وذكر المسؤولون انه منذ الهجوم، زاد المخططون الأمريكيون من جهودهم لتعقب وجمع معلومات عن عناصر في "أنصار الشريعة" وغيرهم من المسلحين المرتبطين بجناح القاعدة في شمال إفريقيا.
ولا يزال من غير الواضح كم "حزمة أهداف" تم تحضيرها، فربما العشرات أو أكثر، لكن المسؤولين قالوا ان السلطات الليبية حددت عدة أهداف مستندة إلى شهود وفيديو وغيرها من الصور من مكان الهجوم.
ولفتوا إلى انه في مسعى للمساعدة بهذه الجهود، زاد البنتاغون من وتيرة طائرات الاستطلاع التي تحلق فوق شرق ليبيا لجمع المعلومات والصور، فيما أوكلت وكالات استخبارات أمريكية لمحللين مهمة التركيز على المشتبه بهم.
وذكروا ان مسؤولين أمريكيين يتواصلون عن كثب مع السلطات الليبية التي تتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي في التحقيقات.
وإذ أكدت ان أية مهمة لقتل أو القبض على عناصر في ليبيا تتطلب أمراً من أوباما بعد اجتماعات سرية مع كبار المسؤولين، قالت الصحيفة انه إذا أراد الرئيس الأمريكي المضي بأية عملية فمن غير الواضح بموجب أية سلطات قانونية سيفعل ذلك.
ورفضت (سي آي إي) ووزارة الدفاع التعليق على الموضوع.
القنصلية تعرضت لـ13 هجوماً
وفي سياق متصل وجه النائبان الجمهوريان داريل عيسى وجايسون شافيتز رسالة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية أبلغاها فيها بمعلومات حصلوا عليها عن تعرض القنصلية الأمريكية في بنغازي لتهديد و13 هجوماً قبل الهجوم الذي استهدفها الشهر الماضي ما أدى إلى مقتل 4 أمريكيين بينهم السفير كريس ستيفنز.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية ان عيسى وشافيتز، فصلا للوزيرة هيلاري كلينتون بالرسالة تفاصيل المزاعم التي قدمها "أشخاص مطلعون على الأحداث في ليبيا إلى لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي، وهي تؤكد ان الهجوم الذي أسفر عن مقتل الأمريكيين الـ4 في بنغازي في 11 أيلول/ سبتمبر الماضي كان "الأخير بين سلسلة طويلة من الاعتداءات على دبلوماسيين ومسؤولين غربيين في البلاد".
وكتب النائبان "كان من الواضح انه لم يكن أبداً، كما أصر مسؤولون من الإدارة، نتيجة احتجاج شعبي" على الفيلم المسيء للمسلمين.
وأضافا "عدد من المسؤولين الحكوميين الفدراليين الأميركيين أكدوا للجنة، قبل هجوم 11 سبتمبر، ان البعثة الأميركية في ليبيا تقدمت بطلبات متكررة لزيادة الأمن في بنغازي، لكن مسؤولين في واشنطن منعوا ذلك".
وقالا إن لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي ستعقد جلسة في 10 تشرين الأول/ أكتوبر لمراجعة الثعرات الأمنية المحتملة في ليبيا.
وكشفت الرسالة حصول العديد من التهديدات، بالإضافة إلى رمي حارسين أمنيين سابقين قنابل يدوية الصنع على سور أمني بالقنصلية في 6 نيسان/ أبريل الماضي.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند تسلم كلينتون للرسالة وسوف ترد عليها، مضيفة ان الجميع يريدون معرفة ما حصل بالفعل وتعلم الدروس اللازمة من ذلك.
